الجريمة في فلوريدا وصداها المفجع في لبنان، الضحيتان زوجة وابنها، أما القاتل فالزوج - الوالد الذي أقدم «بدم بارد» على تصفيتهما بالرصاص قبل ان يتوّجه إلى مكتب محاميه للشؤون العقارية ويطلق النار عليه (توفّي لاحقاً في المستشفى)، ثم «يستدعي» الموت على يد الشرطة التي استدرجها لتوّجه إليه نيرانها كتعويض عن «انتحار» فأودع المستشفى وهو في حال حرجة.هذه «المصيبة» تردّد «دويّها» بقوة في منطقة «الميناء» بطرابلس التي يتحدّر منها القاتل فاضل جباضو (56 عاماً) وزوجته باسمة الصيادي (43 عاماً) التي لم تصدّق عائلتها أنها خسرت ابنتها وابنها أحمد (صيدلي 26 عاماً) اللذين تولى فاضل قتْلهما.رمزي الصيادي، الذي هزّه خبر مقتل شقيقته باسمة ونجلها أحمد، عاد بالذاكرة عبر «الراي» 27 عاماً مضت على زواج شقيقته باسمة من فاضل، وهاجرت للإقامة معه في الولايات المتحدة حيث يعمل لحسابه الخاص في بيع المثلجات، فهي ربّة المنزل المتفانية في الاعتناء بعائلتها ولا سيما «ابنتها الصغرى التي تعاني أمراضاً مزمنة»، الأمر الذي منعها من القدوم إلى لبنان منذ ما يزيد على 10 أعوام.وعمّا إذا كانت هناك مشكلات عائلية أفضت إلى تلك المآسي، كشف الشقيق المفجوع أن «الزوجين كانا توصلا إلى الطلاق فعيّن كل منهما محامياً لإجراء المقتضى القانوني»، عازياً ما آلت إليه العلاقة بينهما إلى أن «معاملة فاضل في البيت لطالما كانت عنيفة، فهو كثيراً ما يملأ البيت صراخاً، وبذلت أختي على مدى 27 عاماً جهداً كبيراً للحفاظ على بيتها وعائلتها، إلا أن الأمور وصلت في نهاية الأمر إلى حد لم يعد معه سلوك فاضل مقبولاً».ويضيف: «لم نتوقّع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة، لكننا كنا (على أعصابنا) من اقتراب لحظة الطلاق، ولا سيما أن الزوج رفض أخيراً إعالة عائلته، وبات الاتكال على أحمد النجل الأكبر الذي أقنعه فاضل بالاقتراض لشراء منزل فوقع في عجز مالي فقرر الابن بيع المنزل»، ويردف: «أما دافع فاضل لارتكاب الجريمة، فلا نعرفه».المغدوران باسمة ونجلها أحمد سيواريان الثرى في الولايات المتحدة، أما المحامي ـ الذي كان الجاني طلب منه تولي ملف الطلاق ورفضه لعدم الملاءمة ـ فقد توفي متأثراً بجراحه.القاتل الذي أطلقت الشرطة الأميركية النار عليه بعد أن تقدم باتجاهها شاهراً مسدسه لم يمت وما زال في المستشفى.