أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان أن السعودية ستدعم الرئيس الذي يتّفق عليه اللبنانيون «ويهمّنا مصلحة لبنان العربي القوي المستقلّ بعيداً عن التجاذبات والمحاور في المنطقة»، كاشفاً ان زيارته لبيروت هي في سياق تأكيد «ان لبنان يعني الكثير للمملكة العربية السعودية، والعلاقات التاريخية بين البلدين لا يمكن ان تؤثر عليها أي أزمات طارئة، ونحن نعمل على استراتيجيات كاملة في ما خص لبنان والدول العربية».وجاء كلام السبهان في حديث الى قناة «العربية - الحدَث» أطلّ فيه على ملابسات المحادثات التي يجريها في بيروت منذ مساء الخميس والتي يواكبها بصمت كامل، علماً ان لقاءاته تشمل كل القوى السياسية والحزبية الوازنة باستثناء «حزب الله» وهو ما فسّره الوزير السعودي بـ «اننا نلتقي فقط مع الأحزاب التي ليس لها تصنيفات إرهابية».وغداة اجتماعه بكل من رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ومن ثم الرئيس أمين الجميل في بكفيا ثم الرئيس ميشال سليمان، استكمل السبهان امس لقاءاته مع كل من الرئيس سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشخصيات أخرى، علماً ان برنامج اجتماعاته التي يفترض ان ينهيها اليوم يشمل أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والوزير بطرس حرب ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وفي ختام يومه سيقيم الرئيس الحريري على شرفه مأدبة عشاء يحضرها عدد كبير من الشخصيات.وكان السبهان أبلغ الى «الحدَث» ان «لبنان يعني الكثير للسعودية ونسعى مع الإخوة اللبنانيين الى تطوير العلاقات والعمل المشترك الدائم في ظل النظام العربي»، موضحاً انه سيلتقي بمختلف الفاعليات من قادة وأحزاب وسياسيين «بغرض بحث سبل العمل المشترك وتحسين ظروفه ومستقبل العلاقات».وحين سئل عن توقيت زيارته قبل 72 ساعة من جلسة الانتخاب الرئيسية التي يفترض ان تفي الى انتخاب مَن كان خصماً سياسياً للمملكة، قال: «السعودية لا تتدخل في اختيار الشخصيات السياسية وترفض التدخل في ما هو من اختصاص الدول وفي امورها الداخلية. ولا نتدخل ابداً في اختيار رئيس، وكل ما يتفق عليه اللبنانيون ندعمه. فهمّنا مصلحة لبنان العربي (...) ونحاول ان نكسر ما يعانيه كثير من اللبنانيين، علماً اننا ننظر الى الشعب اللبناني على انه واحد بلا اي تفريق على اساس الطائفة او الدين، ونعمل مع الجميع لتذليل كل المصاعب أمام اللبنانيين».وحين قيل له: اي ان لا مانع من انتخاب عون والعلاقة مع المؤسسات الرسمية في لبنان لن تتغير اذا كان رئيساً؟ اجاب: «نحن نتعامل مع الدولة اللبنانية ممثَّلة بجميع الفئات»، مشيراً إلى «أن السعودية ستتعامل مع من يعمل لمصلحة لبنان واللبنانيين»، ومؤكداً«أننا مقبلون حالياً على تطوير العمل السياسي مع لبنان وإعادة الحيوية للعلاقات السعودية - اللبنانية القديمة جداً. وقد يحدث اختلاف في وجهات النظر ولكن هذا لا يعني أنه ابتعاد».