قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة، إن دول مجلس التعاون فوضت الكويت بالرد على الرسالة الإيرانية التي تتعلق بالعلاقة بينها وبين دول الخليج، لافتا إلى أن رد الكويت سيكون قريبا، ويتضمن ردا على التطورات الحاصلة بين الجانبين.وجدد آل خليفة، في موتمر صحافي عقب انتهاء أعمال القمة الخليجية، تأكيد دول مجلس التعاون بأنها ليس لها نية الاساءة تجاه إيران، داعيا إياها «لوقف إساءاتها وإلى علاقات دائمة وجيدة مع جيرانها، حيث ان التعدي على السيادة وكل ما اخل بحسن الجوار جاء من ايران واذا ما ارادت ايران ان تنجح في علاقتها مع الخليج عليها ان تتخذ خطوات مهمة، فتصدير الثورة مرفوض لأنها ثورتهم وليس لها علاقة بدول المنطقة، كما عليها وقف دعم الاٍرهاب واحترام سيادة الدول والتوقف عما تقوم به من اعمال في دولنا تؤدي الى خسارة بالأرواح».وأضاف أن «دول المجلس قامت بجهد عسكري مع حلفائها، بمحاربة تنظيم داعش ومحاربة الإرهابيين المتواجدين في بحر العرب وخليج عدن، بالاضافة الى جهود قوات التحالف بدعم الشرعية في اليمن ومحاربة الإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على دولة أساسية في الجزيرة العربية» كاشفا عن ان «دول المجلس تقوم حاليا على إعداد القوائم المشتركة لإدراج المنظمات الإرهابية، إضافة إلى القوائم الخاصة بكل دولة».وحول عدم قيام دول المجلس بفرض حصار اقتصادي على طهران، قال «العلاقة بين دول المجلس وإيران بلاشك ليست على مايرام، بالرغم ان هناك عدة أوجه لهده العلاقة، والتي منها العلاقة التجارية والتي سيكون قطعها آخر الخطوات لان الخطوات يجب ان تمس السياسة قبل الشعوب، ومسألة التجارة لم يتخذ بها قرار، وفي النهاية كل شيء يأتي بوقته».وعن كلمة «ردع» التي تضمنها البيان، قال «هي كلمة واضحة، ومعناه عدم وجود تهديد لأي أحد وانما هناك تنبيه لكل من يريد ان ينال من سيادة واستقلالية سلامة دول مجلس التعاون. ودول المجلس مع حلفائها وشركائها الدوليين لن يسمحوا لأي طرف يريد المساس والأضرار بدولنا». وتابع «هذا الموقف ليس جديدا، ولدينا تحالفاتنا الدولية التي أسهمت في حماية دولنا وطرد من غزاها، ولهذا فان منطقتنا ارض ازدهار ونماء، ولهذا فان الردع هو ايقاف كل من ينوي الشر بِنَا وان يعيد حساباته من جديد».وحول الميليشيات التي تدعمها ايران مثل حزب الله والحشد الشعبي، وهل هناك جدية من دول المجلس لمواجهة ايران قال، «ان هذه الميليشيات من ضمن السياسة الإيرانية وليست من سياستنا، ونحن جزء من منظومة الامم المتحدة وندافع عن أنفسنا حسب النظام الدولي، ولن نجاريهم في انشاء مثل هذه الميليشيات ونعرف كيف ندافع عن دولنا». وعن تهديدات للحشد الشعبي لدول خليجية، ومنها السعودية ودخول في حرب بسورية واليمن، اكد آل الخليفة استمرار الدعم الخليجي في العراق للحفاظ على سيادته وسيطرته على كافة أراضيه، وقال نحن نعرف كيف تأسس الحشد الشعبي نتيجة فتوى من السيستاني للشعب العراقي كله ولا يقصد فئة معينة ولا يشك أحد بهذه النية ولكن تم التشكيل على أساس طائفي، وكلما استمرت هذه المسألة كلما عمقت الانقسام الطائفي في العراق حيث ان وقف التهميش سيكون خيرا على العراق.ونفى وزير خارجية البحرين أي ارتباط بين تعزيز الشراكة مع بريطانيا والادارة الأميركية الجديدة، مشدد على أن«دول المجلس لديها ارتباطات مع أميركا وفرنسا وبريطانيا، وعلاقتنا مع أميركا لم تكن محصورة بفترة رئاسية واحدة، ونتطلع للعمل مع حكومة ترامب لما فيه أمن واستقرار المنطقة».وقال ان«دول الخليج لديها نظرة مشتركة مع بريطانيا اتجاه التهديدات الإيرانية، وان موقف بريطانيا كان واضحا بوقوفها معنا، ونحن نعرف بعضنا جيدا ونعرف حجم التزاماتنا نتيجة العلاقات الصداقة التي تمتد 200 سنة، ولهذا لانحتاج ان نطلب منهم تعهدات أو إيضاحات بالكلمات اكثر من ذلك».ونفى ال خليفة نفيا قاطعا ان يكون الاتحاد الخليجي ان يكون هناك اعلان مسبق او تأجيل لأي شيء متعلق في شأن الاتحاد الخليجي، الذي هو بند دائم ومستمر في كل اجتماع وقمة ومجلس وزاري وأشار الى أهمية التكامل الاقتصادي في مثل هذا الاتحاد، مضيفا«الاتحاد موجود في القلوب فنحن حاربنا مع بعض ومتحدين في مواقفنا وتبقى مسائل التكامل الاقتصادي لإيجاد سوق واحد لدول المجلس...».من جانبه، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني عن انطلاق شراكة استراتيجية خليجية بريطانية بمفهوم متطور وشامل وليس فقط بالمجال المتعلق بأمن الخليج وانما بكل المجالات، وخصوصا وان احدى أولويات رئيسة الوزراء البريطانية هو بناء أوثق العلاقات التجارية والاقتصادية مع بلادها عقب خروجها من الاتحاد الاوروبي.واضاف ان مجلس التعاون يتجه نحو بناء تكتل اقتصادي قوي في بيئة آمنة ومستقرة،ومن هذا المنطلق نحن نمد الجسور ويد التعاون مع التكتلات الاقتصادي والأصدقاء ومنها بريطانية،لافتا ان المجلس كلّف وزراء الخارجية لتحويل المقترحات والاهداف الي برامج عمل في إطار الشراكة الاستراتيجية الخليجية البريطانية.وشدد على استمرار الدعم الخليجي لليمن والسعي الى حل لازمته بالارتكاز على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني بتنفيذ القرار( 2216).على صعيد آخر، تحدث الزياني عن الشرطة الخليجية التي تم تأسيسها بالفعل ومركزها الإمارات وتم تعيين كادرها.