أكد مدير عام وكالة الأنباء الايرانية «إيرنا» محمد خودادي أن إيران تنظر للكويت كدولة جارة وشقيقة فضلا عن انها دولة كبيرة لها دور بارز في المنطقة، موضحا ان لديه خبرة كبيرة في التعامل مع وكالة الانباء الكويتية «كونا» وأنهم حريصون على تحري الدقة في المعلومات التي تنشر عن الكويت حتى لو اضطروا للذهاب للكويت للتأكد من المعلومة من مصدرها الأصلي، مشددا على ان هناك فرقا واضحا بين ما تنشره الوكالة من مصادرها الخاصة وما تقوم بنشره نقلا عن مصادر أخرى من الخارج.وقال خودادي، خلال لقائه مع الوفد الاعلامي الكويتي في مقر «إيرنا» في العاصمة الإيرانية طهران، إن بلاده حريصة على الحوار كمبدأ أساسي في التعامل مع مختلف الأزمات والمشكلات سواء الاقليمية أو الدولية مستشهدا بأزمة الملف النووي والتي كانت كل الخيارات مفتوحة أمام الجانب الايراني فيها، ولكنهم اختاروا الحوار والمفاوضات المباشرة بالرغم من انها كانت الدولة الوحيدة التي عانت من استخدام السلاح الكيماوي ضدها في فترة من الفترات الا انها لم تلجأ يوما الى الرد بالمثل.وأضاف ان زيارة الوفد الإعلامي الكويتي للوكالة فرصة مميزة تدعم الحوار بين الدولتين الجارتين والصديقتين، لافتا إلى ان الوكالة لديها خبرة عريقة في مجال العمل الاعلامي، حيث تأسست عام 1934 وتمتلك 260 مراسلا و24 مكتبا موزعة على مختلف المحافظات الايرانية، فضلا عن 40 مكتبا في العواصم المهمة حول العالم. وأوضح ان الوكالة تبث أخبارها بسبع لغات عالمية، كاشفا عن نية الوكالة إضافة لغات أخرى كالألمانية والكردية، فضلا عن امتلاكهم 5 مدارس ثانوية يدرس بها نحو 5000 طالب في 6 مدن ايرانية لتدريبهم على العمل الاعلامي، من منطلق ايمان الوكالة بأهمية التعليم.ولفت إلى ان الوكالة لديها نشاط ملحوظ على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ايمانا منها بضرورة اعادة النظر في منتجها الاعلامي وعملها الدؤوب على تحديثه وفق المعطيات والمستجدات والتحديات التكنولوجية الحديثة، مشيرا الى ان عملية التغيير مستمرة ودقيقة ويجب ان تكون سريعة وسلسة خصوصا ان هذه التغيرات تمثل مستقبل الاعلام في ايران، موضحا ان طاقم العمل الذي يعمل في الوكالة يعلم جيدا وعن قناعة انه جزء مهم من عملية التغيير. وبين ان الوكالة حريصة على دقة المعلومات لتجنب اي لبس او سوء فهم ولذلك غيرت من اسلوبها في الكتابة وانتهجت أسلوب نقل الخبر عن طريق التغريدات في وسائل التواصل، بما يضمن سرعة وصول المعلومة للمتلقي مع حفاظهم على الشكل التقليدي للكتابة الصحافية في موقعهم الرسمي.وشدد خودادي على الدور المهم المميز الذي تلعبه وسائل الاعلام في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي، لافتا إلى ان «إيرنا» تلعب دورا مهما في دعم العلاقات وتقريب وجهات النظر بين ايران ومختلف دول الخليج دون استثناء لانهم في النهاية اخوة وجيران.وردا على سؤال حول حرية الصحافة في ايران في ظل اغلاق عدد من الصحف الايرانية أخيراً، أوضح خودادي ان إغلاق وسائل الاعلام بمختلف انواعها ليس ظاهرة في ايران ولا يخضع للأهواء، ولكن المسألة تتعلق بوجود قانون لدينا يسمح لكل مواطن ايراني باللجوء للقضاء لتحريك دعوة ضد اي صحافي او وسيلة اعلام تروج اخبارا مغلوطة لافتا لوجود هيئة محلفين من ممثلي وسائل الاعلام تساعد القاضي في اتخاذ قراره، مبينا ان ايران لديها حرية صحافة وعدد الصحف التي تم اغلاقها قليل جدا وكان بحكم قضائي، مشيرا الى ان وسائل الاعلام المعارضة كانت حاضرة في معرض المطبوعات في دورته الثانية والعشرين.وردا على سؤال بخصوص وسائل تمويل وكالة الانباء «إيرنا» أوضح خودادي ان القطاع الخاص في ايران ليس قويا، وحتى وسائل الاعلام تحتاج الى الدعم الحكومي لتستمر، مشيرا الى ان الوكالة حكومية التمويل ولديها ميزانية خاصة تسمح بتطويرها وفق المستجدات الحديثة في عالم الإعلام، لافتا إلى جهود الحكومة الايرانية في تغيير هذا النهج من خلال دعم القطاع الخاص وتشجيعه من منطلق ايمانهم بأن مستقبل الاعلام يجب ان يكون في يد القطاع الخاص، وان الوكالة تعمل بشفافية وصراحة وتعلن في اكثر من موضع انها تتلقى الدعم الكامل والتمويل من الحكومة الايرانية، نافيا تلقي اي وسيلة اعلام ايرانية خاصة تمويلا من الخارج بالاضافة الى عدم تمويل ايران الى اي وسيلة اعلامية في الخارج.وفيما يتعلق بالخطوط الحمراء في الاعلام الايراني، قال خودادي لدينا في ايران خطان أحمران الأول هو المساس بالأمن القومي والثاني استهداف رؤساء الدول الأخرى وأسرهم أو محاولة الاساءة للعلاقات بين ايران والدول الجارة والصديقة، مشيرا الى استعداد «إيرنا» الكامل للتعاون مع الجميع سواء وكالات أنباء او صحف بلا استثناء، لافتا الى ان مستقبل البشرية بين يدي وسائل الاعلام ورجالها لتحويل الصراعات الى سلام دائم وتعاون مشترك عبر نشر ثقافة الحوار وأشار الى ان سوء وضع المرأة في ايران هو جزء من دعاية سوداء يروج له الحاقدون، مشددا على ان المرأة الايرانية تعمل في وظائف مرموقة وتشارك في تنمية وازدهار بلدها.