في الوقت الذي اعتبر فيه الاتفاقية الأمنية الخليجية استحقاقاً تاريخياً، تفرضه التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، شدد نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، على ضرورة وأهمية ان يقوم مجلس الامة المقبل بتبني اقرارها، قائلاً «طالما ان التحديات والظروف الامنية الصعبة التي تحيط بنا كانت أحد اسباب حل مجلس الأمة، فمن باب اولى ان تكون تلك الاسباب مدعاة للتفكير الجدي، من قبل اعضاء المجلس القادم لإقرار الاتفاقية».وقال الجارالله في تصريح صحافي على هامش افتتاحه ورشة العمل الذي ينضم إليها الفريق المعني بتعزيز دور وجهود دولة الكويت في مجال حقوق الانسان، ردا على سؤال يتعلق بوجود توجه لاحالة الاتفاقية الامنية إلى مجلس الوزراء، تمهيدا لرفعها إلى سمو الامير لإقرارها بمرسوم ضرورة، بالقول «لن ادخل بهذه التفاصيل، ولكن كل ما ادركه الآن أن هذا الموضوع سيكون من ضمن المواضيع التي ستطرح في المجلس القادم»، مضيفا «ثقتنا كبيرة بالأعضاء القادمين، والكرة الآن عند مجلس الامة».وحول العمل الانساني، اكد الجارالله ان جهود الكويت في مجال العمل الانساني لم تتوقف ولن تتوقف على الاطلاق، وانها على استعداد دائم ومتواصل للتنسيق والتعاون مع منظمات الامم المتحدة، سواء كان في العراق او سورية او في اليمن او اي مكان آخر، مضيفا «عندما نرى دور الكويت في المنحنى البياني نراه يتصاعد في هذا المجال».وكشف عن تسليم مبالغ المساهمات المالية التي التزمت بها الكويت إلى الجهات الاغاثية، والتي ستلبي من جهتها كل الاحتياجات الانسانية للمنكوبين والمتضررين في المنطقة، ولفت بانه سيتم توزيع تلك المساهمات على الاشقاء في العراق وسورية واليمن، مجددا تأكيده بان «دور الكويت الانساني الذي يأتي بتوجيهات عليا مستمرة من قبل سمو الامير والحكومة لن تتوقف».وعن تأثير الظروف المالية التي تتعرض لها الكويت حاليا نتيجة انخفاض اسعار النفط على المساعدات الخارجية، قال الجارالله «هذه الظروف تلقي بظلالها على العمل الانساني والجهود الانسانية ليس فقط في الكويت، وانما على العمل والجهد الانساني الذي يبذل على مستوى العالم ككل»، واكد ان «الكويت استطاعت بالرغم من كل تلك الظروف ان تلبي احتياجات انسانية كبيرة».وأضاف «الكويت تبرعت في المؤتمر الرابع للمانحين للشعب السوري بـ 300 مليون دولار، ومن بعدها اعلنت الكويت من واشنطن عن تقديم اكثر من 200 مليون دولار، منها 176 مليون دولار لأشقائنا في العراق، و100 مليون للقطاع الانساني يتولاها الصندوق الكويتي للتنمية، و46 مليونا عن طريق اللجنة الكويتية للاغاثة التي تتألف من جمعيات خيرية كويتية، بالاضافة إلى 30 مليونا من خلال منظمات الامم المتحدة الانسانية».واضاف «الكويت مع كل تلك التبرعات تقدمت ايضا بمساهمة مالية إلى الاشقاء في اليمن بقيمة 100 مليون دولار، وكل تلك التبرعات والالتزامات المالية جاءت في ظل انخفاض اسعار النفط، لان الجانب الانساني لن تتوانى عنه دولة الكويت، ولن يعيقها شيء على الاطلاق، لان الهاجس الانساني للكويت سيظل يحدد مسار ودور الكويت بهذا الجانب».وعن مساهمة الكويت في اعادة اعمار العراق، اكتفى الجارالله بالقول «عندما يتمكن الاشقاء في العراق من دحر الارهاب، كل العالم سيتحرك لإعادة اعماره».وبالعودة إلى اجواء المناسبة، اوضح الجارالله ان تنظيم ندوة «الاضطرابات النفسية ما بعد الصدمة في مجال العمل الانساني» تأتي ضمن «اهتمام الكويت بالعمل الانساني ودورها الرائد في هذا المجال، والذي ينظر العالم لنا من خلاله نظرة تقدير واحترام».واكد ان التكريم الاممي لسمو الامير ودولة الكويت، يضع على عاتقنا مسؤولية مضاعفة في ظل الظروف الدولية والسياسية والامنية المعقدة والمتصاعدة، والتي تتطلب تعزيز جهود المجتمع الدولي لتغطية الاحتياجات الانسانية بكافة ابعادها المادية والنفسية وتأهيل الكوادر البشرية للقيام بهذه المهمة النبيلة.ومن جهتها، قالت ممثلة مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية «اوتشا» في الكويت زينب قمبر، ان العمل الانساني اصبح في الآونة الاخيرة يتطلب الاهتمام بصورة كبيرة بسبب تزايد الازمات في العالم، مضيفة ان «العاملين في المجال الانساني اصبحوا يواجهون الضغوطات على الاصعدة النفسية والاجتماعية والمهنية، حيث تعد الاضطرابات النفسية ما بعد الصدمة هي ابرز هذه العرائق النفسية الناتجة عن تعرض العاملين في المجال الانساني لمناظر ومواقف لا يستطيع المنطق تفسيرها».واشارت الى ان الاحصائيات الاخيرة وجدت ان «47 في المئة من العاملين في المجال الانساني في الامم المتحدة، يعانون صعوبات في النوم، وحوالي 57 في المئة يعانون من اعراض الحزن والفراغ، بينما اشارت دراسة اخرى الى ان 80 في المئة من الموظفين المحليين في المجال الانساني يعانون من اعراض عدم الراحة والقلق المستمر»، لافتة إلى ان «الندوة تعد من بين الانشطة الهادفة التي يحرص المكتب على الاهتمام بها، خاصة وان التقدم في مجال العمل الانساني يبدأ بالصحة النفسية للعاملين فيه».
محليات
الجارالله رفض التعليق على إمكانية إقرارها بمرسوم ضرورة
«الخارجية»: «الاتفاقية الأمنية» استحقاق تفرضه تطورات المنطقة ... والكرة في ملعب مجلس الأمة المقبل
09:54 ص