السينمائيون الناشئون يعرضون تجاربهم الفتية على شاشة مهرجان «الشارقة السينمائي الدولي للطفل»!فقد حرص مسؤولو المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة «فن»، وترعاه قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على تعزيز وعي الأطفال والناشئة بالسينما وإبداعاتها وأسرارها، ليس فقط بوصفهم جمهوراً متلقياً، بل كمبدعين محتملين وواعدين، بهدف تمكينهم من وضع بصماتهم على مستقبل السينما.وفي هذا الإطار، اختار المهرجان للعرض ضمن فعاليات دورته الرابعة 25 فيلماً قصيراً لمبدعين واعدين، ضمن فئتين، إحداهما أفلام من صنع الطلبة التابعين لمؤسسة «فن» المنظمة للمهرجان، وتضم 15 شريطاً، والأخرى أفلام من صنع طلاب الجامعة، وتشمل 10 أفلام، وتأتي هذه الخطوات تحقيقاً لأحد أهداف المهرجان، وهو دعم المبادرات الإبداعية للأطفال والشباب، وتمكينهم من التعبير عن أفكارهم وطموحاتهم عن طريق السينما، كي يرووا قصصهم على الشاشة الفضية.وشكلت الأفلام التي تندرج في فئة «من صنع طلبة فن» حصيلة مجموعة كبيرة من ورش العمل والدورات التعليمية التي نفذتها مؤسسة فن، خلال العام الحالي، وشارك فيها جمع من طلبة المؤسسة، في حين تقدم فئة «أفلام من صنع الطلبة» تجارب سينمائية جديدة تعكس رؤى طلبة الجامعات ونظرتهم الآنية والمستقبلية إلى الفن السابع.وفي تعليقها على هذه المبادرة، قالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة «فن»، ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: «إن طلبة مؤسسة فن، وكذلك طلبة الجامعات، أثبتوا مجدداً قدرتهم على تقديم أعمال سينمائية واعدة تتمتع بمستوى جيّد، وتحمل مشاهدها قصصاً جميلة، مستوحاة من الواقع والبيئة المحيطة بهم».وتابعت: «نفخر بأن يكون مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل هو المنصة الأولى التي تعرض مجموعة الأفلام هذه»، مردفة «أن ذلك يؤكد قدرة المهرجان على إثبات نفسه، وتحوله إلى أكاديمية قادرة على تخريج صنّاع الأفلام الجدد، لرفد الساحة السينمائية المحلية والعربية بكفاءات متميزة».وضمت فئة «من صنع طلبة فن» 15 فيلماً قصيراً تميزت بإظهار قدرات ورؤى الطلبة المشاركين في صنعها، وتراوحت هذه الأفلام بين الصامتة والمتحركة، إلى جانب الأفلام الحية التي تسعى إلى تقديم رسائل توعوية لا تنقصها العناصر الجمالية إلى جمهور المهرجان، مثل فيلم «مرض السكري»، من إخراج مجموعة من طلبة «فن» الذين تخرجوا في ورشة عمل الرسوم المتحركة الثنائية الأبعاد، ويهدف الفيلم إلى رفع الوعي بهذا المرض، وتوضيح أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه، في حين يقدم فيلم «المهرجان» قصة ثلاثة من صناع الأفلام خلال مشاركتهم بفيلم في أحد المهرجانات السينمائية، يتنافسون على إحدى جوائزه. أما فيلم «الصديق الخيالي»، فيوجه فيه مجموعة من طلبة «فن» الذين تخرجوا في ورشة عمل إيقاف الحركة (ستوب موشن) تحية إلى عصر السينما الصامتة، بينما يحض صناع فيلم «شرف المهنة» على ضرورة احترام المهن والعاملين فيها باستخدام الكلمة الطيبة. وهناك أفلام أخرى تضمها هذه الفئة، مثل «عرض سحري»، و«كان يا ما كان»، و«كوكبنا»، و«حلم الفضاء»، وهي تتباين في رؤاها وتقنياتها.في السياق نفسه، تكشف الأفلام المشاركة في فئة «من صنع الطلبة» عن تجارب سينمائية جديدة، تحمل لمسات وطموحات طلبة الجامعات، حيث تضم هذه الفئة 10 أعمال، تشترك جميعها في امتلاكها لغة سينمائية فتية، تعكس طبيعة تفكير ورؤى صناعها من طلبة الجامعات للواقع والبيئة التي يعيشون فيها، وهي الرؤى التي يجدون في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل المنصة الأمثل للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم السينمائية، من خلاله.ومن بين هذه الأفلام، يأتي «طريق» للمخرج جوستين موجا، وهو فيلم صامت يروي محاولات فتاة تائهة اللحاق بالقطار الذي سيخلصها من غرابة المكان الذي تعيش فيه. في المقابل، نلمس محاولات المخرجة ميثاء الرميثي رصد تاريخ البرقع وأهميته في حياة المرأة الإماراتية عبر فيلمها التوثيقي «البرقع» الذي يبحر بالمشاهد على مدار 11 دقيقة في عالم العادات والتقاليد الإماراتية.ويتناول فيلم «استهلاك الطاقة» محاولات مجموعة من الطلبة التوصل إلى طريقة للحد من استهلاك الطاقة داخل الحرم الجامعي. أما فيلم «قارئة الفنجان» للمخرجة السعودية خالدة باطويل، فيكشف عن أن الحب والاهتمام هما القادران على الشفاء من الأمراض، في حين يطلعنا فيلم «مخاوف» من إخراج الأوكرانية ناتا ميتليك على قصة رجل لا يعرف الخوف، ولكن حاله تتغيّر بزيارته إلى مدينة يحمل سكانها الخوف معهم أينما ذهبوا، فيما تشكل المشاعر والألم أساس فكرة فيلم «مشاعر مكتومة» الذي يعد المحاولة الأولى لمجموعة الطالبات نجود وشروق وفدوى ونورة من كلية الشارقة للطالبات.ويأتي فيلم «هلوسة» للطالبتين لمياء وميثاء أحمد ليقدم - على مدى 6 دقائق - قصة مراهق يقضي بمفرده ليلة واحدة داخل منزله، ويمر خلالها ببعض الحوادث الغريبة، بينما يقدم فيلم «أنا أبتسم» للطالب بيشوي ماهر قصة طفل يعيش في قرية بائسة يتعرض للعديد من المشكلات والأزمات، الأمر الذي يجبره هو وأخاه على العمل في سن مبكرة.