تدثر ناخبو الدائرة الانتخابية الثالثة بالدهشة وهم يرصدون تصاعد الإشاعات المتعلقة بالمال السياسي في دائرتهم التي كان يطلق عليها دائرة «الفكر والوطنية»، وأن الناخبين يغلبون المصلحة الوطنية على القبلية والطائفية والفئوية.ومن يمعن النظر في مجاميع الناخبين التي تصطف أمام المراكز الانتخابية تنتظر الإشارة من وكيل مرشح أو من أحد أقارب مرشح آخر يساوره الشك والريبة، لا أحد بإمكانه إنكار المال السياسي ولكن في المقابل ليس بوسع أحد اتهام مرشح دون تقديم دليل، وإن كانت مؤشرات المال السياسي ملموسة في الدائرة الثالثة، ربما تجد ناخباً يتحدث عن تسلم أحدهم مبلغاً من المال هنا، أو يخبرك آخر أنه رأى هناك من «يضبط» ناخبة، وبين الـ «هنا» والـ «هناك» علامات استفهام كثيرة تنذر بتغيير في مزاجية ناخب الدائرة الثالثة، وأن المال السياسي اخترق حصنها الوطني رغم أنها تتشكل من جميع أطياف المجتمع الكويتي، فبالإضافة الى التيارات الدينية بتشكيلاتها كافة، هناك مجاميع للتيار الوطني الممثل في المنبر الديموقراطي والتحالف الوطني، ناهيك عن الأصوات القبلية وكتلة شيعية مؤثرة.ويلمّح ناخبون إلى أن المال السياسي تغلغل في أوساط ناخبي الثالثة منذ انتخابات مجلس 2012 لكنه بلغ أقصى درجاته في الانتخابات الحالية لدرجة أنه اخترق مناطق كانت عصية عليه مثل كيفان والعديلية والخالدية.وتعتبر منطقة كيفان التي زاد عدد ناخبيها في القيد الانتخابي الأخير ثقلاً للتيار السلفي بمختلف أجنحته. وخلال 25 عاماً ساهمت كيفان في ايصال أكبر عدد من النواب السلفيين من بين دوائر الكويت، كما أخرجت منطقة كيفان منذ العام 1981 إلى 2006 عشرة مقاعد لنواب سلفيين من أصل 14 مقعداً قبل اقرار نظام الدوائر الخمس، كما تتواجد كتل محافظة وليبرالية، ومع انحسار التمثيل السلفي باستثناء الدكتور علي العمير يعود في هذه الانتخابات عدد من المرشحين السلفيين أمثال الدكتور وليد الطبطبائي وعمار العجمي ووليد الغانم.وفي منطقة الروضة تتنوع الطروحات الفكرية، وان كان تيار الحركة الدستورية هو المهيمن على صناديق الروضة قبل مقاطعته انتخابات الصوت الواحد، فهناك تواجد كبير للتيار الليبرالي.وتعتبر الخالدية من المناطق المؤثرة في الدائرة الثالثة، وغالبية ناخبي المنطقة من كبار السن الذين ينتمون إلى عوائل حضرية، فيما تحتوي منطقة خيطان على كتل انتخابية قبلية تشكل غالبية ناخبيها، وتتصدر قبيلتا عتيبة ومطير المشهد الانتخابي.