رأت مصادر أن السؤال النفطي المطروح، الذي يشغل بال الدول النفطية كافة، هو هل تعيد توجهات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب رسم السياسة النفطية العالمية؟.وقالت المصادر لـ «الراي» إن المؤشرات ترجح إمكانية فرض ترامب لقرارات صعبة قد تسهم في مساعي «أوبك» خفض أو تثبيت إنتاجها النفطي، وإجبار ايران على قبولها كنوع من التغاضي عن الاتفاقية معها، والتي أبدى تحفظاته عليها.وأضافت المصادر أن التأثير بفوز ترامب في البداية قد يكون «صدمة»، لكنه سيتحول عقب ظهور التوجهات الحقيقية لسياساته خلال شهر على الأرجح.من ناحيته، أكد الخبير والمحلل النفطي، محمد الشطي، أن توجهات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تختلف كثيرا عن كلينتون في ما يخص الطاقة، مشيراً إلى ان هبوط الدولار وتأثر الأسهم هي انطباعات أولية للسوق بعد فوز ترامب بانتخابات الرئاسية الاميركية اعتماداً على توجهاته الاقتصادية المعلنة.وتوقع الشطي عبر «الراي» أن يسعى ترامب إلى تعزيز وتطوير الطاقة الأحفورية، ورفع جميع القيود عن شركات النفط والغاز في الولايات المتحدة لإنقاذ صناعة الفحم، ما يعني انطلاقه جديده لإنتاج النفط والغاز الصخري في أميركا على حساب البيئة مع احتمال المزيد من الضغط على أسعار النفط.ولفت إلى أن ترامب يشجع رفع القيود عن التنقيب في هذا المحيط المتجمد الشمالي، وفي شاطئ الأطلسي وفتح المزيد من الأماكن للحفر والتنقيب، بالإضافة إلى إنشاء أنبوب نقل النفط من ألبرتا في كندا إلى مصافي خليج تكساس.وتوقع الشطي أن يكون هناك مزيد من القيود التجارية وتباطؤ في اقتصاديات الأسواق الواعدة، خصوصا الصين وأميركا اللاتينية بما يؤثر سلباً على معدلات الطلب على الطاقة عموما والنفط خصوصا مستقبلاً، مرجعاً ذلك لمواقف ترامب من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها اميركا ورغبته في مراجعتها لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية.ولفت الشطي إلى أن توجهات ترامب والجمهوريين تجاه العديد من الاتفاقيات ستنعكس على تطور الأحداث خلال الفترة المقبلة، ومنها مراجعة اتفاقية رفع الحظر عن إيران أو فرضه بطريقة أخرى، وإعادة النظر في الموقف الأميركي ككل في اتفاقات باريس والتزامات أميركا تجاه مجالات البيئة والاستثمار في الطاقة المتجددة والشروط البيئية الموضوعة على صناعه السيارات.وقال الشطي بشكل عام هذه السياسات تحتاج لوقت لمراجعتها، ولكنها لن تكون لمصلحه تعافي الطلب على النفط في الأسواق الواعدة، بالإضافة الي تصورات ترامب بشأن قدرة أميركا على الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط.من جانبه، قال عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية - قسم هندسة البترول، الدكتور أحمد الكوح لـ «الراي» إن اختيار دونالد ترامب سيكون له تأثيرات سلبية على المدى القصير جداً، لافتاً إلى أن هناك تخوفات من القطاع النفطي، وخصوصاً الجزء الخليجي، نظراً لتأثير سياساته على القطاع النفطي، ولكن التأثير سيكون موقت وقصير.وأكد الكوح أن التأثير الحقيقي سيكون عبر القوانين التي سوف تسنّ، خصوصاً أن تكتلات النفط والغاز في أميركا قوية على الرغم من أن التأثيرات السلبية لعمليات التكسير الهيدروليكي على البيئة، لكن قوة اللوبي النفطي سيكون لها تأثير كبير وبدون شك ستتصدى هذه التكتلات لأي قوانين قد تحد أو لا تخدم القطاع النفطي، لكن التأثير سيكون التأثير على الدول التي تصدر النفط للمصافي الأميركية، لذلك فإن التخوفات كلها معلقة لحين معرفة السياسات التي سيطبقها الرئيس الأميركي تجاه القطاع النفطي.
اقتصاد
الرئيس الجديد سيرفع القيود عن الشركات الأميركية
... إنه عصر النفط «الصخري»!
06:20 م