أعرف مسبقاً من سيفوز في انتخابات مجلس الأمة بعد غد السبت، قد تعتقدون بأني ساحر أو عندي علم مسبق بالغيب، والحقيقة لا هذا ولا ذاك إنما هي التجارب السابقة التي اعطتني كما اعطت غيري خبرة في توجه أراء الناخبين الكويتيين، فالكويت كما أخبر احد الخبراء في توجهات الرأي العام تمثل مظلة كبيرة يتوارى تحتها الجميع، من خير أو شر، والكل يحصل على نصيبه منها، فالحضري يحصل على أصوات والقبلي يحصل على أصوات، والمستقل والطائفي يحصلان على أصوات، والليبرالي والإسلامي يحصلان على أصوات!!ومتى تفوق الإسلاميون في مجلس من المجالس فلابد من تحطيم ذلك المجلس حتى يتساوى الجميع في المقاعد!!لقد فهمت المرشحة هيلاري كلينتون أخيراً بأن المجتمع الأميركي منقسم إلى درجة كبيرة، بينما نحن نعلم بأن مجتمعنا منقسم منذ زمن طويل وإن كل من يرفع شعاراً ويدعو الناس إليه، فسيجد من يقف معه ويسانده حتى ولو كان هذا الشعار طائفياً وعنصرياً!!لقد تعالت نبرة «كشف الحقائق» التي يرددها جميع المرشحين في ندواتهم الانتخابية، وكأنما الشعب لا يعلم شيئاً عن مجريات الأمور، وأخرج المرشحون جميع ما في جعبتهم من سهام ونبال ليقصفوا بها مناوئيهم وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى غابة يفترس فيها القوي الضعيف، والكل يهدد باللجوء إلى النيابة لإنصافه من خصومه!!لقد كان الناس يسألوننا سابقاً عمن يستحق منا ان ننتخبه، وكنا نعطي خطوطاً عريضة لتوجيه دفة الانتخاب، ولكن الآن يبدو بأن الكل قد اتخذ قراره وينتظر اللحظة المناسبة ليدلي بصوته، ومهما ناقشته في قناعاته فإن ذلك لا يجدي نفعاً!!استبيانات الرأي قد ثبت في هذه الانتخابات بأنها موجهة، ولا تعطي دلالة صحيحة عن الثقل الانتخابي للمرشحين وبذلك فقدت مصداقيتها، والا فبماذا تفسر تربع أشخاص من توجهات معروفة على شاشات القنوات الفضائية ليفتوا في النتائج لجميع الدوائر وليوجهوا الرأي العام في اتجاهات تخدم أهدافهم، وهل هذا هو منهج الدول الحديثة في استبيانات الرأي؟!فإذا كنا لم نستطع خلال تلك الفترة الطويلة من ممارسات العمل النيابي أن نُوجد جهازاً لرصد توجهات الرأي العام فهل نقول بأن تجربتنا النيابية ناجحة؟!وبالطبع فإن هذا الكوكتيل الذي سيخرج علينا بعد يومين من نواب المجلس، والذي تتحكم به عوامل كثيرة سيحتاج إلى زمن طويل قبل أن تتشكل توجهاته ويبدأ بالإنجاز، وستعمل الحكومة بالطبع على احتواء الكثير من عناصره وتوجيه دفته، وبالتالي ستضيع سنتان على الأقل قبل أن يستطيع الإنجاز!!وقد لا حظنا في مجلس 2013 غياب التكتلات والتجمعات المُنظمة داخل المجلس، ولاحظنا المزاجية في اتخاذ القرارات ما أعطى الحكومة اليد الطولى لتمرير ما تريده من قوانين لوأد المعارضة إلى درجة أنه لم يستطع تقديم أي استجواب مستحق لوزير!نحن نسمع تهديدات بعض النواب السابقين والمرشحين الحاليين بقلب الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها، ولكن من الواضح بأنهم لن يستطيعوا ذلك بسبب الممارسات السابقة لمجلس 2013 وتكون طبقة من الموالين تفوق مجلس 2009!!حتى ان هيئة مكافحة الفساد يبدو أنها قد ولدت ميتة، ولن يكون لها تأثير يذكر في مجلس 2016 لاسيما إذا جاءت حكومة متماسكة هدفها ضرب المجلس وشل قراراته!!أتمنى أن أكون مخطئاً في تشاؤمي، وأن يأتينا مجلس جديد يقوم على النزاهة والإنجاز، وأن نخرج من تلك الشرنقة التي انحشرنا فيها!