هذا العنوان هو لكتاب ألفته روائية أميركية تسمى شيري جونز وهو يسيء إلى الإسلام إساءة بالغة ويتعرض للسيدة عائشة (رضي الله عنها) زوج النبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)، فهو يقدم تفسيراً خاطئاً للوقائع التاريخية التي صاحبت هذا الزواج ويشينه. ورغم أن الكثير من دول العالم ومؤسساتها الاسلامية أدانت هذا العمل وهددت الناشر البريطاني بالاغتيال، وهاجمت جماعة من المسلمين الشبان في بريطانيا منزل الناشر بقنابل حارقة، مما ادى هذا الوضع الى تراجعه من طباعة الكتاب ونشره. وهذا الأمر «النشر» نعتبره في بلادنا حقيقة قاسية من أعمال «الظواهر السلبية» التي لا يمكننا أن نتغاضى عنها بأي حال من الأحوال، ولكنه حدث في المجتمع البريطاني الذي ليس في معتقده أن نشر مثل هذا الكتاب يقع في محظور دولة الانكليز.
/>وبما ان الوضع على هذه الصورة من التعقيد التي أوقفت لجنة الظواهر السلبية في الكويت من ان تتخذ اجراء عملياً ليس من الحق لها في شيء باتباعه، ولكن الأمر العام ليس ملجماً ألسنة أصحاب لجنة الظواهر السلبية في أن تدين هذا العمل الاجرامي في حق الاسلام والمسلمين، فالصمت وسكون القبور وهدوء الموتى قد ران على هذه الألسنة التي لا تعتق أحدا الا ونالته بالتشهير والاساءة والتكفير اذا ما كان أمره يتعارض مع أمر هذه الجماعات، وها نحن نجدها اليوم ملتزمة السكون ولم تتلفظ بكلمة واحدة حتى بالهمس تدين هذا العمل الاجرامي الذي غرز سكيناً عميقة في قلب المسلمين كافة، لأنه تعرض الى احدى أمهات المسلمين اللاتي كان الرسول الكريم يحبها حباً جماً الى الدرجة التي جعلت سودة بنت زمعة إحدى زوجات النبي أن تتنازل عن ليلتها الى عائشة (رضي الله عنها) لقناعتها الكبيرة بالحب العظيم الذي يكنه الرسول لعائشة ابنة أبي بكر (رضي الله عنه) رفيق رسول الله في هجرته وصاحبه في الغار، حيث قال له «لا تحزن إن الله معنا».
/>نقول ان الصمت المريب ران على قلوب أصحاب لجنة الظواهر السلبية كما ران على قلوب وألسنة المنتمين الى التيارات المتأسلمة في البلاد، ولا نعلم ان كان أمر هذا الموضوع وصل الى أسماع هؤلاء المنتمين أم لم يصل، واذا كان ذلك كذلك فهل فات عليهم ايضاً قراءة ما نشرته الصحافة الغربية والعربية والاسلامية ما هو مفصلاً عبر صفحاتها عن هذه الاساءة المشينة في حق رسول الله وزوجه عائشة (رضي الله عنها) والطعن في الاسلام من هذه الزاوية.
/>وما قام به المسلمون في جميع أنحاء العالم من مظاهرات مدافعين عن الرسول الكريم محمد (صلوات الله وسلامه عليه) وزوجه عائشة أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق (رضوان الله عليه)، حتى اضطر صاحب شركة النشر البريطانية مارتن رانيا، وهو من أصل هولندي، في ان يتراجع عن طباعة الكتاب ونشره، ويقيم في مكان سري خوفاً على حياته من الاغتيال، وخشيته من أن يقضي بقية حياته مختبئاً في مكان سري في ظل حماية الشرطة، كما حصل لسلمان رشدي الهندي الأصل البريطاني الجنسية عندما نشر كتابه «آيات شيطانية» في نهاية ثمانينات القرن الماضي وبقي مختبئاً لمدة طويلة تحت حماية البوليس حتى هاجر الى الولايات المتحدة، وهذه الفزعة الدينية التي قام بها عدد من المسلمين الموجودين خارج ديارهم جعلت الكثير من الأوساط البريطانية تبدي أسفها الشديد للأجواء التي خلقها قرار نشر الكتاب، اضافة الى ان دور النشر الأميركية سبق وان تراجعت عن نشره في الولايات المتحدة حفاظاً على مشاعر المسلمين من ان تثار في حالة طباعته ونشره.
/>نرى من واقع ما حصل في هذا الموضوع محلياً والسكون المطبق من لجنة الظواهر السلبية وغيرها من لجان التيارات المتأسلمة التي تسعى دوماً الى حلب جيوب الناس وافراغها من نقودها مخترقة في ذلك حساباتهم في البنوك بدعوى نشر الاسلام في مختلف بقاع العالم. انها، اي هذه المؤسسات المتأسلمة دينياً التي ساهمت الدولة في تأسيسها وبنائها ودعمها، التزمت الصمت ولم تتفوه بكلمة واحدة ضد الإساءة البليغة التي نالت الاسلام على يد المدعي البريطاني مارتن رانيا، حتى ولو وقعت الاساءة في بلاد دار الحرب كما يسميها هؤلاء الدعاة وليس دار السلام، فالكلمة الواحدة لها صداها في بقاع الدنيا كلها، ألم يقل الملك جبرائيل لرسول الإنسانية في بادية نزوله عليه «اقرأ». فقط كلمة واحدة. فقال له الرسول الكريم «ما أقرأ». فالناس تريد كلمة واحدة فقط، لا تريد الصمت والسكوت والسكون.
/>يعقوب العوضي
/>كاتب كويتي
/>YMALAWADHI@hotmail.com
/>