«حنيني مستمر إلى الماضي الجميل، وأبحث دائماً عن الأصول».إنه الفنان محمد المسباح، الفنان المنتمي إلى جيل الطيبين، وهو قدَّم على مدى سنوات طوال عدداً من الأعمال التي مزجت ما بين الوطني والعاطفي والاجتماعي. صنع لنفسه طريقاً مختلفاً بين المطربين، فتميز بأسلوبه الخاص، وببحثه الدائم عن المفردة المحلية، التي يعتبرها الأساس والأصل.«الراي» تحاورت مع المطرب محمد المسباح، فتحدث عن باقة من الموضوعات، منها المضاهاة بين الماضي والحاضر في مجال الغناء، كاشفاً عن السبب وراء قلة نشاطه الفني حالياً، كما تطرق إلى محدودية عدد شركات الإنتاج حالياً، ومشيراً إلى التكلفة العالية لإنتاج وتقديم أغانٍ منفردة في وقتنا الراهن!المسباح تحسر على أنه لم يعد يتمسك بالنمط القديم من الغناء إلا قلة من الفنانين الذين لا يزالون يتقنون تقديم الفن الكويتي الأصيل، مزيحاً الغطاء عن آخر ما قدمه، وهو الأغنية الوطنية «المجد هنا» في ستاد جابر الرياضي، ومبشِّراً بأن لديه أعمالاً فنية جديدة... إلى جانب مواضيع أخرى تأتي في سياق هذا الحوار:• كنتَ في الماضي لا تكف عن النشاط، لكنك في الوقت الراهن لستَ كما عهدناك؟- الركود في الفن حقيقة موجودة، والحقيقة أن دوركم كصحافة أن تتقصوا بحثاً عن الأسباب الكامنة خلف ضمور الكثير من الفنانين، والموضوع مقتصر على شركة إنتاج واحدة متعاقدة مع عدد من الفنانين، ولكن من المتعاقد معهم، ومن الذي لم يتعاقد، هذا هو دور الإعلام، أن يضع يده على نقاط الضعف، ويلفت إليها الأنظار، تمهيداً لعلاجها.• غياب شركات الإنتاج المحلية ظاهرة ظلمت الكثيرين؟- هناك شركات بالفعل تسكرت، ونتيجة عدم تطبيق حقوق الملكة الفكرية بحذافيرها.• القانون موجود؟- على رغم أن القانون موجود... فإن سبب تعطيله وتنفيذه دوركم في الصحافة والإعلام، تسألون «الفتوى والتشريع»... وهناك مشروع كنتُ طرحتُه وتبناه عبدالله الطريجي ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ومجموعة أخرى من النواب، وهو مشروع تنظيم المهن الفنية، وتناقشنا بشأنه.• لمَ لمْ تفكر في إنتاج وطرح ألبوم؟-التكلفة عالية، والمردود لا يوجد، وهذه خسارة وليس هناك منتج يتحمل هذه التكاليف.• ألا تَحن وتشتاق إلى الفن؟- بالفعل، دائماً أحن إلى الماضي، في حالة بحث عن الأصول.• طرحتَ أغنية «غدر الزمان في شملنا» وغنيتها بشكل مختلف ورومانسي، ماذا عن هذه التجربة؟- أقول لك: «غدر الزمان» هي للفنان راشد الحملي.. وأنا من محبيه منذ صغري وتربيت على أعماله.. وقدمتُها بشكل حديث، ولدينا العديد من الألحان نستطيع أن نقدمها لكي تصل حتى عربيا.. أما تركها على حالها بالأسلوب القديم فسيجعل منها شيئاً جامداً لا يتطور، ولا بد للفن من التطور، حتى يواكب المتغيرات الحادثة على مر الأيام... فاليوم ليس كالأمس، وغداً لن يكون مثل اليوم.• حدثنا عن فنون الكويت في وقتنا الراهن؟- فنوننا راقية ولا تحتاج إلى أن نستورد المزيد من الخارج، ولدينا المختصون في ذلك، ولكن المعرفة بفنوننا غائبة كذلك.. في السابق كان يوجد تطوير ومنافسة.. لكن في الوقت الحالي لم يعد هناك شيء من ذلك، وآخر من يحافظون على الفنون الغنائية هم الفرق الشعبية.• تحمل هم الترث الكويتي؟- وجدتُ نفسي في هذه المحطة، وكنت ولا أزال هاوياً للفن، ومنذ صغري وُضعت في موضع التحدي منذ العام 1988، حيث كانت بدايتي في الساحة.• ماذا تقول عن غياب المفردة الكويتية نوعاً ما عن الأغنية؟- الحق أن الشعراء موجودون، ويملكون المفردة المحلية، لأنها تمثل الأساس.. لكن عندما يأتي شاعر مبتدئ ولا يحمل الثقافة اللازمة، فكيف سيقدم مفرداتنا المحلية.. وبالطبع نحن لا نرمي اللوم على الشباب، بل البيئة التي يعيشون فيها هي المسؤول عما يجري.• لكن ألا يزال لدينا من هم متمسكون بجملهم الغنائية ومبادئهم؟- نعم.. معنا اليوم يوسف ناصر يحمل المفردة الكويتية، وكذلك مبارك الحديبي وعبداللطيف البناي وبدر بورسلي... إلى جانب الكثيرين من القدامى.• أصبحت المصطلحات القديمة شبه معدومة عند البعض.. في كل مكان وكل زمان؟- سابقاً حتى التلفزيون.. يبث المسلسلات والأغاني التي تحمل الكلمة الكويتية التي تربينا عليها.• هل لك من جديد؟- في شغل موجود، وعلى العود والسامري.
فنون - مشاهير
حوار / «أحرص على المفردة المحلية لأنها الأساس»
محمد المسباح لـ «الراي»: أحنُّ إلى الماضي... بحثاً عن الأصول
09:00 ص