اعتبر نائب وزير الخارجية خالد الجارالله إن القمة الخليجية التي تنطلق اليوم في البحرين «تأتي في ظل ظروف استثنائية ودقيقة وغير طبيعية»، لافتا إلى أنها «ستضيف إضافة كبيرة إلى مسيرة مجلس التعاون الحافلة بالإنجازات»، لا سيما أنها «ستبحث الكثير من القضايا وفي مقدمتها الارهاب والأوضاع الاقتصادية في دول المجلس في ظل تراجع أسعار النفط».وأعرب الجارالله في تصريح على هامش الاحتفال بالعيد الوطني الروماني مساء أول من أمس عن سعادته بمشاركة رئيسة وزراء بريطانيا في هذه القمة «خصوصا أننا ننظر الى المملكة المتحدة باعتبارها حليفا استراتيجيا صلبا ودائما لأمن واستقرار دول مجلس التعاون».وعن زيارة خادم الحرمين الشريفين للكويت الخميس المقبل وأهم الملفات التي ستطرح خلال الزيارة قال «ان الكويت وكل الشعب الكويتي يتطلع إلى هذه الزيارة التاريخية التي ننظر لها بكل أمل وتفاؤل، فخادم الحرمين قائد عظيم وزيارته فرصة للتشاور بين قيادتي البلدين في مستقبل العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين وفي القضايا الاقليمية والدولية»، مشيرا إلى أن البحث خلال تلك الزيارة سيطول جميع الملفات الساخنة ومن اهمها «الارهاب واليمن وما يحدث في سورية».وتمنى «إعادة استئناف إنتاج الحقول النفطية في المنطقة المحايدة المقسومة بين الكويت السعودية»، مشيرا إلى «اتصالات تجري باستمرار مع اشقائنا في السعودية لبلورة اتفاق تام لإعادة تشغيل هذه الحقول ان شاء الله وأتمنى ألا تطول».وفي شأن مشروع القرار التركي القطري السعودي حول سورية الذي تم تقديمه للأمم المتحدة أشار إلى أنه «ما زال لدينا أمل في التوصل لحل في القضية السورية ولكن لنكن واقعيين فالظروف في سورية أصعب من أن نصل فيها إلى حل سياسي وحاسم لوقف معاناة الشعب السوري، والأمم المتحدة تبذل جهودها والدول الأعضاء في الأمم المتحدة تبذل جهودها ونحن نرحب بأي جهد يؤدي لنتائج ايجابية توقف هذه المأساة».وعن لقائه المندوب الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، قال «استمعنا الى جهوده فيما يتعلق بالوصول الى حل سياسي وسلمي للصراع اليمني وأطلعنا على تطورات الموقف هناك وعلى اتصالاته على المستويين الاقليمي والدولي وأكد لنا أنه سيواصل اتصالاته وان هناك نقاطا ايجابية يمكن ان تشكل فرصة ايجابية للبناء عليها فيما يتعلق بخارطة الطريق وموافقة الأطراف على العمل بها وهو متفائل ونتمنى ان يتجسد هذا التفاؤل على ارض الواقع وأن يتمكن من اقناع الأطراف اليمنية من مواصلة التوافق حتى نستقبلهم للتوقيع على اتفاقهم هنا في الكويت ونحن بدورنا نشيد وندعم جهود المبعوث الأممي المتواصلة مع الفرقاء اليمنيين».وعلق على الاعلان من طرف واحد عن اقامة حكومة يمنية بالقول إن «هذا الاعلان مؤسف ويعطل الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي ولم نكن نتمنى إطلاقا ان يتم حيث إن ذلك سيكون مضرا جدا بجهود المبعوث الأممي وجهود الدول الأخرى الهادفة لايجاد حل سياسي».وفي حين قال ردا على سؤال بشأن ما إذا كان قد تم إبلاغ الخارجية الكويتية رسميا عن فقدان جهاز نووي من سيارة تابعة لمفاعل بوشهر الإيراني «لم نتلق أي معلومات بهذا الشأن»، أعرب عن أسفه في شأن عدم وجود جديد عن اختفاء المواطن الكويتي محمد البغلي في رومانيا «وهناك جهود كويتية بذلت ومتواصلة، ونشكر أصدقاءنا في رومانيا على جهودهم أيضا ولكننا لم نقطع الأمل وما زلنا نأمل أن نصل إلى نتيجة في يوم من الأيام».وبالعودة إلى أجواء المناسبة، قال الجارالله «نرتبط بعلاقات متميزة مع رومانيا منذ زمن طويل ونحرص على تطويرها في شتى المجالات»، مضيفا ان «أصدقاءنا في رومانيا لهم موقف مشرف ومتميز عندما تعرضت الكويت لظروف صعبة وغزو واحتلال ونحن نقدر لهم هذا الموقف ونكن لهم كل احترام تقدير، وهناك مجالات كبيرة للتعاون بين البلدين ومستقبل واعد للسياحة في رومانيا والاستثمار فيها ولهذا نحن ننظر بتفاؤل لهذه العلاقات».بدوره، أكد السفير البريطاني لدى البلاد ماثيو لودج على أن «مشاركة رئيسة وزراء بلاده تيريزا ماي في القمة الخليجية الـ37 التي تستضيفها مملكة البحرين تعكس عمق واستراتيجية العلاقات البريطانية الخليجية التاريخية والقائمة على شراكة مميزة»، مشيرا إلى أن «زيارة رئيسة وزراء بلاده للمنطقة هي الثانية لها خارج أوروبا بعد زيارتها للهند الشهر الماضي».ولفت لودج في تصريح للصحافيين إلى ان «رئيسة الوزراء البريطانية ستلتقي صاحب السمو الأمير في لقاء هو الأول الذي يجمعهما منذ أن تولت مهام عملها في منتصف يوليو الماضي وإن كانت قد بحثت مع سموه عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك عبر الهاتف».وردا على سؤال حول ابرز القضايا التي ستتم مناقشتها خلال اللقاء المرتقب بين رئيسة وزراء بلاده وسمو الأمير، قال لودج «لا أعلم تحديدا ما سيدور خلال اللقاء ولكن أتوقع أن يدور حول العلاقات الثنائية والروابط التاريخية بين البلدين وأبرز سبل دعمها، بالإضافة إلى مناقشة أهم التحديات التي تواجه المنطقة وسبل الخروج من أزماتها».وفيما يتعلق بمناقشة القمة لمستقبل العلاقات الخليجية-الاميركية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ومخاوف البعض من تغير واضح سيطرأ على السياسة الاميركية الخارجية، أوضح لودج أن «الناخبين الأميركيين قد اختاروا رئيسهم والرئيس ترامب سيتولى مهام عمله في 20 يناير المقبل وخلال الأشهر القليلة القادمة سيحدد ملامح سياسته الخارجية، أما فيما يخص العلاقات البريطانية-الاميركية فهي علاقات وثيقة وقوية ونأمل أن تظل كذلك»، متمنيا أن «يستمر الدعم الأميركي لكافة دول الخليج».ونفى لودج وجود اي معلومات لديه عما يتم تداوله من تحذير سفارات أوروبية لرعاياها من أعمال عدائية في الخليج، لافتا إلى أن «السفارة البريطانية لم تحذر رعاياها من أي أعمال عدائية ضدهم ولكن تشجعهم على زيارة الكويت، ونحن نثق في السلطات الكويتية وقدرتها على حفظ الأمن والأمان».وبخصوص لجنة التوجيه البريطانية-الكويتية وإذا ما تحدد موعد لاجتماعها النصف السنوي، أعرب عن امله أن «يزور وزير بريطاني الكويت قبل نهاية العام ليس من أجل لجنة التوجيه البريطانية-الكويتية ولكن لدعم العلاقات الثنائية آملا أن يخرج لقاؤه مع نائب وزير الخارجية خالد الجار الله بتحديد موعد لاجتماع اللجنة المقبل».من جهته، قال السفير الروماني نيكوشور دانييل تاناسي «ان علاقاتنا الثنائية (مع الكويت) جيدة جداً إذ إنها تعود الى 53 عاما مضت وهي في نمو مستمر».وذكر ان بلاده تحتفي بعيدها الوطني «وهي شريك أساسي ومهم للاتحاد الاوروبي، وتتمتع بالاستقرار وبنت علاقاتها مع دول المنطقة على أساس الثقة كما انها تحترم المواثيق والقوانين الدولية وتعمل وفقا للحوار لحل المشاكل»، مؤكدا ان بلاده مستمرة في التعاون مع المجتمع الدولي لنشر السلام في جميع بقاع العالم.
محليات
أكد أن القمة الخليجية تأتي في ظروف غير طبيعية وستبحث الإرهاب والأوضاع الاقتصادية
الجارالله: الاتصالات مستمرة مع أشقائنا في السعودية لإعادة تشغيل حقول المنطقة المحايدة
09:14 ص