رأى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية باهرام قاسمي أن «المنطقة العربية انشغلت بعدو خيالي هو إيران، عن الخطر المحدق بها، وكانت النتيجة ان المنطقة بدأت تستنزف اقتصادياً ولا نعلم إلى أين تتجه؟»، مشدداً على أن «المنطقة تسير في الاتجاه الخاطئ والخطير جداً، وأن إيران ليس لديها أي مشكلة مع دول المنطقة ولا أي مطامع في أراضيها، وتحترم قراراتها وسيادتها ولا تحتاج ان تملي عليها ما يجب وما لا يجب أن تفعله، وكل ما نرجوه هو التعايش السلمي والتعاون المثمر».وقال باهرام، في لقاء مع عدد من الصحف الكويتية بمقر وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، إن «ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة، ولكنه نتيجة تراكمات قديمة، وهناك أخطاء ارتكبت وندفع ضريبتها الآن»، مبينا أن «الخطأ الذي أقصده ليس من جانب إيران فقط، ولكن من جانب دول المنطقة كافة، وكانت نقطة التحول والتي تمثلت في 11 سبتمبر، والذي كان نتيجة مباشرة للأخطاء السابقة، من خلال فكر متطرف يفهم الاسلام على غير حقيقته، ما أثار قلق وحفيظة العالم الغربي ضد الاسلام، ودفعه إلى توطين الحروب في المنطقة بدلا من مواجهة الخطر القائم والمتمثل في أصحاب الأفكار المتطرفة».وعن علاقة بلاده بالكويت، قال إنه لا يتذكر ان العلاقة مرت بفترة مماثلة طوال تاريخ العلاقات بين البلدين، بمثل ما تمر به الان إلى درجة استدعاء السفير من طهران، «خصوصا اننا نتوقع من الكويت كبلد كبير وجارٍ وصديق اكثر بكثير من واقع العلاقات الان»، لافتا إلى انه «لا توجد اي مشكلة مباشرة بين الكويت وإيران، ونتفهم الأسباب التي دفعت الكويت لاتخاذ المواقف»، معربا عن أمله في أن تعيد الكويت النظر في علاقتها مع ايران، لما فيه صالح الشعبين الصديقين، وان ايران لم تستدع سفيرها، والسفير الكويتي محل ترحيب متى قررت الكويت عودته. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:• كيف تقيم العلاقات الكويتية -الايرانية في ظل حالة التوتر بين ايران ودول الخليج، ومتى تعود هذه العلاقات لسابق عهدها؟ سؤال صعب، والإجابة عنه أصعب، نحن بلدان جاران وتاريخ العلاقات الثنائية معروف ولا اتذكر ان مررنا بفترة مماثلة طوال تاريخ العلاقات بين بلدينا مثل ما تمر به الان، وخصوصا اننا نتوقع من الكويت كبلد كبير وجارٍ وصديق اكثر بكثير من واقع العلاقات الآن، ولا توجد أي مشكلة مباشرة بيننا، ونحن نتفهم الأسباب التي دفعت الكويت للإقدام على استدعاء سفيرها من طهران. وما أود أن أشدد عليه انه لا يوجد أي سبب يحول دون تطور العلاقات الكويتية-الايرانية. وتاريخياً كنا دائماً نلجأ الى الكويت في مختلف المواقف التي نمر بها وكانت العلاقات جيدة ولغة الحوار السليمة هي العامل السائد في علاقاتنا قبل الثورة وبعدها، وما أريد أن أوضحه اننا نحترم خيارات الحكومة الكويتية والشعب الكويتي ونأمل أن تعيد الكويت النظر في علاقتها مع ايران، لما فيه صالح الشعبين الصديقين حيث تتمتع البلدان بامكانيات هائلة من الممكن استثمارها في تطوير مختلف مجالات التعاون، وإيران لديها النية الصادقة في دعم وتعزيز هذه العلاقات• ما مدى تأثير زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان على مستقبل العلاقات بين البلدين؟ وهل هذا يعني ان لقاءه رئيس الوزراء سعد الحريري انتصاراً لـ«حزب الله»، كما اعتبرتم سابقا ان انتخاب الرئيس ميشال عون انتصاراً لـ«حزب الله» ايضا؟ نحن نعتبر ان انتخاب الرئيس ميشال عون انتصاراً للبنان ولجميع الأحزاب اللبنانية ولجميع الطوائف ولجميع شعوب المنطقة وهذا موقفنا الرسمي الذي اعلناه منذ انتخاب الرئيس عون ونحن لا نعتبره انتصاراً لتيار او مجموعة او حزب بعينه فهو نتيجة لعملية ديموقراطية ونتيجة لجميع الأحزاب اللبنانية التي خطت خطوة كبيرة في هذا الصدد ونحن عندما هنأنا فإننا هنأنا الشعب اللبناني باكمله.• لكننا قرأنا أنكم ذكرتم ان انتخاب عون هو انتصار لـ«حزب الله»؟ قد تسمعون الكثير من الكلام من هنا وهناك، لكن الموقف الرسمي لإيران هو ما يصدر من المرشد الاعلى او من رئيس الجمهورية او من وزير الخارجية ولكن هناك مجموعات لديها آراء قد تختلف عن رأي الدولة كما هو موجود في دول العالم وهذه حال معظم الدول الديموقراطية، لكن لاشك ان «حزب الله» بصفته مجموعة أساسية من مكونات الشعب اللبناني فمن الممكن أن يكون مؤثراً للغاية في هذا الموضوع لكن تصريحنا الرسمي لم يتطرق الى هذا الامر ابداً ولم اذكر اسم اي مجموعة في موقفنا الرسمي.• ما تقييمك للقاء الوزير ظريف برئيس الوزراء الحريري؟ مجرد لقاء بين الأصدقاء. و«حزب الله» لديه علاقات خاصة معنا بصفته احدى القوى المقاومة. فنحن نحترم الدستور اللبناني وما لديه من حصص موزعة على أحزابه بحسب اعدادها ونحن نحترم هذه المحاصصة وهنأنا عون وسنعمل معه.• هل نفهم أنكم تؤيدون اتفاق الطائف ؟ انا لم أتحدث في هذا الموضوع، ولكني أؤمن بالديموقراطية واحترم خيار الشعب اللبناني.• ماذا عن الاتهامات التي توجه الى ايران بالتدخل في شؤون الجوار، وخصوصا انها دخلت الى العراق بحجة مواجهة «داعش»، رغم اعتراضها على التدخل التركي، كما في سورية والبحرين؟ فكيف بامكانكم إقناع العالم بعدم تدخلكم في شؤون جيرانكم؟ اذا لم يريدوا الاقتناع فكيف لنا ان نقنعهم؟ فنحن لم نتدخل ابداً في العراق وقواتنا العسكرية لم تتدخل في العراق، ولكننا سندافع عن حدودنا بكل حزم لانها خط أحمر بالنسبة لنا ونحن نواجه المجموعات الارهابية بنجاح ولن نسمح لها بتجاوز حدودنا، وتواجدنا في سورية بصفة استشارية فقط ولم نخف هذا الامر، ودوما نعلنه، وكان ذهاب مستشارينا الى سورية بطلب من الحكومة السورية لمساعدتها في كيفية مواجهة الارهاب. وليس لدينا تواجد عسكري في العراق، وإنما لدينا تأثير معنوي هناك وهذا الامر ليس بجديد. لكن هناك مشكلة لدى البعض بسبب تحول الاوضاع في العراق بعد عام 2003 وبسبب ان رئيس الحكومة في العراق أصبح شيعياً ونحن ليس لدينا أي دخل في هذا الموضوع فهو اختيارالشعب العراقي. وبعد سقوط نظام صدام كانت تتواجد دول اخرى بالعراق والشعب العراقي قام بإعداد وصياغة دستوره بنفسه، ولكن بعض الأطراف لا تستسيغ هذا الامر، فالواقع العراقي بشكل عام صعب وغامض. وننفي ان يكون لدينا تواجد عسكري في العراق لكن لدينا مجموعة استشارية. وليس لدينا حضور في اليمن منذ بداية القضية اليمنية حتى الآن. ونرفض اتهامنا بالتدخل في اليمن، ولسنا راغبين في ان يكون لنا تواجد او حضور عسكري، سواء في العراق او اليمن. وكل الاتهامات الموجهة لنا في تواجدنا في اليمن مرفوضة تماماً لأننا لم نكن متواجدين في بداية الازمة، ولا يمكن لأي جهة أن تقدم دليلاً واحداً على تدخلنا في الشأن اليمني. لكن ربما توجد مجموعات في الداخل اليمني لديها علاقات معنوية أو فكرية جيدة مع إيران، ولذلك نرفض كل الإسقاطات التي يثيرها بعض الأصدقاء عن تدخلنا في اليمن وهذا ليس في صالحنا. فإيران حريصة على ان يعم السلام على دول المنطقة كافة، ومثلما عانت ايران نجد أن الكويت مرت بتجربة مريرة في هذا الصدد، حيث إنها كانت ضحية للغزو الصدامي لأراضيها لكن ليس بنفس بشاعة التجربة التي مرت بها إيران وتحملت بسببها أوزار الحرب لمدة ثماني سنوات، في حين كانت تجربة الكويت محدودة إلى حد ما ولم تتجاوز سنة واحدة، والجدير بالذكر ان علاقتنا مع الكويت في تلك الفترة كانت جيدة وقدمنا لها المساعدة، فايران ذاقت مرارة الحروب أكثر من غيرها، وعانت بسبب انعدام الامن. لذلك نحن حريصون على التعاون مع الجميع ليعم السلام في المنطقة. واعتقد أنكم خلال جولتكم في شوارع طهران قد شعرتم بذلك فشعبنا يؤمن بالسلام ويعشق الاستقرار ويمد يد التعاون ويكره الحرب سواء لنفسه أو لغيره فلو اشتعلت النيران في المنطقة فشرارها سيطول الجميع دون استثناء فإيران قلقة من الوضع المعقد والملتبس في المنطقة. وما اريد ان اؤكد عليه ان كل الادعاءات السلبية ضد ايران هي محض افتراء وتوهم لا اساس لها من الصحة ولا يوجد دليل عليها، فنحن ضحية الحملات الاعلامية المغرضة والتي تخصص لها أموال طائلة كان من الممكن ان تنفق للتخفيف من آلام ومعاناة الشعوب، وخصوصا في أعقاب الاتفاق النووي والذي نتج عنه خروج ايران من دائرة العقوبات، كما ان التزام الامم المتحدة ومجلس الأمن بتنفيذ هذا الاتفاق سيضع ايران في مكانة جديدة خلال الفترة المقبلة. ايران حريصة على التعاون مع جيرانها كافة وتشد على يد كل دولة تبادر بتكوين علاقات جيدة وحسنة معها.• ما جذور المشهد الذي وصفته بالمعقد والملتبس في المنطقة؟ ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة ولكنه نتيجة تراكمات قديمة، فبعد 11 سبتمبر كان العالم مسرحاً لمجموعة من التحولات، لم تولها إيران أي اهتمام أو بالأحرى لم تفكر فيها، فاذا أردنا البحث عن جذور المشاكل الحالية في المنطقة فيجب أن نوضح الكثير من القضايا بشفافية، فهناك عدة أخطاء ارتكبت وندفع ضريبتها الآن. والخطأ الذي أقصده ليس من جانب إيران فقط ولكن من جانب دول المنطقة كافة، ولن أعود للماضي البعيد ولكن ساستشهد باحتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، ما استدعى دعم بعض الدول للمجموعات الجهادية لمقاومة هذا الخطر، بالاضافة إلى الأخطاء التي ارتكبتها أميركا تجاه الثورة الإيرانية، وأيضا الاعتداءات التي ارتكبها صدام على إيران ومن ثم اعتدائه على الكويت، وكل ما ذكرت ما هو الا مجرد عناوين لنصل إلى نقطة التحول والتي تمثلت في ما حدث في 11 سبتمبر والذي كان نتيجة مباشرة للأخطاء السابقة، من خلال فكر متطرف يفهم الاسلام على غير حقيقته، ما أثار قلق وحفيظة العالم الغربي ضد الاسلام، ودفعهم إلى توطين الحروب في المنطقة بدلاً من مواجهة الخطر القائم والمتمثل في أصحاب الأفكار المتطرفة. فاليوم ماذا حدث؟ المسلم يقتل المسلم، والعربي يقتل العربي. والمحصلة ان المنطقة انشغلت بحروب داخلية بين الأخوة والأصدقاء، كما تم تدمير البنى التحتية للدول محل الصراعات في الدول العربية والإسلامية. وبنظرة شاملة ودقيقة لن أتحدث عن شخصية الرئيس القذافي، ولست في موضع لتعديد مساوئه أو محاسنه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا تبقى من ليبيا بعد القذافي؟ ومن سورية واليمن ماذا تبقى أيضا؟ والعجيب ان المنطقة انشغلت بعدو وهمي ألا وهو إيران عن الخطر المحدق بها، وكانت النتيجة أن المنطقة بدأت تستنزف اقتصادياً ولا نعلم إلى أين تتجه؟ فكيف لنا أن نبني سورية وليبيا واليمن مرة أخرى وما التكلفة المتوقعة؟ وما أود ان أشدد عليه ان المنطقة تسير في الاتجاه الخاطئ والخطير جداً، وإيران ليس لديها أي مشكلة مع دول المنطقة ولا أي مطامع في أراضيها، ونحترم قراراتها وسيادتها و«لا نحتاج أن نملي عليهم ما يجب وما لا يجب أن يفعلوه»، وكل ما نرجوه هو التعايش السلمي والتعاون المثمر. لذلك نعول كثيرا على دور الإعلام في توضيح حقيقة الأمر. وأنا من هنا أدعوكم لزيارة إيران مرات كثيرة لترون الوضع على حقيقته كما سنزور الكويت مرات ومرات لنتحاور في ما بيننا لما يصب في صالح شعبينا.• هل تعتقد ان سبب التوتر السعودي-الإيراني يرجع إلى أسباب سياسية أم مذهبية؟ التوتر بين البلدين بلا شك لا يعود الى أي جذور مذهبية، لاننا نعتقد يقينا ان وحدة العالم الاسلامي هو الأساس. ولذلك نحترم كل المذاهب والفرق ولا يمكن لنا بسبب بعض الفوارق والاختلافات البسيطة بيننا أن نلجأ لطريق العنف والاحتقان والتصعيد. وأقولها مرة أخرى يجب علينا أن ننظر إلى جذور هذه المشكلات لنراها بصورة أوضح. فهناك من يريد ان يقع الشقاق بين الدول الكبرى في المنطقة وان تتصارع وتنشغل في ما بينها. والكيان الصهيوني هو أكبر المستفيدين من الصراع بين ايران والمملكة. والتاريخ يشهد انه كانت لدينا علاقات جيدة مع المملكة لسنوات طويلة ونأمل ان تتغير الأوضاع في المنطقة للأفضل.• كيف ترون المشهد السوري والى اين تتجه هذه الأزمة؟ ما حدث في سورية كان نتيجة خطأ كبير، حيث قررت مجموعة من أبناء الشعب السوري تنحية الرئيس الشرعي المنتخب. وهذا يعتبر كما ذكرت من قبل محصلة للأخطاء التي حصلت في المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية، فمواجهتنا للفكر المتطرف والمجموعات المسلحة هو الطريق للخروج من الأزمة، لسنا في موضع الدفاع عن بشار الأسد والحكومة السورية فهم اختيار الشعب السوري وبالتالي يجب الا ترفع مجموعة السلاح لاسقاط الحكومة المنتخبة، وبمجرد حدوث ذلك شعرت بعض الدول الأوروبية بامكانية تغيير الحكومة بسرعة ولكن عندما خطوا خطوات للأمام وضحت لهم الصورة وصعوبة حدوث هذا الامر ولذلك غيروا من سياساتهم لأنهم علموا انه برحيل الأسد سيتولى السلطة في سورية كيان مشابه لـ«داعش»، أود أن أوضح للجميع وأعيد وأكرر اننا لسنا بصدد الدفاع عن شخص، ولكننا نرفض أن تفرض مجموعة رأيها على مختلف أطياف الشعب السوري، ونرى انه لو لم يتم احتواء هذا الأمر في سورية واجهاضه فانه سيتجه لبقية دول المنطقة.• ايران لها مواقف مشرفة في دعم القضية الفلسطينية، ولكن المحير هو كيف لها ان تساند رئيساً يقتل شعبه وتعتبره جزءاً من الحل السياسي في سورية؟ بشار الأسد رئيس شرعي منتخب ويجب الا يلام وحده على هذا المشهد المأسوي فهو يدافع عن كيان وسيادة بلده، وعلينا ان نسأل انفسنا من الذين يقاتلونه ويجب أن نفكر في الجرائم التي تقوم بها الجبهة المقابلة له، وبالطبع نشعر بالألم لما يحدث في سورية سواء بالنسبة للمؤيدين أو المعارضين للأسد، ولذلك يجب ان تستمر الهدنة في سورية فدماء المسلم أو العربي كارثة حقيقية، وعلينا أن نبحث عن حلول واقعية للخروج من الفخ الذي نصب للعرب والمسلمين.• كيف رأيتم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ ومدى تأثيرها على العلاقات بين ايران واميركا؟ نتائج الانتخابات الأميركية لا تؤثر على العلاقات الثنائية بيننا، لانه ليس لدينا في الأساس علاقات ديبلوماسية مع أميركا واستطعنا ان نكيف أوضاعنا خارج اطار العلاقات معها، ولكن الاتفاق النووي هو القضية الوحيدة التي تربطنا بصورة مباشرة مع الولايات المتحدة وتنفيذ الاتفاق يمثل اهمية كبيرة لنا وليس لدينا أي مفاوضات أخرى مع الاميركان بخلاف هذا، بالرغم من محاولاتهم للتفاوض معنا في ملفات أخرى، والاتفاق النووي تحول الى قرار أممي ومهما كانت هوية الرئيس فهو سيلتزم بتنفيذه.

إيران والمشهد العربي

الكويت... نرحب بعودة السفير

ردا على سؤال عن وجود قنوات اتصال مع الحكومة الكويتية، وخصوصا في أعقاب أزمة اقتحام السفارة السعودية، وموعد عودة السفير الكويتي إلى طهران، قال بهرام قاسمي إن الحكومة الكويتية هي من يمتلك الرد على هذا السؤال، فهي من سيقرر موعد عودة السفير. فالسفير الإيراني موجود في الكويت ويعمل بجد على دعم وتعزيز العلاقات بيننا، وبالرغم من كل ما حدث لم تستدع ايران سفيرها. والسفير الكويتي محل ترحيب متى قررت الكويت عودته.

اليمن... مستفيدون يمنعون الحل

بسؤاله عن رؤية بلاده للمشهد اليمني، ذكر قاسمي أن هناك أطرافا مستفيدة من تفاقم الوضع اليمني، وبالتالي لم تسمح باستمرار الهدنة في اليمن، ورؤية إيران للوضع اليمني والخروج من المأزق تتمثل في وقف أعمال العنف والعودة إلى الهدنة من خلال حوار يمني - يمني مباشر، وسنساند اي قرار يتخذه الشعب اليمني ويجمع عليه، لا نهتم بمكان هذا الحوار أو بمن يرعاه، سواء الأمم المتحدة أو أي دولة أخرى ولكن الأهم هو ان يتم الحوار بالفعل ويجمع أطياف المجتمع اليمني كافة.

سورية... خطأ الشعب

عن المشهد السوري يقول قاسمي إن ما حدث في سورية كان نتيجة خطأ كبير، حيث قررت مجموعة من أبناء الشعب السوري تنحية الرئيس الشرعي المنتخب، وهذا يعتبر محصلة للأخطاء التي حصلت في المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية. فمواجهتنا للفكر المتطرف والمجموعات المسلحة هو الطريق للخروج من الأزمة. لسنا في موضع الدفاع عن بشار الأسد والحكومة السورية فهم اختيار الشعب السوري وبالتالي يجب ألا ترفع مجموعة السلاح لإسقاط الحكومة المنتخبة.

البحرين... لا بديل عن الحوار

وعن مدى اختلاف الموقف الإيراني في سورية عنه في البحرين، قال قاسمي إن البحرين قصة أخرى وجذورها تعود لمشكلة داخلية ولن تحل الا بالحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات، ولكن الأمر في سورية يختلف لوجود جماعات إرهابية تحاول الاستيلاء على السلطة.

لبنان... انتصار الجميع

رأى قاسمي أن بلاده تعتبر انتخاب الرئيس ميشال عون انتصارا للبنان ولجميع الأحزاب اللبنانية ولجميع الطوائف ولجميع شعوب المنطقة، وهذا موقفنا الرسمي الذي أعلناه منذ انتخاب الرئيس عون ونحن لا نعتبره انتصارا لتيار او مجموعة او حزب بعينه فهو نتيجة لعملية ديموقراطية ونتيجة لجميع الأحزاب اللبنانية، ونحن عندما هنأنا فإننا هنأنا الشعب اللبناني بأكمله.