يقولون في بلاد العرب «الكتاب مبين من عنوانه»، أما في بلاد الغرب «لا تحكم على الكتاب من عنوانه»أيهما أصح؟ وهل فعلا يقرأ الكتاب من عنوانه؟ وهل ظاهر الكتاب يخبر عما في باطنه؟ أم علينا تصفح فحوى الكتاب دون الاكتفاء بالوقوف على عتبة عنوانه فقط، والانصراف عنه إذا لم يرق لنا، ولم يعطِ فكرة عن جوهر الكتاب صراحة؟ وهل لزاما على الكاتب أن يوافق عنوان كتابه فحواه ومعناه؟القراءة كانت ولا تزال عملية عبادة، أن تسافر بعقلك ومخيلتك لبقاع بعيدة جديدة، أن تحدث شخصيات لا تعرفها، وتختبر مشاعر لم يسبق لك أن عشتها، وجسدك في مكانه ممسك الكتاب، وفي هذا قول عباس محمود العقاد «لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب... و إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة - دون غيرها - هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق».ولا شك ان العنوان يشكل لدى القراء سببا مهما ودافعا قويا لاقتناء الكتاب، ويجمع غالبية القراء بأن على عنوان الكتاب أن يوافق معناه، وإلا بقي عقل القارئ أثناء الإبحار بين سطور الكتاب عالقا عند العنوان يتساءل، أين العنوان مما اقرأ؟ فيكون ذلك سببا في فتور همته على إكمال الكتاب وهجره.ويتعمد البعض اختيار عناوين مبهمة وغامضة، لا تتسم بالوضوح والصراحة، وقد لا ترتبط بمضمون الكتاب، لتدفع بفضول القارئ إلى اقتناء الكتب والانقضاض على صفحاتها، بمحاولة لفهم العنوان أو ما يرمي إليه. فهناك عنوان غامض مشوق إن أحسن المؤلف اختياره اقتنى القارئ كتابه، والأهم من مجرد اقتنائه هو إكمال القراءة فيه حيث يجد ما يشبع فضوله الذي كان قد أثاره العنوان، وهناك عنوان غريب منفر، يبقى محل تساؤل القارئ سواء اقتنى الكتاب أو مرّ على اسمه فقط.وفي خضم معرض الكتاب الدولي الذي تستضيفه الكويت هذه الأيام، عناوين غريبة مختلفة لرويات وكتب تحتضنها أجنحة المعرض، وتطرح أسئلة في أذهان القراء، ماذا بين ثنايا هذه الصفحات؟ فتشعل فضول الكثيرين منهم للمبادرة إلى اقتناء الكتاب، أو تدفعهم إلى تقليب صفحاته بحثاً عن التشويق والإثارة الذي أشعله العنوان فيهم.وخلال جولة سريعة في معرض الكتاب، رصدت عدسة «الراي» العديد من العناوين المثيرة والغريبة بين الكتب المعروضة، منها «أحببت حمارا» أو «كتاب مالوش اسم»، أو «خنفروش»!.ومن العناوين التي تثير الفضول «إرهاصات موقعة الجحش»، و«أفرهول»، و«فلفل كافر»، وتتعقد العناوين أكثر مع «الميلانخوليا» و«عبر يعبر فهو عويبر»، ويخاطب بعضها آخر الصرعات بـ «هي فاشينستا هو كاتب»، وعلى وزن كتاب «النساء من الزهرة والرجال من المريخ» عنوان كويتي النسخة والهوية «النساء من الوفرة والرجال من العبدلي».كل هذه العناوين الغريبة نوعا ما، السالف ذكرها، نقطة في بحر عناوين الكتب التي تتسم بالغرابة والعجب، ربما توافق معنى الكتاب الحقيقي، ربما لا، وعسى أن يكون كاتبها قد وفق بجذب القارئ، ولعله أخطأ، لكن نقطة الاتفاق بين الغالبية عند قراءتها أو سماعها للوهلة الأولى، هي التعجب.
محليات
العناوين الغريبة تثير فضول القراء فهل يُقرأ الكتاب من عنوانه؟
«كتاب مالوش اسم» في معرض الكويت للكتاب و«أحببت حماراً» و«إرهاصات موقعة الجحش»
02:08 م