كتب الدكتور الوزير السابق محمد الدويهيس عن «المحاصصة الجديدة» وعرضها في شكل يتفق معه الجميع، لكنه يبقى تصوراً عن الطريقة المتبعة بالاختيار... تلك هي المحاصصة المبينة على شرط أساسي، وهو الولاء التي من وجهة نظري لا يبني وطناً إطلاقاً!يفهم اللي يحب أن يفهم ومن لا يريد هذا شأنه ونحترمه على المستوى الشخصي... نقطة سطر جديد.فن المحاصصة بالنسبة للتوزير على سبيل المثال، يتبع لضمان غالبية داخل قبة البرلمان، وهو حق مشروع للحكومة ولا نختلف حوله لكن هناك معياراً غائباً، إن كان ولا بد من اتباعه لضمان أغلبية.أنت تريد قياديا يعينك وينفذ السياسات العامة ويقدم المصلحة الوطنية ويرفع من الأداء سواء في القطاعات التي تتبعه أو داخل مجلس الأمة ولجانه.معيار الكفاءة/الجدارة مغيب... و قد أشرنا في مقال سابق كيف إن فنزويلا قد أفلست وهي تحتل المركز الثاني على مستوى العالم في الاحتياطي النفطي والسبب يعود لأن الاختيار بني على أساس الولاء وليس الكفاءة والجدارة.ونحن لو أمعنا النظر في كل قيادي تم تنصيبه لوجدناه قد سقط على المنصب وفق عامل معين (توصية/ترشيح من طرف أو كتلة أو لأسباب آخرى الكل يعلمها) وكثير منهم غادر المنصب إما لمنصب استشاري أو لموقع آخر... وهو إجراء يطلق عليه «الواسطة» و... «مو كل واسطة مقبولة»!الكفاءات تحترم ذواتها وتحاول أن تقدم نفسها أحيانا ولا بأس لديها من اتباع التضامن سواء الحكومي إذا كان المنصب وزاريا أو التضامن المؤسسي إذا كان قياديا كبيرا... لكنها تبقى غير مرحب بها لأنها لا تملك الأداة المؤثرة في الاختيار «الواسطة» ولهذا السبب نجد القائمة تخلو من الكفادات إلا ما ندر.لماذا يتم تدوير الوزير؟ لماذا يتم تغيير الوزير؟هناك حقائب وزارية تسلمها وزراء جدد وهناك قيادات لم يتم التجديد لها وتمت إحالتها على التقاعد؟لماذا؟ إنه سوء الأداء. وسوء الأداء جذوره معلومة منذ البداية عندما تم الاختيار.يقول لي زميل مخضرم، إن النواب أنفسهم لا يرغبون في ترشيح الكفاءات وإن كانوا يعلمون بوجودها لأنهم يخشون أن تنافسهم في الانتخابات!ويقول زميل آخر إن معيار الكفاءة غير مفهوم وغير معمول به والنتيجة المحصلة منطقية: فلماذا نعتب ونبحث في أسباب تدني مستوى التعليم والصحة وتفشي الفساد ومشاريع تتعثر وحصى يتطاير في الطرقات!لذلك? ارفع يديك إلى السماء... فقط إلى السماء داعيا رب العباد أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعين المجتمع ومؤسساته في تحقيق تطلعات الشارع الكويتي... وأن يبعد عنا داء الحسد.إن الأماني رؤى، والرؤى لا يرسم خطوطها العريضة إلا مَنْ كان متصفا بالكفاءة/الجدارة والنزاهة والرشد وليعذرني الدكتور الدويهيس والزملاء على هذا العرض الصريح الذي يعكس تصور كثير من العقلاء ممن هم خارج نطاق المشورة، وكثيرة هي العبارات ما بين السطور... والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi