كشفت مصادر اسرائيلية، أمس، مزيدا من المعلومات حول دور رجل الأعمال اللبناني إسكندر صفا الملقب بـ «سندي» في تحرير الصحافي الفرنسي روجيه أوك الذي كان محتجزاً لدى «حزب الله» العام 1987 وعن دوره في محاولات ايجاد الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي سقطت طائرته العام 1982 في لبنان، اضافة الى تفاصيل حول بيع سفن حربية لاسرائيل في شركة يملك 30 في المئة من أسهمها.وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان لقاء عقد على يخت فاخر في الريفيرا الفرنسية، اذ تقدم شاب اسرائيلي عرف نفسه باسم عاموس، الى الصحافي الفرنسي اوك وقال من دون مقدمات: «لدينا طيار اسمه رون آراد محتجز في الاسر منذ العام 1986ونعتقد بأن من حررك من الاسر يستطيع مساعدتنا».ورد أوك، كما ذكر في سيرة حياته التي نشرت بعد وفاته بالايجاب، وكان يعرف بالضبط الشخص المقصود: رجل الاعمال اللبناني إسكندر صفا الملقب بـ «سندي».وكانت «يديعوت احرونوت» كشفت ان السفن الحربية التي اشتراها سلاح البحرية الاسرائيلية «ساعر - 6» صنعت في أحواض سفن تملكها شركة عربية، وان مدير هذه الشركة ومالك 30 في المئة من اسهمها هو اسكندر صفا.لكن وفقاً لأوك، فإن العلاقة بين صفا واسرائيل ولدت قبل سنوات طويلة وعلى وجه التحديد عام 1989.في ذاك اللقاء الذي عقد في الريفيرا، طالبه الاسرائيليون بإيجاد صلة مع صفا الذي أنقذه (لأورك) من أيدي «حزب الله» الذي احتجزه رهينة لديه في يناير 1987 بعد خطفه في بيروت.وقال أوك: «وعدوني مقابل ذلك بإجراء مقابلة مع الشيخ عبد الكريم عبيد». ووافق على التوجه لاسرائيل حيث كان بانتظاره عاموس مع عميل «الموساد» اوري لوبراني، منسق الشؤون اللبنانية في الحكومة الاسرائيلية، ولم تخرج المقابلة مع عبيد الى حيز التنفيذ وقال في كتابه: «عندما عدت الى باريس نفذت دوري في الصفقة واوجدت علاقة بين لوبراني وصفا».يذكر أن عبد الكريم عبيد كان مع حركة امل التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ثم انشق عن الحركة والتحق في صفوف حزب الله، هو من قيل إنه من أخفى رون أراد. تم أسره في 28 يوليو 1989 من داخل منزله في بلدته جبشيت الجنوبية من قبل وحدة كوماندوس اسرائيلية، وكان من الذين شملتهم عملية تبادل بين «حزب الله» واسرائيل بواسطة المانية في 28 يناير 2004.من ناحيته، أكد لوبراني في حديث اجرته معه «يديعوت احرونوت» أول من أمس «التقيت كثيرين جداً من الشخصيات اللبنانية بهدف جمع معلومات عن مصير رون آراد واتذكر انه كان من بينهم شخص باسم صفا»، وذكر اوك في كتابه بأن اللقاء عقد في ?يلا فاخرة يملكها صفا في باريس.ولد صفا (64 عاماً) لعائلة مسيحية مارونية غنية من بلدة غدير الكسروانية في لبنان. كان والده موظفاً حكومياً رفيع المستوى، موّل دراسته في الاقتصاد والادارة في الولايات المتحدة، واقام له شبكة واسعة النطاق مع رجال اعمال. عمل صفا بعمر 22 عاماً في شركة مقاولات خليجية، وبدأ بالاستثمار في صفقات عقارية، وأقام في فترة لاحقة مع أخيه اكرم شركة احواض سفن، في احدى الدول العربية.وذكرت «يديعوت أحرونوت»، أنصفا كشف في احدى المرات عن بطنه وعرض آثار جروح نجمت عن اصابته بعيارين خلال الحرب الاهلية، عندما كان يحارب الى جانب الميليشيات المسيحية ولقب في حينه بـ «سندي».ويصف صفا نفسه بأنه «مواطن العالم الكبير» ويفضل القيام ببعض اعماله بسرية في احدى الدول العربية، حيث يقطن اليوم. ويستطيع النزول بطائرته الخاصة والخروج والدخول الى هذه الدولة من دون التقاط صور له، ومن دون أن يسأله احد عن رجال الاعمال الذين يقيم علاقات معهم.لكن رغم محاولاته الابتعاد عن الاضواء، الا ان صفا معروف للجمهور الفرنسي بعد تورطه في قضيتين مشبوهتين وقعتا في الثمانينات والتسعينات، الاولى متعلقة بفدية دفعتها الحكومة الفرنسية بهدف اطلاق ديبلوماسيين وصحافيين اجانب اختطفوا في لبنان، أما الثانية، ويطلق عليها «انغولا غيت» التي تفجرت عام 1991. وتتعلق بتورط سياسيين من اليمين الفرنسي بمحاولة نقل اسلحة بقيمة 790 مليون دولار الى الرئيس الانغولي جوزيه ادواردو سانتوس، الذي كان يحارب المتمردين في بلاده. واختفت كمية من الاموال في الطريق واتضح من التحقيق بأن صفا الذي كان الوسيط بين الطرفين اقتطع لنفسه رسوم وساطة سمينة.تمكن صفا مع اخيه من اقامة شركة «فريبنست» التي تتخذ من باريس وبيروت مقرا لها ويشرفان على شركة استثمارات «ترياكورف» وعلى احواض سفن «سي،ام، ان» الفرنسية وايضا على احواض سفن في احدى الدول العربية، التي بنت سفن «ساعر - 6» العسكرية الإسرائيلية.
خارجيات
لوبراني: التقيت به بهدف جمع معلومات عن مصير الطيّار
تقارير اسرائيلية عن اللبناني إسكندر صفا... توسّط بقضية آراد وباع تل أبيب «ساعر - 6»
09:31 م