هي نجمة لا تشبه غيرها، ولا يختلف اثنان على أنها ظاهرة في دنيا الفن الذي دخلتْه من عالم عرْض الأزياء، لتكرّ سبحة نجاحاتٍ بدت معها مرات عدّة كأنها «تسبح عكس التيار» إلى أن صارت في ذاتها «تياراً فنياً» يحمل اسمها وسمْتها... هيفاء وهبي!في الغناء ثم التمثيل، سرقتْ الأضواء وأحدثتْ «الضوضاء»... كثُر مُحبّوها وساندوها «على الحلوة والمُرة»، ولم «يبْخل» كارهوها عن ملاقاتها في «حروب» شُنّت عليها في العالمين الحقيقي و... الافتراضي.«سرُّها» مكشوف... جمالٌ أخّاذ وذكاءٌ جعلها تعرف «من أين يُحرَز النجاح»، وكيف «تُصنع» صورة فنانةٍ تحدّت البدايات و«أشواكَها» وحفرتْ اسمها في الصف الأوّل على مقاعد الشهرة، «وردةً» تشعّ... نجوميةً. في حديثها إلى «الراي»، تطرّقت هيفاء وهبي إلى النجاح الذي تعتبره «نعمة من رب العالمين»، مشيرة إلى أنها تسعى إلى تقديم الجيد والأفضل من دون الالتفات إلى الحروب التي تُشنّ عليها، لأنها لا تقدم ولا تؤخر. وتحدثّت عن علاقتها بالفنانتيْن أحلام وإليسا، فقالت: «إن أحلام تحبني كثيراً من دون غاية، ومَن يحبني أقدّره كثيراً»، موضحةً في ما خص إليسا: «توجد بيننا كيمياء، وهذا يَظهر عندما نلتقي»، ومشيرةً إلى أن ما حصل بينهما هو «مجرد سوء فهم عابر تم تضخيمه في الإعلام»، ومردفةً «أن إليسا فنانة بحالها وطيبة ولذيذة والبعض يفهمها بشكل خاطئ».وفي ما يأتي نص الحوار الذي «أطلّ» أيضاً على موقف هيفاء من بعض المسائل من بينها أجرها، والمحبون والحاقدون، كما تطرق إلى الصداقات في حياتها، والحروب التي تعرّضت لها والتي تعرف أسبابها، وإن كانت تواجهها بعدم الاكتراث: «لم أعد أتوقف عند أي شيء يضايقني»:• نقرأ أنكِ من الفنانات الأعلى أجراً في العالم العربي، أحياناً من خلال تصريحات أو من خلال لوائح خاصة تذكر أجور الفنانين. ما مدى صحة ما يُنشر عنك في هذا المجال؟- أحياناً تكون هناك مبالغة في الأرقام، كي يخاف المنتج من التعامل مع الفنان، وأحياناً يحصل العكس كي يقللوا من شأن الفنان.• وهل الهدف من ذلك في كلتا الحالتين محاربة الفنان؟- عندما تكون الفنانة ناجحة تدور حولها كل أنواع الحروب، وتحاط بكل أنواع المحبة والدعم. هناك مثَل مصري يقول «ياما دقّت على الراس الطبول»، وأنا لم أعد أتوقف عند أي شيء يضايقني، وفي الأساس لم يعد هناك ما يضايقني. أنا أعرف السبب الذي يقف وراء ما يفعلونه معي، ويكون الردّ بالتركيز على عملي أكثر، وتقديم كل ما هو أهمّ وأجمل، وبذلك «بينقهروا زيادة» أو «يبحبوني زيادة». أنا أقدّم عملي للناس الذين يقدّرونه وينتظرونه ولا علاقة لي بالحروب، ولا يهمّني أمر أي فنانة تحرّض صحافياً عليّ وعلى غيري، لأنه لا يقدّم ولا يؤخر، بل عملي هو الذي يقرر «أنا مين وأنا شو»، وأين موقعي على خريطة النجاح.• وهل حب الناس هو الذي يجعلك تتغاضين عن الإساءات والمنغصات؟- محبة الناس، البعيدين والقريبين، تشكل الداعم المعنوي الأكبر لي في مسيرتي الفنية. وما دام الشخص الذي لا يحبني بعيداً عن حياتي، فإن أقصى حدوده هي التعليق على صورة أنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو لا يهمّني، بينما القريب مني هو الشخص الإيجابي في حياتي.• ولذلك تقومين دائماً بنشر تعليقات على مواقع الإعلام حول موضوع الصداقة والأصدقاء الحقيقيين؟- طبعاً! الأصدقاء الحقيقيون هم الذين يكونون معنوياً إلى جانبي دائماً، وليس في أوقات الفرح فقط، وليس بالضرورة أن يكونوا إلى جانبي في البلد نفسه. أحياناً يكون الشخص في بلد آخر وعندما يشعر بأنني منزعجة، يبادر إلى الاتصال بي ويمكن أن يستقلّ الطائرة ويأتي إلى لبنان كي يكون إلى جانبي. ولديّ الكثير من الأصدقاء الذين يتصرفون بمثل هذه الطريقة. المعنويات الحقيقية نستمدّها من الأشخاص المحبّين. نحن لا يمكننا أن نختار كل شيء، ولكن الأصدقاء يمكن أن نختارهم.• وهل أصدقاؤك كثر أم أن عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة؟- بل أصدقائي كثر والحمد لله، ولديّ معارف أكثر. أينما ذهبتُ هناك أشخاص يحبونني ويهتمون بي ويسألون عني يومياً ويطلبون مشاهدتي دائماً.• وهل أصدقاؤك هم من الرجال والنساء، وخصوصاً أنه يقال إن النساء يغرن من بعضهن؟- غالبية أصدقائي من الفتيات، وهنّ لا يشعرن بالغيرة مني، بل يبادلنني المحبة ويدعمنني كثيراً.• لا شك أنك فنانة لها اسمها ومكانتها على الساحة الفنية. هل يمكن القول إن ذكاءك بالدرجة الأولى وجمالك بالدرجة الثانية، هما العاملان الأساسيان اللذان ساهما في فرْضك نجمة أولى فنياً؟- الرزق والنجاح نعمتان من ربّ العالمين. وأنا يفترض بي أن أستثمر النجاح بشكل صحيح، وأن أحافظ عليه، وأعرف كيف أضع هذه النعمة في مكانة حلوة، وأن أُبعِدها عن أي شيء يمكن أن يقلّل من قيمتها. وربما كانت لهذا الأمر علاقة بجزئية الذكاء التي أتمتع بها والتي أشرتِ إليها... لا أعرف.• لا شك أن الكل يشهد لك بذكائك؟- وبالرغم من ذلك، يجب أن أكون محاطة بأشخاص أذكياء أيضاً، يعرفون كيف يديرون اسمي ويضعونه في المكان الصحيح، سواء من خلال الاختيارات، أو من خلال إطلالاتي، ومتى أطلّ ومتى أغيب. أنا إنسانة انفعالية، ويجب أن أكون محاطة بمستشارين يساعدونني وينصحونني، ويكون همّهم الأوحد إدارة عملي، لأنني أفكر في مئة مسألة في وقت واحد، وأحتاج إلى شخص إلى جانبي يدير أعمالي.• خضتِ تجربة تلفزيونية ناجحة جداً من خلال برنامج «شكلك مش غريب» الذي حقق نسبة نجاح عالية جداً. لماذا لم نشاهد موسماً ثانياً منه؟- لا أعرف، الأمر يتعلق بسياسة «mbc». هم أحبوا من خلال «شكلك مش غريب» أن يجرّبوا فكرة لجان التحكيم بطريقة جديدة ومختلفة عن تلك التي نشاهدها في برامج الهواة الفنية المبنية على إصدار الأحكام على المواهب الجديدة. البرنامج كان يضمّ نجوماً كلّ واحد منهم له موقعه واسمه، وشاهدهم الناس بشخصية جديدة، وأحبوهم. وقرار تقديم موسم ثانٍ من البرنامج ليس بيدي، ولا أعرف ما إذا كانت هناك إمكانية لتأمين فنانين بمستوى الذين شاركوا في الموسم الأول، لأنهم شكلوا مفاجأة من خلال الشخصيات التي أطلوا عبرها، والتي لم يكن يعرفها الناس سابقاً عنهم، وهذا الأمر شكّل جزءاً كبيراً من نجاح البرنامج، وليس وجودي فيه فقط.• وهل أنتِ مستعدة للمشاركة في موسم ثانٍ من البرنامج في حال توافرت كل الظروف والمعطيات اللازمة؟- في حال توافر «كاسْت» بنفس القيمة الفنية وبنفس المواهب الحلوة التي توافرت في الموسم الأول من المؤكد أنني أقبل بتكرار التجربة، لأنها كانت جديدة من نوعها وفيها متعة كبيرة، والمشاهدون تفاعلوا معنا بشكل مباشر.• وهل تفضّلين أن تكون لجنة التحكيم نفسها؟- لمَ لا؟ ولكن القرار ليس بيدي.• هل هذا يعني أنك مرتاحة مع زميليك في لجنة التحكيم، المخرج محمد سامي والفنان حكيم، خصوصاً أننا سمعنا كلاماً كثيراً عن خلافات بينكم؟- الكلام كثير، وكلّه غير صحيح.• تستعدين خلال الفترة المقبلة لتسلم جائزة «Diamond Award at the Big Apple Music Awards» كأفضل فنانة شاملة في الشرق الأوسط. فهل تعني لك الجوائز كثيراً؟- الجائزة فرحة معنوية للفنان وتقدير له على عطائه، كما أنها تأكيد على محبة الناس له، لأن الشخص الذي يحبني هو الذي يصوّت لي. التصويت الجماهيري يعني لي أكثر من تصويت اللجان والأفراد.• ما الأغنيات التي أعجبتك من بين تلك التي طُرحت في الفترة الأخيرة؟- أعجبني ألبوم تامر حسني، وأغنيات نجوى كرم وإليسا وأحلام، وأغنية «هوا هوا» لسميرة سعيدة. أنا أحب الموسيقى والأغنيات الحلوة.• ما سرّ الصداقة والمحبة التي تجمع بينك وبين أحلام، في حين أن الكل يعرف أن عداواتها كثيرة. هل من نقاط تشابه بينكما؟- أحلام تحبني كثيراً، ومَن يحبني أقدّره كثيراً. يجب ألا ننسى أنني محارَبة جداً حتى من بعض الفنانين، وعندما يحبني فنان من دون غاية أو سبب، كما تفعل أحلام فإنني أقدرها كثيراً، وهي «مذوقة» جداً معي. أنا أتفهم عداوة البعض لأسباب شخصية، ولكن لا يمكنني أن أتدخل فيها أو أن أبني حكمي على أحلام على أساسها.• أشرتِ إلى أنك محارَبة من بعض الفنانين... هل يمكن أن تذكري أسماء؟- هي ليست محاربة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولكن هناك فنانون يفرحون عندما أتعرض للهجوم أو لمشكلة ما. ولكن مقابل هؤلاء، هناك عدد كبير من الفنانين يتصلون بي ويسألون عني وأسأل عنهم في المناسبات، ويباركون لي عندما أطرح عملاً جديداً، ولذلك لا يمكنني أن أطلق حكماً على كل الفنانين، من خلال فنان أو فنانَين «مش جايي على هواهن». أنا أحاول أن أنظر إلى الجانب الجميل في الفن وأن أغض الطرف عن الجانب الغامض. ليس مقصوداً بالفنان، المطرب فقط، بل قد يكون ملحّناً أو شخصاً لا أتعامل معه، ويمكن أن تكون ردة فعله سلبية تجاهي. لا يوجد أي شيء شخصي بيني وبين أي فنان.• اجتمعتِ مع إليسا في حفل عشاء أقامه المصمم إيلي صعب في باريس، ومن بعدها لم تلتقيا قط... هل لقاؤكما كان مجرد مسألة عابرة؟- كما أسميتِ لقائي بإليسا بالمسألة العابرة، يمكن أن يكون سوء التفاهم بيننا مسألة عابرةً أيضاً. وما يحصل في الإعلام أنه يتم التركيز على سوء التفاهم وتضخيمه، بينما هو في الحقيقة شيء عابر، في حين أنه عندما يتقابل فنان مع فنان آخر «بشي حلو» تقللون من أهميته وتقولون عنه «إنه عابر»، وتتوقفون عن التحدث عنه.• اللافت في لقائك مع إليسا أن كلاً منكما تحفظ أغنيات الأخرى، وهذا يعني أن كلتيكما تتابع أعمال الأخرى، بينما في الإعلام تبدوان وكأنكما لا محبة بينكما؟- ليس صحيحاً أنني وإليسا لا نحب بعضنا، ولقاؤنا يؤكد عكس ذلك. وعلى الصعيد الشخصي أجد أن إليسا «فنانة بحالها» وطيبة ولذيذة. وبعض الأشخاص يفهمونها بشكل خاطئ، لأنها فنانة وليس بإمكان أي فنان أن يكون جاهزاً 24 ساعة في اليوم، وأن يُرضي كل الناس. ما حصل بيني وبين إليسا كان مجرد سوء تفاهم تم تضخيمه إعلامياً، وهو ليس خلافاً عميقاً وشخصياً، بدليل أننا عندما نلتقي يكون بيننا نوع من الكيمياء، وهذا بدا واضحاً عندما غنينا معاً. الفنانون يرتاحون أكثر عندما يلتقون في مكان خاص وليس عاماً... ويتعاملون معاً بطريقة فيها حرية أكثر.• غالباً ما تذهبين إلى أميركا، سواء للإجازة أو لتنفيذ بعض الأعمال الفنية، ومن الواضح جداً أنك تحبينها كثيراً؟- نعم، لأنني أشعر بأنها تفصلني عن العالم. أميركا فيها هدوء أعصاب وسكينة. والتوقيت فيها يناسب مزاجي لأنني عندما أكون مستيقظة يكون هاتفي ساكتاً، بسبب فارق التوقيت بينها وبين لبنان، وعندما يكون الناس مستيقظين أكون أنا نائمة بسبب فارق التوقيت أيضاً.