علمت «الراي» من مصادر خليجية أن البيان الختامي المرتقب الذي سيصدر عن القمة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية سيركز بشكل رئيسي ومباشر على العمل الخليجي المشترك في الجانبين الأمني والاقتصادي، باعتبارهما من اهم القضايا والتحديات التي تهم دول المجلس في المرحلة الحالية والمقبلة، في حين ستكون قضية الاتحاد الخليجي على رأس أولويات البيان الختامي.واشارت المصادر إلى ان التركيز على هذين الجانبين يأتي في ظل وجود جملة من التحديات الأمنية والسياسية الخطيرة التي تواجه دول المجلس، خصوصاً في ظل التغيرات التي شهدها المسرح السياسي، والتي تزامنت ايضاً مع انخفاض أسعار النفط والمشاكل الاقتصادية التي بدأت تؤثر بشكل واضح على دول المجلس.وأوضحت أن قضايا مكافحة الإرهاب والتهديدات الخارجية وانعكاس أزمتي اليمن وسورية على دول المنطقة، تأتي في سلم الأولويات، خصوصاً انها ملفات تتطلب حلولاً جادة لاحتوائها، لما لها من تأثير سلبي ومباشر على دول المجلس.واشارت المصادر إلى توسيع دائرة التعاون الأمني والعسكري بين دول المجلس، من خلال إيجاد آليات جديدة للتعاون المشترك تخدم هذا الجانب، ومنها على سبيل المثال إيجاد منظومة لاتحاد خليجي دفاعي جديدة.وفي حين تبرز أهمية الجانب الاقتصادي المتمثل في تأثير انخفاض أسعار النفط، والرغبة الحقيقية لدى دول المجلس في تطوير آليات العمل الخليجي المشترك في هذا الجانب الذي له انعكاسات إيجابية على المستوى المعيشي لشعوب الدول، باعتباره احدى وسائل الاستقرار الاجتماعي والسياسي، سيعول كثيراً على الهيئة العليا للشؤون الاقتصادية والتنموية ان تلعب دوراً كبيراً ومحورياً في هذا الجانب مستقبلاً.ورأت المصادر ان ما يميز هذه القمة بالذات ويعطيها ابعاداً جديدة و«ثقلاً» ليس على المستوى الإقليمي وحسب وانما الدولي ايضاً، هو حضور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي تعتبر اول رئيسة وزراء بريطانية تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي، والتي خصت منطقة الخليج بزيارتها كأولى الوجهات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، ستسعى إلى فتح آفاق جديدة من التعاون المتبادل المستقبلي بين بلادها ودول المنطقة، خصوصاً في ظل العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية التي تربط الجانبين.واشارت المصادر إلى ان لدى بريطانيا ودول الخليج إرادة حقيقية لتوسيع قاعدة التعاون والتنسيق المستقبلية في ما بينها، من اجل تعزيز جهود ودور الجانبين الإقليمي والدولي في المرحلة المقبلة.