محظوظ الفيلم الإسباني «mimosas» للمخرج الإسباني المولود في باريس أوليفر لاكس، لأن الشريط يعتبر ماكينة السعد لمخرجه، إذ يحصل على تنويه أو درع أو جائزة أينما حل. بدأت القصة معه منذ نال الجائزة الكبرى في أسبوع النقاد إحدى التظاهرات الرئيسية في مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو الماضي، وها هو يتوّج بالهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 38، لمخرج درس السينما في برشلونة، ثم انتقل إلى لندن حيث أنجز العديد من الأفلام القصيرة.ويستعرض «ميموزا» مادة ميلودرامية قاسية وسوداء تدور في نطاق التقاليد والأعراف العربية، خصوصاً في ما يتعلق بالوصية التي يتركها المتوفي كآخر أمنية له يفترض تحقيقها من دون تردد، مع خلفيات عقائدية هي مزيج من التأويلات الدينية والمعتقدات الاجتماعية المتوارثة، ما يعطي صورة عن تداعيات الأفكار في مجتمع يحمل وزر الماضي ولا يهتم في غالب الأحيان للحاضر، بينما هو ضامن المستقبل أو الآخرة بكل ثقة.يموت شيخ قبيلة له وزن في عائلته، يبكونه بحرارة، ويفعلون كل ما يليق بوداعه، من الصلوات والتعازي وصولاً إلى المآكل والمشارب، ووفقاً للأعراف المعتمدة، تُفتح الوصية التي تركها بخط يده وطلب عدم الكشف عنها إلا بعد وفاته، وإذا به يطلب بكل بساطة أن يُدفن قرب أقارب وأحبة له في منطقة نائية بعيدة عن مكان وفاته، ويحتاج الوصول إليها لرحلة طويلة صعبة ومليئة بالمخاطر عبر جبال أطلس، كونها تحتاج لاختراق أماكن تقطنها قبائل غير مسالمة ولا علاقة طيبة لها مع جيرانها، وتدب الحيرة بين الأهل والأقارب عما سيفعلونه والحال هذه، هل يغامرون أم يتجاهلون هذا التفصيل في الوصية؟ لأن مبررهم الإمكانية العالية لأذيتهم إذا ما قرروا المضي قدماً في تنفيذ الوصية.العمل ناطق بالعربية والجاليكية، في إنتاج مشترك بين إسبانيا، المغرب، فرنسا، وقطر، ونال جائزة إضافية لبطله شكيب بن عمر كأفضل ممثل عن دوره في الفيلم، الذي ما زالت أمامه رحلة مهرجانات.
فنون - مشاهير
الشريط الإسباني يحصد الذهب والتقديرات أينما ذهب
«ميموزا»... عن مجتمع يحمل وزر الماضي ولا يهتم للحاضر
08:24 م