بأشعار نزار قباني.. وصوت عشرات الموظفين، تتغنى وزارة التربية بوزيرها الدكتور بدر العيسى مجددة عهود الوفاء والمحبة ومرددة في أجواء الانتخابات والتشكيل الجديد المرتقب للحكومة بعدها «إبق معي إذا سألتك الرحيلا»، في وقت اعتبره السواد الأعظم من التربويين بأنه الرجل الأصلح والأكفأ والأهدأ في قيادة سفينة «التربية» والإبحار بها في محيط العواصف والصخب، وصولا إلى بر الأمان وشاطئ السلام والاستقرار.وفيما يترقب التربويون كافة نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة في 26 نوفمبر، تزامنا مع تشكيل الحكومة الجديدة، تمنى هؤلاء في أحاديثهم المتفرقة لـ «الراي» إعادة توزير العيسى، حفاظا على حالة الهدوء والاستقرار التي تنعم بها الوزارة في المرحلة الراهنة بعد سنوات الشد والجذب التي أفضت خلال العهود السابقة إلى حالة من الفراغ والصراع والتناحر ودفع كل من يعمل في الحقل التربوي ثمن ذلك التخبط والعشوائية والفوضى وفي مقدمهم المعلمون والمتعلمون.واستعرض التربويون المؤيدون لأداء الوزير العيسى جملة من القرارات التي أصدرها الوزير وتركت أثراً إيجابياً في مسيرة العملية التعليمية، وأكدوا أن الوزير أول وزير تربية يقترب من موظفيه بهذا الشكل ويقدم لهم كل الدعم والتسهيلات في مودة الأخ لأخيه والأب لأبنائه ولا يقتصر قربه من الموظفين فقط بل حتى من الطلبة، مبينين أنه دائماً ما يزور المدارس للالتقاء بأبنائه الطلبة والاستماع إلى مشكلاتهم وهمومهم في أجواء تربوية أبوية وعلى بساط أحمدي ربما لم يفرشه أحد غيره من الوزراء السابقين.«الراي» استطلعت رأي التربويين في شأن أداء الوزير العيسى خلال فترة توليه الوزارة وتحدثت مع مختلف الشرائح عن أثر التشكيلات الوزارية في تحقيق الاستقرار للعملية التعليمية.معزز الميزانيةبداية ثمن الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط الدكتور خالد الرشيد دور الوزير العيسى الكبير في تعزيز الميزانية المخصصة لصيانة المدارس بقيمة 600 ألف دينار لكل منطقة تعليمية، من خلال مخاطباته المتكررة لوزارة المالية وشرح خصوصية الوزارة وظروفها التي تستوجب تعزيز الميزانية.وقال الرشيد إن الوزير العيسى وضع على عاتقه منذ تسلمه حقيبة التربية الاهتمام بالمنشآت التربوية سواء المدارس أو المناطق التعليمية مؤكداً توجيهاته بإنشاء نحو 80 مدرسة جديدة خلال 5 سنوات في المناطق التعليمية كافة ورصد الميزانية الكافية لها مؤكداً دعمه اللا محدود لقطاع المنشآت ومساندتنا دائماً في إزاحة أي عائق يقف في طريقنا.من جانبه قال مدير منطقة الفروانية التعليمية جاسم بو حمد إن «الوزيرالعيسى بمنزلة والدي، وأقولها بأمانة يشهد الله عليها أن الرجل يعمل بكل طاقته لإزاحة العقبات والمشاكل التي تواجهنا في عملنا» مؤكداً أنه من الوزراء الذين يستمعون جيداً وبكل أريحية للصوت الآخر ومن ثم يقوم بإعطاء التعليمات لإنهاء المشكلة.وأضاف بو حمد «خلال فترة عملي مع الوزير العيسى مديراً لمكتبه كنت أراه دائماً ما يوصي بتسهيل معاملات الناس وتيسير شؤونهم ويحاول قدر المستطاع مساعدة المراجعين ولكن دون كسر النظم واللوائح» مؤكداً أنه يمنح من يعمل معه كامل الصلاحيات في الإدارة دون تدخل أو تسلط قد يضر العمل التربوي.وبين مدير الشؤون التعليمية في منطقة الأحمدي التعليمية عادل الراشد أن «الرجل متجاوب جداً معنا ومن أكبر الداعمين لنا في اتخاذ القرارات الفنية والإدارية، ولم يفرض رأيه أبداً في أي توجه، والزيارات التفقدية التي يقوم بها إلى المدارس أعطتنا دافعاً أكبر للاهتمام والاستعداد للعام الدراسي بشكل أفضل».وأشار إلى أن الوزير متفاعل جداً مع قضايا الميدان التربوي وتوفير احتياجاته وتذليل جميع المشكلات التي تواجهه ومنها مشكلة مدارس صباح الأحمد حيث زار الوزير العيسى هذه المدارس والتقى أولياء الامور في ثانوية طلحة ووعدهم بمخاطبة مجلس الخدمة المدنية لإقرار البدلات لجميع العاملين في مدارس المنطقة مبيناً أن زيارته أعطتنا دافعاً كبيراً لمواصلة العمل بعد أن أزاح تلك المعوقات عن طريقنا.تسكين الشواغروأوضح مدير إدارة الموارد البشرية سعود الجويسر لـ «الراي» أنه منذ تولي الوزير العيسى حقيبة الوزارة سكنت نحو 85 في المئة من الوظائف الشاغرة في عهده وعمت حالة من الاستقرار والهدوء في جميع القطاعات مؤكداً أن الرجل متعاون إلى أبعد الحدود ودائماً ما يقدم الدعم في كل معضلة تواجهنا في عملنا الإداري.وبين أن الوزير العيسى عمل على إنهاء مشكلة أعضاء الهيئة التعليمية المترقين إلى مراقبي المراحل التعليمية، بعد أن أوصت الفتوى والتشريع بخصم ما يقدر بـ 400 دينار من رواتبهم، مؤكداً أن الوزير رفض هذا الوضع وعمل على تصحيحه بالتنسيق مع الجهات المعنية إضافة إلى مخاطبة مجلس الوزراء لرفع الحظر عن الدرجات الوظيفية الخاصة بالوزارة.وقال الجويسر إنه «بكل أمانة وصراحة منذ تولي الوزير العيسى قيادة التربية انتهت جميع الصراعات التي كانت تعيشها الوزارة خلال الفترة السابقة وحل محلها التواصل مع القيادات والانسجام الكبير بين المسؤولين في مختلف قطاعاتهم واختصاصاتهم» واصفاً أداء الوزير بـ «الممتاز» الذي قضى على كثير من السلبيات الموجودة في السابق.بدورها ثمنت مديرة إدارة المناهج إبتسام الحاي أداء الوزير العيسى وجهوده خلال الفترة السابقة وتقديمه الدعم الكامل لقطاع المناهج في مواصلة خطة تطوير المناهج الدراسية حيث لم ينسف جهودنا وإنما قام بتوفير الأرض الخصبة لها لكي تسير دون معوقات مبينة أن «وزيراً يقف على برادات الماء بنفسه خلال عطلة العيد هو رجل يستحق كل الثناء والتقدير وبيّض الله وجهه».ووصفت الحاي العيسى بأنه المحور الرئيسي في عملية الاستعداد للعام الدراسي حيث أعطت زياراته التفقدية اليومية للمدارس دافعاً لدى المسؤولين في تجهيز مدارسهم ومتابعة النواقص بشكل أفضل مؤكدة في الوقت نفسه دوره الكبير في الإسراع بتحريك عجلة الوظائف الإشرافية وانتشال الوزارة من حالة الجمود التي كانت تظللها خلال الفترة السابقة من خلال تسكين مئات الوظائف الشاغرة وإعادة الروح من جديد لقطاعات كانت شبه ميتة.وقالت إنها تختلف مع الوزير في نقطة واحدة وهي تصريحاته بتنقيح المناهج الدراسية من العنف والطائفية، حيث ان المناهج وخاصة التربية الإسلامية واللغة العربية لم تتضمن يوماً ما يدعو إلى العنف أو الطائفية بل كلها قيم إسلامية أصيلة ودروس في التسامح وحب الآخر ونبذ الغلو والتطرف.وأشارت إلى أنها لم تلتق الوزير بشكل مباشر إلا مرة واحدة ضمن وفد تربوي ترأسه الوزير إلى الرياض للمشاركة في اجتماع وزراء التربية لدول مجلس التعاون الخليجي فكان الرجل في قمة الأخلاق والرقي والتواضع معنا جميعا ومنحنا كامل الحق في التعبير والمشاركة مؤكدة أن ما يميز الوزير العيسى في تعامله مع الجميع هو أنه بعيد عن التكبر في تعامله مع احد وهذا من أهم صفات القيادي الناجح.دعم التوجيه الفنيوإلى التوجيه الفني أشارت الموجهة العامة للاقتصاد المنزلي أماني الصالح إلى أن الوزير العيسى كان الداعم الأكبر لجهاز التوجيه الفني حيث سخّر كل الإمكانات المتاحة لتسهيل عملنا بعد ان حاول البعض تفكيك الجهاز من خلال إعداد التوصيات والتقارير بعدم جدوى الجهاز وضرورة تفكيكه وإلغائه من الهيكل التنظيمي للوزارة.وقالت الصالح «الحمدلله على نعمة الهدوء والاستقرار ومواصلة العمل في أجواء ملائمة تخلو من التوتر وعدم الاستقرار» مؤكدة أنه في حقبة معينة من تاريخ الوزارة كان العمل يتم في أجواء من الجحيم والقلق حتى انتهت تلك الفترة بفراغ إداري ومحاكم وصراعات لا يزال أثرها النفسي ماثلاً حتى هذه اللحظة.وإلى الميدان التربوي قال المعلم خالد الشمري في مدرسة علي السالم المتوسطة بنين «انني كمعلم ومتابع للشأن التربوي جيداً أرى أن فترة الوزير العيسى فترة هدوء واستقرار كبرى لم تنعم بها الوزارة خلال العهود السابقة وهذا الأمر مهم جداً للعمل التربوي والخطط الفنية التي عادة ما تنفذ على مراحل تدريجية» مبيناً أن المشاريع التربوية تتطلب أرضاً خصبة لكي تنمو بذورها وتترعرع دون ضغوط سياسية أو مشاحنات.وذكر الشمري «لا انسى موقف الوزير العيسى وزيارته الشهيرة لمنطقة الجهراء التعليمية على إثرازدحام المراجعين وتنصل معظم المسؤولين من أعمالهم خلال العام الدراسي الفائت فقط كنت في المنطقة ورأيت بعيني إهمال مراجعات الناس من كبار السن وصغارهم فيما ذهلنا لدخول الوزير فجأة وسؤاله عن أسباب تلك الفوضى وإعطاء تعليماته العاجلة بضرورة إنهاء ذلك المشهد وهو ما تم في غضون 5 أيام حيث المكاتب المغلقة فتحت والمسؤول المتغيب باشر عمله وهذا ما يتمناه الناس وجود وزير قوي يتابع شؤون وزارته» واصفاً إياه بأنه «الناطق بعفوية في جميع الشؤون والقريب من أهل الميدان في كل توجه وليس لديه ما يخفيه».وأوضحت المعلمة حصة العنزي أن للوزير العيسى الفضل بعد الله سبحانه بإلغاء فصول الصفيح «الكيربي» من المدارس وإنشاء بدلاً منها فصول اسمنتية تعيد إلى المدارس هيبتها وإطلالة وجهها الجميل بعد ان تشوه بتلك المناظر لسنوات خلت مؤكدة أن رؤية تلك الفصول كانت تبعث على التشاؤم وخيبة الأمل في بلد الخير الكويت.وبينت العنزي دور الوزير العيسى في إعادة الروح للمدارس وانتشالها من حالة السبات والخمول إلى النشاط والإبداع عبر مختلف الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية ودعم جميع المواهب الطلابية ورعايتها إضافة إلى تقديم الدعم إلى الحركات الكشفية والزهرات والمرشدات مبينة في الوقت نفسه سعي الوزير إلى تعزيز الصندوق المالي للمدارس رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.بدورهم أكد عدد من اولياء الأمور لـ «الراي» أن للوزير العيسى كل الفضل في القضاء على تجاوزات المدارس الخاصة ووضع حد للزيادات المستمرة في رسومها الدراسية من خلال تنظيم العملية بقانون وعرضه على اللجنة التعليمية في مجلس الأمة مثمنين دوره أيضاً في تطبيق العقوبات على بعض المدارس الخاصة المخالفة والذي شكل عامل ردع لدى بقية المدارس ما انعكس إيجاباً على مسيرة التعليم في القطاع الخاص.
محليات
قياديوها تحدثوا عن إنجازاته بتسكين مئات الوظائف الشاغرة وإنهاء الصراع بين القطاعات
«التربية» تتغنى بوزيرها: «ابقَ معي إذا سألتك الرحيلا» !
08:39 ص