أشار تعميم داخلي في شركة نفط الكويت إلى أن التراجعات الحادة في أسعار النفط أدت لانخفاض كبير في الإيرادات، مما كان له الأثر السلبي على أداء شركات النفط الوطنية والعالمية.ولفت التعميم الذي حصلت «الراي» على نسخة منه، إلى أن هذه التحديات استدعت تنفيذ عدد من الإجراءات الفورية لخفض التكاليف ورفع كفاءة العمليات التشغيلية في الشركة، موضحاً «تطلب هذا الأمر وضع مقاييس أكثر صرامة للتحكم بعمليات إدارة المشاريع الرأسمالية وادخال آليات جديدة تساهم في تحسين تكلفة الإنتاج والأداء التشغيلي».وأضاف «على مدى سنوات سعت نفط الكويت لتصبح إحدى أسرع شركات النفط والغاز الوطنية نمواً في المنطقة، وهو ما تجلى في الزيادة المطردة لأصول الشركة، حيث ارتفعت الميزانية الرأسمالية بنحو 5 أضعاف من السنة المالية 2006 /2007 وحتى هذا العام، ويظهر هذا النمو الضخم في الإنفاق الرأسمالي التزامنا الراسخ بتحقيق الأهداف الاستراتيجية لشركة نفط الكويت، وكذلك أهداف الإنتاج المرتبطة بها».وأشاد التعميم بإسهامات العاملين والمقاولين الفعالة، والتي أدت إلى تحقيق هذا النمو الفائق في الأصول الرأسمالية، في ظل التدني الحاد لسعر برميل النفط.وأوضح التعميم أنه بهدف التأكد من أن البرامج الاستراتيجية تدار بمعايير الجودة العالمية، وأنها قادرة على التعامل مع مختلف المخاطر مع الحفاظ على جدواها الاقتصادية، فإنه يجري ادخال بعض العناصر ذات العلاقة بالمخاطر في عملية التقييم الاقتصادي للبرامج والمشاريع، وذلك من خلال اعتماد مؤشر «العائد على رأس المال المعدل بالمخاطر» المالي (RAROC)، والذي يُعتبر نسخة معدلة من مؤشر العائد على الاستثمار (ROI) المالي.وقال التعميم «في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم والتي تشهد زيادة في المخاطر وحالات عدم اليقين، فإننا نرى أن اعتماد مؤشر (RAROC) سيؤدي إلى تعزيز الفوائد التي نكتسبها من الاستثمارات الرأسمالية، فضلاً عن أنه سيساعدنا على اتخاذ القرارات التشغيلية والمالية بشكل أفضل من خلال تعزيز قدراتنا في إدارة المخاطر»، معتبراً ان هذا المؤشر عنصر أساسي في إجراءات التقييم الاقتصادي لكافة برامج نفط الكويت الاستراتيجية مستقبلاً، ما سينتج عنه تنبؤات ربحية أكثر دقةً.وأوضح التعميم أنه تم تعديل عمليات الرقابة على المشاريع والبرامج الرأسمالية لتصبح أكثر صرامة من أي وقت مضى، وذلك لتمكين المشاريع والبرامج الرأسمالية من مواجهة التحديات المحيطة بها، وضمان مواءمة هذه المشاريع مع الأهداف الاستراتيجية وتنفيذها وفق الخطط المحددة لها.وشدّد على التدقيق بعناية أكبر في أي ارتفاعات ملحوظة في تقديرات تكاليف المشاريع الرأسمالية، وعلى كافة المديريات أن تواصل الاهتمام الخاص لتقديرات تكاليف المشاريع الرأسمالية بدءاً من المراحل الأولى للمشروع، مشيراً إلى أنه تم إطلاق منظومة تجهيز وإعداد الآبار للحفر (Well Delivery-PGS)، وذلك للتأكد من أن المتطلبات والقدرات السطحية والمكمنية تتسق بشكل جيد، من أجل تحقيق الأهداف التشغيلية بكفاءة وفعالية.وقال التعميم «سعياً من الادارة التنفيذية إلى التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية الأخرى في إنجاح مبادرات خفض التكاليف، فلابدّ لنا من التقيد بضوابط إدارة البرامج الرأسمالية، باعتبارها عاملاً أساسياً في إطار خفض التكاليف ومواجهة التحديات الراهنة».وأكد التعميم أنه ينبغي على كافة المديريات والمجموعات أن تكرس كل منها الوقت اللازم والموارد المطلوبة للتأكد من دقة إجراءات التخطيط والتصميم الهندسي الأولية للمشاريع، فضلاً عن وضع تعريفات واضحة ودقيقة لكافة عناصر البرامج، وذلك لضمان وجود تعريف واضح وصحيح لكافة المشاريع التابعة لكل برنامج، وذلك في المراحل الأولية للتخطيط.