مغامرة جديدة خاضها المغني السوري الشاب ناصيف زيتون، عبر إصدار ألبومه الغنائي «طول اليوم» رقمياً، ليكون الأول في تاريخ العالم العربي الذي يتم إصداره بهذا الشكل، لكن الألبوم حقق نجاحاً كبيراً. زيتون الذي شق طريقه «درجة درجة» منذ أن فاز بلقب «ستار أكاديمي» العام 2010، أكد في حواره لـ «الراي» أنه يسير بخطى ثابتة وبكل ثقة أيضاً، مع حفاظه على تواضعه وعلى القيم التي اكتسبها ونشأ عليها في طفولته.وتحدث ناصيف عن أغنيته «ما ودعتك» التي أصدرها أخيراً، والتي تأتي بعد شهور من طرحه ألبومه الثاني «طول اليوم»، كاشفاً عن أن ما في جعبته أكثر مما يطمح إليه أي فنان، ومعبراً عن الأمل في أن يعود وطنه سورية أجمل من السابق بكثير، وفي ما يأتي تفاصيل ما دار معه من حوار:• كيف حالك؟- الحمدلله، فالصحة جيدة والشغل «تمام» والأهل بخير ورضاهم موجود تماماً كرضا الناس، حيث ان ألبوم «طول اليوم» حقق وما زال نتائج إيجابية، وهذا في النهاية ما نطمح إليه.• لكن ما السبب وراء إصدارك لألبوم «طول اليوم» بشكل رقمي؟- أولاً، أود أن أنوّه إلى أن ألبوم «طول اليوم» هو الأول في تاريخ العالم العربي الذي يتم إصداره بشكل رقمي، ونحن أطلقناه عبر تطبيق «أنغامي» الذي يتعامل معنا القيمون عليه بكل إيجابية. وإذا عدنا 30 عاماً إلى الوراء، سنجد الكاسيت الذي اختفى تدريجاً مع وصول الـ «CD»، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك الإنترنت و«السوشيال ميديا» والتطبيقات في الموسيقى كالـ «I TUNES».• وكأنك تقول إن هناك متطلبات فنية جديدة لهذا العصر الذي نعيشه؟- 100 في المئة، فنحن أولاد العام 2016 وذاهبون صوب الـ «Digital» والإصدارات الرقمية أكثر. نحن في شركة «Music is my life» ننظر كثيراً إلى الأمام، ولهذا نرى بوضوح أننا سنصل إلى وقت حيث لن يكون هناك «CD».• ربما هذا الأسلوب الذي اعتمدتَه هو أوفر من ناحية الإنتاج أيضاً؟- «مش الفكرة أوْفر»، فنحن فعلياً تكبّدنا خسارة في مكان ما لأننا لم نعمد إلى البيع. وهنا أقول لك إنه كان بإمكاننا بيع الألبوم وأن نقبض ثمنه عبر إصداره على «CD». إلا أننا ضحينا لأجل تحقيق هدفنا. لا أقصد بكلامي هذا أننا لا نريد الربح المادي، فهذا الأخير «جاي جاي، لكن خلينا نكون سبّاقين، لأن الدنيا رايحة صوب الـ (Digital)». تشهد الدنيا تطوراً كبيراً وعلينا مجاراة هذا التطور.• والدنيا ضحكت لك، إذ حقق ألبومك انتشاراً واسعاً وسجّل نسبة متابعة غير متوقّعة ربما؟- الحمدلله. هذا صحيح و100 في المئة «عم تحكي». توقعتُ نجاح الألبوم، لكن ليس للدرجة التي حققها بصراحة. ونجاحه هذا زاد من ثقتي في نفسي، لكنه لم يزد من غروري حكماً. فقد أصبح في جعبتي الآن أغنيات أحبها الناس وهذا جميل جداً، لا بل هو أكثر ما يطمح إليه أي فنان.• في جعبتك أغنيات جميلة وأساليب عمل سباقة أيضاً؟- فعلاً، فأنا أول فنان عربي أصدر ألبومه بشكل «Digital»، وهنا أتوجه بالشكر إلى شركة «Music is my life» وكامل فريق العمل وعلى رأسه الأستاذ غسان الشرتوني. هناك مَن حاول تقليدنا، لكن «ما ظبطت معهم لأن القصة مش بس فكرة»، بل هناك أيضاً جهد جبار بذله فريق عمل كبير بهدف تحقيق النجاح. فنحن أصدرنا أغنيات الألبوم بشكل متلاحق حيث كان هناك يومان بين كل أغنية وأخرى، وهذا تبعاً للخطة التي رسمتْها الشركة بكل حنكة وذكاء.• حظك جميل بأن تحظى بفريق عمل كالذي لديك؟- «هي مش شوفة حال...»، أنا إنسان جدي في التعاطي والتعامل مع شركتي «Music is my life» و«Watary»، ولذا أعتقد أنهما يبادلانني بالمثل ونحن نهدف لتحقيق النجاح لنا جميعاً.• ماذا بعد ألبوم «طول اليوم»؟- هناك اتفاق بيني وبين الشركة المنتِجة على إصدار ألبوم جديد لي كل سنتين. بصراحة، أشعر بصعوبة كبيرة في اختيار أغنياتٍ جديدة وقد بدأتُ فعلياً بالاستماع إلى أغنيات جديدة، ولكن الأمر ليس سهلاً، فالناس أحبوا مستوى معيناً من الأعمال، ولا يمكنني بعدما وصلتُ إلى هذه المرحلة أن أصدر ألبوماً «كيف ما كان». ما زلت أعمل بالشغف نفسه وبالأسلوب نفسه أيضاً «لكن صعبة، أكيد صعبة».• هل تقصد أن هناك شحاً في الأعمال الجميلة لدى الشعراء والملحنين؟- لا. أقول إن خياراتي أصبحتْ صعبة أكثر، «لا تأخذ رأيي فنياً، دخيلك، فأنا شخص يعمل بسلام تام وعليّ بحالي». الساحة الفنية ممتازة وتتضمن أعمالاً جميلة جداً، لكنني صعدت درجة ما بين ألبومي الماضي وألبوم «طول اليوم»، وأتطلع بصراحة لصعود درجة أخرى أي «عم اطلع سلّم النجاح درجة درجة»، ولا أريد أن أقدم على أي دعسة ناقصة من شأنها أن تُرجِعني إلى الوراء.• ما حقيقة إصدارك لأغنية «ما ودعتك»؟- تم تسريب هذه الأغنية، ولذا تداركتُ وشركة «Music is my life» الأمر سريعاً وعملنا على إصدارها. كانت الأغنية موجودة في أماكن محددة، أي معي ومع الشاعر محمد عيسى والموزع جيمي حداد ومع الشركة أيضاً. فعلياً لا أعلم هوية مَن قام بتسريبها حتى هذه اللحظة، لكن مَن قام بهذا الفعل غير مؤمن بما كنتُ أريد فعله، إذ كنتُ بصدد التحضير لخطة «كثير مهضومة» لها.• أخبرنا عما كنتَ تحضّر له؟- نحن بصدد التحضير لـ «application» خاص بي ويحمل اسمي، وكان من المقرر أن أطرح هذه الأغنية عبره، لكن للأسف تم تسريبها. لن أعمل على إلقاء اللوم الآن، فهذا بشع جداً ولننظر إلى الجانب الإيجابي من هذا الموضوع، وهو أن الأغنية نجحت وأحبها الناس. وهنا أوجه تحية إلى كل من محمد عيسى، وهو الذي قام بكتابتها وتلحينها، وجيمي حداد الذي عمل على توزيعها.وأذكر لك أن هذه الأغنية هي من ألبوم «طول اليوم» الذي يضم 11 أغنية، إلا أن هذه الأغنية كانت كـ «Bonus» لأجل الـ «application».• وماذا الآن عن الـ «application»؟- نحن بصدد العمل على خطة بديلة لإطلاقها.• الفنان وليد توفيق وفي مقابلة سابقة مع «الراي» قال: «الفن فيه كل شي بيخطر ع بالك بس على الفنان أن يختار وجهته»، ما تعليقك؟- بالضبط. هذه كلمة جوهرية من أستاذ كبير. لقد خرجتُ من منزل يتضمن الأخلاق والتربية، وطموحي دائماً أن أظهر أمام الناس كابن بيت، ولذا أفرح حين يقال عني إنني شاب مهذب وابن بيت أكثر من أن يقال صوتي جميل. تُفرِحني هذه الآراء لأنها تعيدني إلى أهلي وتذكّرني بفضلهم عليّ. لقد دخلتُ الفن بكل محبة وأريد تحقيق النجاح بكل سلام وبكل نظافة وبكل محبة أيضاً، فأنا أسعى دائماً إلى إيصال فن «مرتّب» لينال رضا أكبر فئة ممكنة من الناس و«أنا زلمي بدي غني وبس».• لماذا تعمل على حجب تفاصيل حياتك العاطفية بشكل دائم عن جمهورك؟- لأنني لا أحب التطرق إليها، وأنزعج كثيراً حين يتم الكشف عن تفاصيل حياة أي فنان. إن تأسيسي لعائلة أو الارتباط بعلاقة عاطفية له خصوصية بالغة جداً، فأنا أحب أن أُبعِد حياتي الشخصية عن الفن وعن التداول أيضاً. صحيح أنني فنان على المسرح، لكن خارجه أنا إنسان طبيعي، ولهذا السبب لا أحب الكلام علناً عن مواضيع كهذه، لأنه «ما إلها فيها الناس وما حدا إلو عندي يستجوبني بحياتي العاطفية».• أين أنتَ من الفن الخليجي؟- إن شاء الله سأعتمد أغنيات خليجية في ألبومي المقبل وهذا وعد مني.• واثق الخطى يمشي ملكاً، فهل ينطبق هذا القول على ناصيف زيتون؟- أنا واثق الخطى طبعاً، لكن «ما كثير شايف حالي، فنحن مسالمون وبعدنا على الأرض».• ألبوم «طول اليوم» يتضمن أغنية بعنوان «كله كذب»... لمَن تقول كله كذب؟- «إيه كله كذب، وما حدا بيعشق حدا. إنه فيه حدا بيحب حدا فعلياً؟». مفهوم المحبة مفقود في عالمنا العربي فالناس لا يحبون بعضهم البعض، وهذا ما أوْصلنا إلى هذا الكمّ من المشاكل في العالم العربي.• هل أنت متفائل في هذا السياق؟- «إن شاء الله خير، وكل شي بدو يخلص في النهاية، وأهم شي يرجع الأمن والأمان لبلدنا الحبيب سورية، بلد الأمل والمحبة». وتَأكد أن سورية ســـتعود أجــمل من السابق بكثير.