ليست المرّة الأولى التي يواجه فيها لبنان مشكلة في الانترنت، نتيجة أعطال «بحرية»، إلا أنّ الإعلان عن «الأعطال الطارئة» أمس، أثار اهتماماً خاصاً، لأنه تَزامن مع تقارير، كشفتْ عن وجود سفينة التجسس الروسية «يانتار» قبالة شاطئ طرابلس (شمال لبنان) حيث حدّد أحد المواقع الغربية المتخصّصة في متابعة حركة السفن، وجودها منذ 10 الجاري فوق كابل بحري يصل الى قبرص.وجاء في البيان الذي أصدرته هيئة «أوجيرو» (تتولى إدارة قطاع الاتصالات في لبنان) أمس، أنه «منذ مساء الأربعاء في 12 الجاري، تتعرض نوعية خدمات الإنترنت المقدمة في بعض المناطق اللبنانية من هيئة أوجيرو والشركات الخاصة لتوزيع خدمات الإنترنت، آي إس بي إس، وشركتي الخليوي ألفا وتاتش، إلى انخفاض وإلى تقطّع وأعطال طفيفة، لكنها متكررة، وذلك بسبب الأعطال الطارئة التي حصلت بعد ظهر الأربعاء، على الكابل البحري ألكساندروس، العائد للمشغل القبرصي، سي واي تي أي، الذي يربط بوابة الإنترنت الدولية في قبرص ببوابات الإنترنت العالمية في مرسيليا في فرنسا».وبعدما أشار البيان الى «أن ألكسانرس هو جزء من نظام الاتصالات البحري الدولي في حوض المتوسط، تي إي إن، الذي يشغّله ويقوم بصيانته والإشراف عليه المشغل القبرصي، سي آي تي أي، بالتعاون والتنسيق مع المشغّل المصري، تيليكوم إيجيبت، وتملك عليه وزارة الاتصالات اللبنانية حق مرور واستعمال، وتمرّر عليه جزءاً من حجم حركة تخابر الإنترنت اللبناني (...)»، لفت الى أن «أوجيرو كانت تبلّغت ليل الأربعاء رسالة بالبريد الإلكتروني من مدير شبكات الاتصالات الدولية البحرية لدى سي آي تي أي، يعلمها أن أعطالاً مفاجئة ومتكررة تحدث منذ فترة لأخرى على ألكساندرس، ما يستدعي في شكل طارئ القيام بأعمال صيانة وأعمال تصليحات مستعجلة من البواخر المتخصصة لتصليح هذه الأعطال، وهذا سيستوجب توقّف العمل على هذا الكابل طوال فترة الأشغال الممتدة من 19-28 اكتوبر(الجاري)».وأكدت «أوجيرو» العمل على «تأمين مسارات دولية موازية على الكوابل البحرية وأنظمة الاتصالات الدولية الأخرى، بما يسمح باستمرار وضمانة خدمات الإنترنت في لبنان».ورغم ان ما أعلنته «اوجيرو»، أَخْرج تلقائياً الأعطال، ولو بطريقة غير مباشرة، من اي سياق «تجسّسي» او تخريبي، إلا ان صدى التقارير حول «يانتار» الروسية لم يخرج من المشهد في بيروت، التي تلقّت باهتمام، خبر وجود هذه السفينة، المزودة بغواصات صغيرة، ذاتية الدفع، قبالة شاطىء طرابلس.وحسب ما كشفه تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال» (إل بي سي آي) فإن موقع «هايسوتون، المتخصص بملاحقة ورصد حركة الغواصات والأساطيل البحرية، أفاد بأن، يانتار، موجودة منذ 10 الجاري، قبالة شواطىء طرابلس»، علماً ان بعض المواقع كان بثّ في 21 سبتمبر الماضي، مشاهد لسفينة التجسس الروسية، وهي تعبر مضيق البوسوفور في تركيا.ووفق «هايسوتون»، فإن «يانتار، قبل انتقالها الى قبالة شواطىء طرابلس، كانت ترابط فوق أحد كابلات الانترنت البحرية الواصلة الى قبرص، القريبة من تركيا، قبالة اللاذقية، ثم عبرت امام الشاطىء السوري، وصولاً الى قبالة شاطىء طرابلس، حيث تحدّد موقعها ايضاً فوق كابل بحري واصل الى قبرص».وأشار الموقع نفسه، الى ان «يانتار، كان يفترض ان تتوجّه من تركيا عبر قناة السويس الى سلطنة عُمان، إلا أنها أبطأت مسارها، وتوقفت بضعة أيام، في محيط الكابلات البحرية شرق المتوسط».وكان اسم «يانتار» برز قبل نحو عام، حين أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «الولايات المتحدة تابعت في سبتمبر 2015 عن كثب سفينة التجسس الروسية يانتار، المزودة بغواصات صغيرة ذاتية الدفع، التي أبحرت قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة في اتجاه كوبا، حيث يوجد كابل قرب قاعدة غوانتانامو البحرية البحرية الأميركية».