كونا- فيما دعا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد أمس، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لعقد الدورة القادمة للمجلس الأعلى في دولة الكويت، في ختام الدورة الـ37 للمجلس الأعلى في البحرين أمس، شدد إعلان الصخير الصادر عن الدورة على ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومتين الدفاعية والأمنية للمجلس، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس.واختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال دورتهم السابعة والثلاثين للمجلس الاعلى للمجلس، برئاسة رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى ملك البحرين حمد بن عيسى، بقاعة الاجتماعات في قصر الصخير.وأعرب الملك حمد بن عيسى في كلمته الختامية، عن «الاعتزاز البالغ باستضافة القمة، وعن التقدير العميق للروح الأخوية الصادقة التي ميزت لقاءنا وجسدت حرصنا التام على أن ننتقل بهذه المسيرة التاريخية الرائدة إلى حيث تستحق، متطلعين إلى تكثيف العمل المشترك وتعزيز تعاوننا وحضورنا الدولي خلال العام القادم للحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق المزيد من المنجزات بما يلبي طموحات شعوبنا في الرخاء و الازدهار»وتوجه بالشكر للقادة على ما بذلوه من «جهود خيرّة ومساعٍ مخلصة، فيما توصلنا إليه من قرارات سديدة ونتائج إيجابية، ستحقق، بإذن الله، الأهداف النبيلة لهذا الكيان الشامخ».وأكد صاحب السمو امير الشيخ صباح الأحمد، ان العمل الخليجي المشترك كان له الاثر الكبير في تحقيق تطلعات الشعوب وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء. وفي ما يلي نص الكلمة:«بسم الله الرحمن الرحيم صاحب الجلالة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة،أصحاب الجلالة والسمو أصحاب المعالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،بفضل من الله وتوفيقه أنهينا أعمال دورتنا السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى، والتي كان لبعد نظركم وحرصكم على عملنا الخليجي المشترك الأثر الكبير في الوصول إلى قرارات ستسهم بإذن الله في تعزيز عملنا المشترك، وفي تحقيق تطلعات شعوبنا وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء.ولا يفوتني هنا أن أجدد الشكر لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى الشعب البحريني العزيز، على ما أحاطونا به من عناية ورعاية كريمتين.ويسرنا أن نتوجه لكم بالدعوة لعقد الدورة القادمة للمجلس الأعلى في بلدكم دولة الكويت، حيث سنحظى بشرف استضافتكم والاحتفاء بكم بين أهلكم وإخوانكم، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يسدد على دروب الخير خطانا، ويوفقنا لتحقيق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والرخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».«إعلان الصخير»وتلا الامين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني «إعلان الصخير»، الذي شدد على أهمية مواصلة العمل في تنفيذ وتطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية التي أقرت في قمة الرياض 2015، لما تشكله من إطار متكامل ونهج حكيم للتعامل مع تلك المتغيرات، على أساس المحافظة على المصالح العليا لدول المجلس ومنجزاتها ومكتسبات شعوبها، وتحقيق الهدف المنشود في التكامل والوحدة بين دول المجلس في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.وأشاد قادة دول المجلس بما وصل إليه «التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، وضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك، لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس».كما أشادوا بالتمرين الأمني الخليجي المشترك «أمن الخليج العربي1»، الذي استضافته البحرين (نوفمبر 2016)، الذي وضع خريطة أمنية متكاملة لدول المجلس، إيمانا بأن أمن الخليج كلٌ لا يتجزأ، وأن الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس يخدم مصالح دول العالم قاطبة، ويسهم في حفظ الأمن والسلم الإقليمي.وأضاف «انطلاقا من الحرص الشديد على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة، يؤكد القادة على ضرورة أن تغير ايران من سياستها في المنطقة وذلك بالالتزام بقواعد وأعراف المواثيق والمعاهدات والقانون الدولي، ويؤكدون أيضاً استنكارهم لاستمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وإدانتهم تسييس إيران لفريضة الحج والاتجار بها واستغلالها، ويطالبون إيران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث والاستجابة لمساعي دولة الامارات العربية المتحدة السلمية، بما يهدف إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».ونظرا إلى أن التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون يشكل ركيزة رئيسية لدعم الأمن والاستقرار، أعرب قادة دول مجلس التعاون عن دعمهم ومساندتهم لهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية عالية المستوى، التي تهدف إلى تطوير التعاون في الشؤون الاقتصادية والتنموية وتنفيذ القرارات والاتفاقيات المتعلقة بها، وتسريع وتيرة العمل لإنجاز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والربط المائي، وغيرها من المشاريع التنموية التكاملية، وصولا الى الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وبما يعزز مكانة منطقة مجلس التعاون كمركز مالي واستثماري واقتصادي عالمي.كما أبدى القادة دعمهم الكامل لربط دول المجلس بشبكة من وسائل الاتصال والمواصلات والنقل الحديثة التي تحكمها أنظمة وقوانين موحدة، وذلك لما لها من دور حيوي في العملية التنموية الشاملة، وتأثير مباشر على مسيرة التعاون الخليجي المشترك في المجالات التي تهم أمن واقتصاد دول المجلس وشعوبها.وإيماناً من قادة المجلس بأن نهضة الأمم تستند على قدرات وكفاءة مواطنيها وبالأخص الشباب، والتطوير المستمر للتعليم، شدد القادة على أهمية توحيد أسس مناهج التعليم الأساسي والتعليم العالي، بما يعود بالفائدة والنفع على المخرجات التعليمية، وبما يواكب متطلبات التقدم والتطور والتنمية المستدامة، ويؤكدون على أهمية دعم وتطوير دور الشباب في تفعيل البرامج والأنشطة والفعاليات، التي تسهم في تعميق الترابط والتكامل، وترسخ الهوية الخليجية، وتعزز قيم التسامح والاعتدال والتعايش القائمة في دول مجلس التعاون، وتحقق طموحات الشباب لمستقبل أفضل له ولكافة شعوب المنطقة سعياً نحو التقدم والرقي المنشود.ورأى القادة أن إنجاز كل هذه الأسس الصحيحة والمبادئ السامية، سيكون له الأثر البالغ في المضي بالمسيرة المباركة للمجلس نحو مزيد من الخير والنماء والارتقاء، وتعزيز الترابط والتكامل بين دوله وشعوبه، وتنمية العمل الخليجي المشترك بما يحفظ لدول وشعوب مجلس التعاون مكتسباتها، ومضاعفة إنجازاتها، ويرسي أسس الأمن والسلم في المنطقة والعالم، ويرسخ التعاون البناء على المستويين الإقليمي والدولي، ويدفع بقوة نحو تحقيق آمال شعوبها في الرخاء والازدهار.وعاد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن عصر أمس.وكان في استقبال سموه على أرض المطار سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ رئيس مجلس الوزراء جابر المبارك، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر الصباح، وكبار مسؤولي الدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للاطفاء.ورافق سموه وفد رسمي ضم كلا من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح، ومدير مكتب صاحب السمو أمير البلاد أحمد الفهد، والمستشار بالديوان الاميري محمد ابوالحسن، ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله، ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ورئيس الشؤون الإعلامية والثقافية بالديوان الأميري يوسف الرومي، ورئيس الشؤون السياسية والاقتصادية بالديوان الأميري الشيخ فواز سعود ناصر، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الاول السفير الشيخ الدكتور احمد الناصر، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية.وكان في وداع سمو الأمير على أرض المطار، نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ علي بن خليفة، وعميد السلك الديبلوماسي سفير دولة الكويت لدى البحرين الشيخ عزام الصباح، واعضاء السفارة.وكان صاحب السمو استقبل صباح أمس، رئيس وزراء مملكة البحرين خليفة بن سلمان، في مقر اقامة سموه بالعاصمة المنامة.
محليات
الكويت تستضيف الدورة المقبلة للمجلس الأعلى
قمة البحرين: تطوير المنظومتين الدفاعية والأمنية لردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول «التعاون»
01:18 م