في عيد ميلادي اليوم أكتب عن التخمين في التخمين... وعن «هذا يرفع وذاك يكبس» في ما يخص تناول هموم الشارع الكويتي ومعالجة قضاياه المطروحة. إنها تراكمات ثقافة العمل المؤسسي وطريقة اتخاذ القرار، ولو أسقطنا احترافية وعقلانية معالجة الأمور عليها، لوجدناها تختلف ولا أعلم عن أي علم وتدابيره يتحدثون!في الأعوام الماضية، شعرنا برعب وهم يعلنون عن «العجز الاكتواري» المتوقع تحميله لموازنة الدولة المالية، وظهر في تقارير ديوان المحاسبة، وهو للعلم - أكرر للعلم - يعتبر عجزا دفتريا فقط... عارف كيف!العلم الاكتواري معناه «علم تخمين المخاطر» Acturial Science وهو معمول به في قطاع التأمين والمؤسسات المالية والاستثمارية وغيرها من المؤسسات... وهو مبني على افتراضات حول المخاطر المحتملة.طيب، ما دام المسألة تخمينا وافتراضا، فنحن لدينا أسئلة عدة نوجهها للخبراء الاكتواريين:1 ـ لماذا لم نفترض ان ضخ مبالغ مالية على التعليم من دون تحسن يذكر، يشكل خطرا على جيل اليوم والغد وثقافة المجتمع بوجه عام؟ ولاحظ بارك الله فيك، ان أي مختص بالاقتصاد والمال يعلم ان أي مبلغ تنفقه لا بد وأن يأتي بمردود، وإلا ما الفائدة من رصد المبالغ وبعثرتها!2 ـ لماذا لم نفترض ان ضخ مبالغ ضخمة على العلاج بالخارج من دون توفير مراكز طبية عالمية في الكويت، يشكل خطرا على الوضع الصحي ويعد استنزافا للميزانية؟3 ـ العجز الاكتواري منذ عام 2009 ... ما الذي تحقق منه من مخاطر توقعها خبير/خبراء العجز الاكتواري على أرض الواقع، وهل كان مطابقاً للتخمينات/الافتراضات المتوقعة آنذاك؟لنترك المال والاقتصاد لأنه يبدو ان افتراضاته غير منطقية على الأقل بالنسبة إليّ مع احترامنا لعلم تخمين المخاطر والمكاشفة والشفافية? ونتحدث عن مستقبلنا والعقول الاكتوارية المطلوب توافرها في مؤسسات الدولة العام منها والخاص إضافة إلى نواب مجلس الأمة.نحن نريد عقولا اكتوارية وطنية تبحث في الجوانب الاجتماعية والتركيبة الثقافية وآخرى تتناول الخدمات الصحية والتعليمية والإدارية والتشريعية (التشريعية نظرا لكثرة مخاطر «خطأ في الإجراءات»).يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... كيف حالكم؟هل يعقل ان التعليم تدنى مستواه إلى حدود غير متوقعة اكتواريا؟هل يعقل انك لا تستطيع إيجاد تشخيصا سليما وان ذهبت للعلاج في الخارج «من دون واسطة» تحصل على رد «العلاج متوفر في الكويت»؟هل يعقل ان كل مشروع يتم البدء فيه «يتمطط» تاريخ الانتهاء منه لسنوات عدة؟هل يعقل إن كل ما أثير عن الفساد لا يقابله إدانة لفاسد واحد وإن وجد «تعال دور على من يحضره لك»؟هل يعقل ان مشروع المترو ظهر في العام 2008 و«تبخر» هو وبعض المشاريع التنموية الآخرى؟إذا? نحن أمام افتراضات خاطئة وتخمينات إنشائية، ومؤكد ان السبب يعود لأن «خبزة» مستقبلنا التي نبحث عنها أوكلت لـ «خباز» أخطأ في المقادير؟وعليه، نحن نبحث عمن يأتي بقيادات تحمل عقولا اكتوارية تعالج الاختلال الحاصل في التعليم والصحة و بقية مؤسسات الدولة والاقتصاد والأسعار... قيادات لديها رؤية وفكر إستراتيجي تبحث من أسفل الهرم وليس من أعلاه (عبر خبير إكتواري يعتمد على افتراضات/مخاطر نظرية لا تلامس حقيقة ما يشكو منه الشارع الكويتي) ولكم في قضايا الحملة الانتخابية وما تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي أدلة ثابتة: فهل أحبتنا أصحاب القرار فاعلون؟ الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi