هناك عوامل عدة تحدد «المكونات الغذائية الموصى بها» المناسبة لكل مرحلة من مراحل عمر الإنسان. فعلى سبيل المثال، تختلف احتياجات الإنسان الغذائية بينما ينتقل من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة تناول الطعام الصلب ومنها إلى مرحلة الطفولة المتأخرة فالمراهقة فالشباب، وصولا إلى سن الشيخوخة.و«المكونات الغذائية الموصى بها» هو مصطلح يقصد به الحد الأدنى للاحتياجات اليومية مضافاً إليها «عامل أمان» يقدر بنحو 30 إلى 50 في المئة من الحد الأدنى للاحتياجات اليومية التي تغطي احتياجات معظم الأفراد في عمر معين وفي مرحلة فسيولوجية محددة، وهي الاحتياجات التي يجب أن يحصل كل فرد عليها يومياً كي يحافظ على صحته العامة.وهناك اعتبارات رئيسية تحدد احتياجاتك من الغذاء، ومن بين تلك الاعتبارات ما يلي:• عمرك وجنسك وبنيتك البدنية: وكل اعتبار منها له متطلباته واحتياجاته المختلفة التي ينبغي تلبيتها.• مرحلة النمو: لكل مرحلة من مراحل النمو متطلبات، ومرحلتا المراهقة وما بعد البلوغ تزداد فيهما الاحتياجات الغذائية نظراً لزيادة نشاط جميع أجهزة الجسم.• التداخلات بين الأغذية والأدوية: هناك تأثيرات متبادلة بين الغذاء والعقاقير الدوائية. فعلى سبيل المثال، يحتاج الإنسان إلى زيادة ما يتناوله من فيتامين B المركب والبكتيريا النافعة (مثل الزبادي) أثناء فترة تعاطيه أدوية المضادات الحيوية.• مستوى نشاطك الجسماني: إذ كلما زاد نشاطك البدني ازدادت احتياجاتك للطاقة والفيتامينات.• الحمل والإرضاع: حيث اتضح أن مستوى فيتامينات معينة (وأهمها A وB وC وبروتينات الدم) تقل عند النساء الحوامل، لذا ينبغي على المرأة الحامل الإكثار من تناول الأغذية المحتوية على هذه العناصر الغذائية.التوازن الغذائييُنصح في كل الأحوال بالتوازن الغذائي، ويكون ذلك من خلال اتباع تسلسل الهرم الغذائي للتغذية الصحية عند تكوين الوجبات اليومية حسب الفئة العمرية، مع مراعاة توازن العناصر والفيتامينات المغذية اللازمة.ففي مرحلة الطفولة على سبيل المثال، ينبغي الحرص على أن يشتمل غذاء الطفل على مكونات عالية نسبيامن الألياف والكالسيوم من أجل ضمان نمو سليم، ومن أجل صحة الجهاز الهضمي أيضاً. وتعتبر الفواكه والخضراوات بأنواعها مصادر جيدة للألياف والبوتاسيوم والفيتامينات، خصوصا فيتامينات B2 و B6 و C.وفي مرحلتي المراهقة وما بعد البلوغ والشباب عموما، يكون الجسم في حاجة أكثر إلى البروتينات من أجل بناء العضلات. كما يزداد احتياج الجسم إلى مزيد من النشويات (الكربوهيدرات) كمصدر للطاقة، خصوصاً تلك التي تأتي من الحبوب الكاملة، إلى جانب المغذيات الأخرى الغنية بالفيتامينات والمعادن المهمة لنمو عقلي عضلي سليم.أما مرحلة الشيخوخة فلها احتياجات خاصة ومتعددة بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها كبار السن عادة، كمشاكل الجهاز الهضمي والعظام، ولذلك يكون من المفيد لمن هم في مرحلة الشيخوخة أن يحرصوا على تناول الألياف الغذائية التي توجد في الخضراوات والحبوب الكاملة، كما أنه من المناسب لهم تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين «D» اللذين يوجدان في الألبان ومشتقاتها. كما تظهر بعض المشاكل الصحية المتعلقة بجنس كبار السن، كأمراض البروستاتا عند الذكور، وهؤلاء يزداد احتياجهم إلى تناول مأكولات بحرية لاحتوائها عنصري الزنك والبوتاسيوم.وفي ما يتعلق بالنساء الحوامل، فمن الأفضل لهن التركيز أكثر على تناول قدر كاف من الأغذية الغنية بالبروتين اللازم لنمو الجنين، مثل الدواجن والأسماك مع تناول اللحوم الحمراء باعتدال، إلى جانب الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين «D» والألياف.