اعتبرت رئيس وحدة الدراسات الأميركية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة ملك الرشيد أن الاعتماد على استطلاعات الرأي وحدها لتلمس نتائج أي انتخابات يعتبر معياراً ناقصاً يعتريه الكثير من الشوائب.ولفتت الرشيد في تصريح لـ «الراي» تعقيباً على نتائج الانتخابات الأميركية إلى ان«تلك الاستطلاعات تقصي فئة الأميين، وغير المستخدمين لبرامج التكنولوجيا التي أصبحت القناة الأكثر استخداماً لطرح تلك الاستطلاعات، أضف لذلك حالة اللامبالاة التي تعتري الكثيرين للالتفات لتلك الاستطلاعات والمشاركة بها».وأشارت ملك إلى أنه «لا يمكننا القول بأن الجميع تفاجأ من نتيجة الانتخابات بفوز المرشح دونالد ترامب، حيث كان الكثيرين وأنا منهم يتحدثون عن ضآلة فرص ترامب مقارنة بالمرشحة هيلاري كلينتون، ولكنهم كانوا يتأنوا بإطلاق أي تخمينات مؤكدة فقد تتغير قوانين لعبة السياسة بين ليلة وضحاها».وتابعت ان «ترامب نجح باستهداف الطبقات الاجتماعية المحافظة من الشعب الأميركي والتي ساءها العديد من الأوضاع بالشأن الداخلي الأميركي في عهد رئاسة الحزب الديموقراطي والتي امتدت لعدة سنوات، كما ركز على قضية «الثقة» مقابل «الخبرة» لدى المقارنة بينه وبين هيلاري كلينتون، ساعده بذلك فضائح رسائل البريد الإلكتروني وبعض الشوائب الخاصة بمؤسستها كلينتون وغيرها، فنجح في استدراج الشعب من خلال الظهور بمظهر العنصري الأرعن ولكنه «الواضح الصادق» ليعزز أهمية المصداقية ليشيح الشعب بنظره بعيداً عن حقيقة ضعف خبرته السياسية، كما سلط الضوء على خسائر أميركا بسبب المهاجرين وعلى وجه الخصوص خسائر الأمريكان البيض ذوي الأصول الأوروبية بسبب بقية الأعراق كالسود واللاتينيين والآسيويين والعرب والمسلمين».وتابعت ان «ترامب قدم نفسه على أنه الناطق باسمهم والقائد لإعادة أميركا كقوة عظمى من خلال الحزم والشدة وكأنه يرفع شعار (أميركا للأميركيين)».وأكدت الرشيد أن «انتائج الانتخابات الأميركية تلقننا درساً آخر قد لا يكون جديد ولكنه يعود للصدارة ثانية مفاده (لا توجد دعاية سلبية) فبرغم الصورة السيئة جداً التي حاول الإعلام الأميركي والدولي إظهار ترامب بها، إلا أنها حقيقة كانت من أقوى أسباب فوزه».