بابتسامة ملكية بشوش، وبعبارات مفعمة بالثقة والتصميم على بلوغ الهدف، أعربت ملكة السويد الملكة سيلفيا عن رضاها عما حققته مؤسسة مينتور العربية المنبثقة عن مؤسسة مينتور العالمية التي تترأسها، في مجال رعاية الاطفال والمراهقين والعمل على وقايتهم من المخدرات، متطرقة إلى معاناة اللاجئين وواصفة رعاية الأطفال منهم بـ«التحدي الكبير».وفي لقاء مع «الراي» خصتها به الملكة، تحدثت عن مؤسسة مينتور العالمية وما بذلته من جهود في مجال رعاية الأطفال والمراهقين وما تطلع إليه المؤسسة من أهداف بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات الخاصة، حيث بينت أن «مؤسسة مينتور العالمية تأسست عام 1994 في السويد، وتوسعت فتم انشاء فروع لها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكولومبيا وبلجيكا والسويد وألمانيا وليتوانيا وامتدت ليكون لها تواجد في المنطقة العربية»، مشيدة بـ«مؤسسة مينتور العربية وما حققته حتى الآن منذ تأسيسها قبل عشر سنوات».الملكة سيلفيا، التي تتربع على عرش ثالث أكبر دولة أوروبية من حيث المساحة، وستحتفل في ديسمبر المقبل بعيد ميلادها الثالث والسبعين، أكدت انها «سعيدة بتواجدها في الكويت ورؤيتها للإنجازات التي حققتها مينتور العربية حتى الآن».ورداً على سؤال عما يميز مؤسسة مينتور عن غيرها من المؤسسات العاملة في مجال رعاية الأطفال والمراهقين أجابت بالقول «هناك العديد من المنظمات التي تعمل في هذا المجال لكنها ما زالت ليست كافية، فالتحديات في هذا المجال كبيرة، ونحن نعمل بجد وحققنا الكثير من المأمول وهذا أمر رائع».وفي شأن بدايات تأسيس مينتورالعربية، قالت «كنت في دبي منذ عشر سنوات وتبادلنا أطراف الحديث مع مسؤولين في وزارة الداخلية هناك، وأعربوا عن إعجابهم بما تقوم به مينتور الدولية وجهودها في مجال الوقاية من المخدرات وبدأنا في خطوات التأسيس»، مشيرة إلى ضرورة «تضافر جهود بين المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية».وذكرت أن «مينتور تحتاج إلى الموارد لأن ما تقوم به من مشروعات يتطلب الدعم، وهذا ما فعلناه في السويد حين أبدت عدة شركات هناك رغبتها في المساهمة في دعم المنظمة».وعلى الصعيد العاطفي إزاء المستفيدين من نشاط المؤسسة، ذكرت أنه «من الرائع ان ترى الأطفال وهم يتطلعون لمستقبلهم، خاصة أن الآباء ليس لديهم الوقت الكافي ولديهم صعوبات، والتحدي الكبير هو ان نجد القدوة الصالحة للصغار»، مدللة على ذلك بسؤالها أحد الأطفال ممن تهتم بهم مينتور «ماذا تود ان تكون في المستقبل؟ فأجاب أود ان أكون مصرفيا وعندما سألته عمن يتولى رعايته في مؤسسة مينتور أجاب بأنه مصرفي وهنا تتجلى أهمية العلاقة بين الأطفال والأجيال الأكبر التي تتولى ارشادهم وتقوم بدور المثل الصالح لهم».وتابعت: «هناك برنامج المرافقة في مينتور بالتعاون مع المؤسسات والشركات حيث يقوم منتسبوها بمساعدة أطفال مينتور بوقتهم من خلال عملهم وتخصصهم، فمن يود ان يكون فناناً سيكون مرافقه وقدوته من أهل الفن ومن يريد ان يكون طبيباً سيكون قدوته من العاملين في المجال الطبي وهكذا».وعما اذا كانت التبرعات لمينتور العربية كافية أم لا أجابت بالقول «مع كبر قضية الطفولة والأجيال الناشئة وتشعبها، بالتأكيد لا يمكن القول إنها كافية، فعلى سبيل المثال لدينا في السويد العديد من المدارس والبرامج التي تحتاج لتمويل دائم، وكذلك مينتور العربية لديها نفس الحاجة لأن البرامج مكلفة وتستمر لفترات طويلة».وتطرقت الملكة سيلفيا إلى اللاجئين الأطفال في السويد بالقول «لدينا تحد كبير حيث ان ثمة العديد من اللاجئين الأطفال من سورية وغيرها من الدول، والكثير منهم أتى للسويد من دون آبائهم وهم في موقف خطير فقد يكونون ضحايا للمخدرات أو الإتجار بهم ولذلك نحاول مساعدتهم، فنحن نحتاج لموارد لمساعدتهم وتعليمهم وتوفير معلمين ومرشدين لهم، ولدينا مشاريع للوقاية من المخدرات ومشاريع أخرى للمساعدة في اختيار الوظائف».

اللغة العربية

سألت «الراي» الملكة سيلفيا التي تتحدث ست لغات عما اذا كانت تتحدث العربية، فأجابت بأنها لم تتعلم العربية ثم أعربت عن عزمها تعلمها إذ قالت مبتسمة «إن شاء الله... أنا بحاجة إلى تعلم لغة الأطفال والأجيال الناشئة فهم لديهم لغة خاصة بهم».