بقلب مفتوح، ويد ممدودة للتعاون افتتح رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم عهده الثاني على كرسي الرئاسة في قاعة عبدالله السالم مع افتتاح دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الخامس عشر، مشددا على ضرورة طي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة عنوانها التآزر والتسامح والعمل من اجل تحقيق الهدف المشترك وهو خدمة الشعب الكويتي الكريم.الغانم الذي فاز في انتخاب رئاسة المجلس في الجلسة الافتتاحية، بأغلبية ساحقة من الجولة الأولى بنيله 48 صوتا، مقابل 9 أصوات لمنافسه الأول عبدالله الرومي، و7 أصوات للمنافس الثاني شعيب المويزري، قال في كلمة ألقاها عقب الفوز مخاطبا اعضاء المجلس «من اجل الكويت والكويتيين يجب ان نتسامى على خلافاتنا السابقة وعلى جروحنا وان كانت مؤلمة» متعهدا ان يكون على مسافة واحدة من الجميع.وذكر ان الشعب الكويتي ينتظر من اعضاء المجلس الكثير «ولم ينتخبنا لمجرد المنافسة على المناصب ولا يمكننا تحقيق الحد الادنى من طموحات الشعب الكويتي ما لم يكن لدينا عمل جماعي مشترك» مضيفا ان «الهدم يحتاج الى عمل منفرد بينما البناء يحتاج الى عمل جماعي».وفي انتخابات نائب رئيس المجلس فاز النائب عيسى الكندري بعد حصوله على 32 صوتا، مقابل 31 صوتا لمنافسه النائب الدكتور جمعان الحربش في الجولة الثانية للتصويت. وفاز في انتخاب أمانة السر النائب عودة الرويعي الذي تفوق علي منافسيه الدكتور وليد الطبطبائي وصفاء الهاشم.وفي مجريات الجلسة التي افتتحها رئيس السن حمد الهرشاني عند الساعة 11 صباحا، ابتدأت بتلاوة الامين العام الوثائق الخاصة بتشكيل الوزارة طبقاً للمادة 68 من اللائحة الداخلية، ثم ادى النواب اليمين الدستورية، وشدد الهرشاني على عدم اضافة اي مفردات على النص، ثم دعا من يرغب من النواب بالترشح لرئاسة مجلس الامة فترشح مرزوق الغانم وشعيب المويزري وعبدالله الرومي.وذكر الهرشاني ان انتخاب الرئيس سيكون ورقياً وبالصندوق وهناك كابينتان وراء كل منصة، ومن يصوت يضع ورقته في الصندوق وطلب المويزري نقطة نظام، وقال «اتمنى الا تكون الاوراق مرقمة واتمنى ان تلتزم الحكومة الحياد وان كانت غير قادرة على الحياد فأتمنى من الوزراء من اسرة الحكم عدم التصويت كي تقف الاسرة على مسافة واحدة من الجميع»، واعترض الهرشاني وقال ان التصويت حق دستوري، فرد المويزري «اذا الحكومة ليست لها حيلة وملزومة فعلى الوزراء من اسرة الحكم الحياد»، فرد الهرشاني «التصويت ليس من الأسرة او من غيرها». ورد وليد الطبطبائي «الحكومة هي من تدافع وليس انت» واوضح الهرشاني «انا اتكلم بالدستور».وبدوره قال الشيخ محمد العبدالله «الحكومة تؤكد التزامها الكامل بنصوص الدستور وقوانين الدولة واللائحة الداخلية لم تفرق الاسرة او غيرها نحن نمثل الشعب الكويتي وما تفضل به الاخ شعيب رأيه الشخصي، والشيء الوحيد الذي لا يحق لنا ممارسته التصويت هو طرح الثقة».والى ذلك قال مبارك الحجرف «استنادا للشفافية وللسنن الحميدة اقترح ان يكون التصويت على الرئاسة علنيا».فقال الهرشاني «هناك من غيّر كلامه وما تطلبونه مخالف للائحة والدستور، واعترض المويزري «ذكرني بالاسم ومن حقي الرد عليه».ورد وزير العدل فالح العزب بالقول: نحن لسنا في حملة انتخابية، من يريد تعديل الدستور يقدم وحق ابناء الاسرة حق اصيل في الحقوق والواجبات وعلينا جميعا ان نمتثل لارادة والآباء.واضاف المويزري «رد وزير العدل غريب وعجيب كلامي واضح قلت احترم حق الحكومة وحق الوزراء من الاسرة والعرف فوق الدستور واحيانا ونحن لا نعترض على الدستور وحقوقكم».وضجت القاعة مطالبة بنقاط النظام وحاول الهرشاني ان ينادي على النواب للاقتراح ونادى الامين العام على اسماء النواب وقال وليد الطبطبائي «ان لم تلتفت الى نقاط النظام ننسحب» وقال عبدالكريم الكندري «انت موكيفك عليك ان تستجيب للائحة».ورد الهرشاني «لا مو كيفك اقعد مكانك تبي تبي تخرب كل شيء وطبق اللائحة على نفسك».فرد الكندري «لحست قسمك» فرد الهرشاني «انت اللي لحست قسمك» ورد الكندري «غصبا عليك تعطيني نقطة نظام والتصويت ما راح يتم الا بنقطة النظام وهذه مخالفة دستورية».وقال الهرشاني «اللي يصفقون فوق، احنا مو بملعب، راح اخلي القاعة»، فهدأت القاعة بعدما طلب بعض النواب من عبدالكريم الكندري الهدوء الى حين الانتهاء من التصويت.وقال حمدان العازمي لوزير العدل «هدي اشوية يبه»، وقال المويزري للوزير تنتقد كيفك بس لا تقول حملات انتخابية لا تزايد علينا».وطلب رئيس السن من النائبين عادل الدمخي وعودة الرويعي المشاركة في فرز اوراق التصويت على رئيس المجلس وبعد عد الاوراق طلب الدمخي ان يحل مكانه احد النواب قبل الفرز النهائي وطالبه شعيب المويزري باكمال دوره، وبعد فرز الاصوات انتخب مرزوق الغانم بأغلبية من الجولة الاولى بـ 48 صوتا وحصل المويزري على 8 اصوات والرومي على 9 أصوات.وبعد صعوده المنصة قال الرئيس الغانم: الحمدلله حمدا طيبا مباركا والشكر للشعب الكويتي وموصول لاعضاء مجلس الامة وقبل البدء في مهام الرئاسة اوجه رسائلي الاولى رسالة احترام للشعب الكويتي الذي اولانا ثقته ويهقى فينا الكثير والرسالة الثانية الى الاخوين الكبيرين الفاضلين عبدالله الرومي اذ تناقشت معك على الرئاسة فأنت اقسم بالله اكبر من رئيس وتعلمت الكثير وستبقى رمزا.والاحترام موصول لأخي وشقيقي شعيب المويزري وتربطني به علاقة قوية واقول له قدرك في القلب وانت على الراس.والرسالة الاخيرة لاعضاء المجلس... الشعب ينتظر منا الكثير ولم ينتخبنا من اجل المناصب انما لتحقيق الانجاز فالهدم عمل فرد والبناء يحتاج الى عمل جماعي ومخافة الله قبل كل شيء واعلنها واضحة جلية جاءكم بقلب مفتوح واكون على مسافة واحدة من الجميع ومن اجل الكويت والكويتيين يجب ان تطوى صفحة الماضي وتبدأ صفحة جديدة ونتسامى على خلافاتنا.وهي خدمة الشعب الكويتي وبدوره قال الرومي «لم اسع للرئاسة لهدف او منفعة والحكومة دائما تثبت لنا قصر نظر وقلة الدبرة وعدم الوفاء».وقال شعيب المويزري بداية سيئة جديدة من الحكومة وهذا الامر ليس لقضية انتخابات ولم تؤثر بالنتيجة نحن نبارك للرئيس بالرئاسة واوجه لك رسالة يجب ان تكون على مسافة واحدة مع الحكومة او المجلس وانما مع الحق وتكون ادارة الجلسات ادارة رجال دولة وانت تفهمني.وقسما اننا لن نسكت اذا كان هناك تجاوز من الرئيس او الحكومة والنتيجة لا تعني الفشل وانما مستمرون في الصراع ضد الفساد والعبث بالاموال لن يمر مرور الكرام واي تجاوز فإننا لن نسكت وان تكون يا رئيس محايدا والنهج الذي انتهجته خلال الثلاث سنوات الماضية لازم تشيله من مخك ورد الغانم: اؤكد لك انني سأبقى كما كنت وسأظل بارا بقسمي.وبدوره قال وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد «سنبر بقسمنا وسنخدم الدستور والقانون». ثم رفعت الجلسة للصلاة.وبعد الصلاة استأنف الرئيس الغانم الجلسة في تمام الساعة 1.45 بعد الظهر، وانتقل المجلس لانتخاب تائب رئيس المجلس الذي ترشح له النواب عيسى الكندري وسعدون حماد وجمعان الحربش.وعبر نقطة نظام قال النائب سعدون حماد «أنا رجل أعرف الانتخابات، وواضح من التصويت الذي تم أن هناك صفقة بين حدس والحكومة على منصب نائب الرئيس، لذلك أنا اتنازل لعيسى الكندري عن المنصب، فكلنا عيسى الكندري». وعقب الرئيس الغانم قائلا «أرجو الالتزام باللائحة وعدم الدخول في نقاش إذا كان هناك انسحاب والانتقال للتصويت».وعقب النائب الدكتور جمعان الحربش قائلا «أصحاب الصفقات والمالي السياسي معروفون، ولا تهزنا كلمة من شخص مثل سعدون حماد، وإذا كان حماد بمثل هذا الحديث يريد أن يشكل علينا ضغطا للانسحاب، فأنا أقول لن أنسحب. فأعضاء الحكرة الدستورية ثلاثة أعضاء، وموقفهم واضح من انتخابات الرئاسة وأصحاب الصفقات معروفون، وأنا جمعان الجربش ومواقفي معروفة».وانتى المجلس للاتفاق على الانتقال للتصويت على انتخاب نائب الرئيس، والمتنافس عليه كل من جمعان الحربش وعيسى الكندري، بعد انسحاب سعدون حماد، على ان يتم اعتبار ورقة التصويت لحماد بعد الانسحاب باطلة.وفي الجولة الأولى نال النائب جمعان الحربش 32 صوتا، في حين نال عيسى الكندري 31، دون أن يحقق أي منهما الأغلبية المطلقة 33، فأعيد الانتخاب مرة ثانية والتي تتطلب أغلبية عادية. وبعد إعادة التصويت مجددا، فاز عيسى الكندري، واعلن الغانم أن عدد المقترعين 63 حصل الكندري على 32 صوتا منهم، والحربش على 31 صوتا.وشكر الكندري النواب على الثقة والامانة متمنياً ان يؤدي الأمانة متوجها بالشكر ايضاً الى الحربش وقال: «نحن الاثنان فزنا في هذه الانتخابات».وقال الحربش: «النتيجة مقبولة والاخ الكندري خلوق والحكومة ذهبت في الرئاسة للتصويت وأيضا نائب الرئيس وهذه رسالة ليست جيدة، وايضا هناك ورقة بيضاء في الجولة الأولى فهي تعتبر من الحضور؟»ورد الغانم بالقول «في انتخابات 1996 حدثت نفس الحادثة وتم تعديل اللائحة بعد الذهاب الى المحكمة الدستورية وحقك عندي ما يضيع».وقال النائب شعيب المويزري «ان نتيجة التصويت تؤكد ان كلام سعدون حماد غير صحيح وأنا واثق من ربعي وخاصة جمعان الحربش ولله الحمد نحن متكاتفون والنتيجة لن تؤثر علينا».ورد سعدون حماد مبيناً ان «النتيجة واضحة، اذ كيف قفزت النتيجة من 17 الى 31 صوتاً».وعقب استئناف الجلسة، تحدث النائب صالح عاشور عن امكانية العودة الى التصويت الالكتروني في اللجان البرلمانية وقال النائب الحميدي السبيعي ان هناك اتفاقاً مع الأمين العام في شأن اعتماد التصويت الالكتروني.وترشح لمنصب أمين السر النواب الدكتور وليد الطبطبائي والدكتور عودة الرويعي وصفاء الهاشم. وحصلت الهاشم على 24 صوتاً فيما حصل الرويعي على 21 صوتاً والطبطبائي 19 صوتاً، الامر الذي تطلب إعادة التصويت لعدم وجود غالبية مطلقة ترجح كفة الفائز، وبعد إعادة التصويت نال الدكتور عودة الرويعي الغالبية العادية بحصولة على 25 صوتاً فيما حصل الطبطبائي 21 صوتاً وأخيراً حصلت الهاشم على 18 صوتا. واعتبرت الهاشم ان خسارتها هي خسارة للمرأة الكويتية لافتة الى وجود قصر نظر للحكومة خصوصاً ان وجود المرأة في المنصة سيكون في مصلحة الكويت ولكن الافضل للحكومة ان تعطيني لكن أنا دخلت المجلس من بابه... ومثل ما قال الرومي «قلّة دبرة».
محليات - مجلس الأمة
بدأ عهده الثاني بفوز ساحق من الجولة الأولى... وعيسى الكندري نائباً له والرويعي أميناً للسر والمرداس مراقباً
مرزوق الغانم رئيساً لمجلس الأمة: سأبقى كما كنت... باراً بقسمي
07:11 ص