لم يمر علينا في أي انتخابات سابقة كما يحدث الآن من معركة انتخابية غريبة عجيبة، سلاحها شتائم حادة، واتهامات ظالمة وتشهير وتجريح وتضليل، طال غالبية المرشحين وأكثرهم أبرياء. البعض طالب بالعمل على إسقاط جميع نواب المجلس السابق من دون استثناء ووصفهم بنواب «مجلس المناديب»، وفي المجلس السابق رموز وطنية ودينية وقبلية فاضلة. وآخرون يرون أن من عادوا للترشيح بعد المقاطعة، مرتدين وخونة، تخلوا عن عهدهم ويجب محاسبتهم (وغسل شراعهم)، وغير ذلك من المفردات التي لم نعتد عليها.وهناك من يريد أن يكون المجلس القادم مجلس شباب، والابتعاد عن كبار السن، والخبرة مطلوبة في كل عمل جماعي. ولعل من عيوب المجلس السابق افتقاره لهذا النوع من الخبرات.ونحن لسنا بصدد دخول بطولة رياضية، بل بصدد اختيار مجلس تشريعي ورقابي، كما انتشرت استبيانات واستطلاعات مضللة، القصد منها التأثير على اختيار الناخب، وهو أمر تطرقت إليه في مقال سابق وحذرت منه.نحن شعب واعٍ مارس الديموقراطية الدستورية لأكثر من نصف قرن، ولا تجوز لنا هذه الردة، فزعة قبلية وطائفية وفئوية، وتبادل اتهامات بالخيانة والعمالة وبيع المواقف وشراء الذمم، وهذه - وإن وجدت - فهي نادرة يجب ألا تُعمم.ومن حق جميع أطياف الشعب الكويتي أن يكون لهم ممثلون في المجلس، ومن حق الكويت على جميع هذه الأطياف حسن الاختيار لتلافي ما يواجهه البلد من مشاكل وأخطار، ولنترك للناخب صاحب الحق الاختيار، من دون تضليل أو تأثير، يختار من يستحق العودة للمجلس أو دخوله من جديد، سواء كان شاباً أو مخضرماً، من المجلس السابق أو من المقاطعين، فهذا حق أصيل له لا ينازعه أحد فيه، فقد آن الأوان لوقف ممارسات سيئة مثل الفيديوهات المفبركة، والإشاعات الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التصريحات في الإعلام.فئة واحدة هي التي يجب أن نوجه لها كل السهام، ونحاربها ما استطعنا، فئة شُرّاء الذمم.
مقالات
ولي رأي
لنرتقِ بالخطاب الانتخابي
02:31 م