يتحاشى الكثير من الشعراء المفردات القديمة ويعتقد بأنها تقلل من جمال القصيدة، كالمشراف او المرقاب ويامل قلب وراكب اللي والبارحة وغيرها كونها مفردات قديمة لا تصلح في وقتنا الحاضر، مع ان المشراف موجود في كل زمان كمكان يلجأ اليه الشاعر وكأحساس يعبر عن الضيق ولا يشترط أن يرقاه الشاعر وأنما ذكره يعبر عن احساس الشاعر وهذ يكفي وتناسوا ان جمال القصيدة بحسن تركيب البيت، والمفردة يجملها موهبة الشاعر كهذا البيت:يقولون وش لك من ورى ذبة المشرافوانا اقول جعل اللي بلا القلب يبلاهملاطرف نهاري وانحت الشمس للمهيافيجيني عذب ما دروا به ولاجاهماعتقد للشاعر فهد الخضرانأو كقول محمد السديري:يمعدي المرقاب خله لمشتاقحول وخل امولع القلب يرقىياليت ربي ماخلق حب وافراقوالا خلق حب على غير فرقىهنا نلاحظ جمال مفردة المشراف والمرقاب بموهبة الشاعر ثم ان كلمة الاستهلال يامل وان كانت قديمة لكن لو وظفت كما في هذا البيت للشاعر عبدالله بن عون حيث يقول:يامل قلب يسج وفيه دولاجهمن هاجس في الضماير قام يدرجهافي معزل عن جميع الخلق وازعاجهمااسمع من الناس لوتكثر لجايجهالأصبحت افضل مفردة لكن غالبا ماتوظف في قصيدة ركيكة المعنى والسبك فيكون اللوم على المفردة وكذلك مفردة الاستهلال البارحة حيث انها مفردة متواجدة في كل الأزمان وهناك من أجاد توظيفها من شعراء الساحة كمستهل للقصيدة حيث يقول سلطان الهاجري:البارحة يا روح روحي خنجر اعتابك حديدتومي بها وليا اسهبت بين الضلوع اركيتهاحكم الغلا خلاك تطعني وانا اللي مستفيدفديتك انت وكل طعنه من يدك فديتهاوهكذا نرى ان المفردة والاستهلال مهما قدما نستطيع ادراجهما في قصيدة جميلة وجمالها يكون حسب مايعطيه الشاعر من ابداع بشرط ان تكون المفردة متداولة وليست مبهمة أو صعبة النطق وغير متداولة وشبه مندثرة كقول الشاعر وهو من الشعر القديم وفي عصره كان مستساغا أما الآن عدم فهم بعض الكلمات يؤثر على تقبل القصيدة حيث يقول:يا محلا صك الغنا عقب عشرينعلى العشاير مقرعات التواديومعنى التوادي قطعة من غصن شجرة توضع على شكل صرارة تربط خلف الناقة الخلفة لمنع الحوار من الرضاعة وعندما تتحرك الناقة تحدث صوتا لذا سميت بمقرعات التوادي بس ما ادري ليش ما يحطون لها شملة ويفتكون من التوادي الظاهر قبل لايعرفون الشملة فما لهم الا التوادي وهناك مفردات غريبة لاهل الابلكالجندوب والزعجول ودائما قصائد الابل تخص شريحة معينة لايستطيع أن يفهم معانيها الجميع حيث يقول الشاعر عيدان بن راجس:زينه اللي روح بعيد ن معشاهمستتبع ن له م المعاشير جندوبوهو يصف فحل الأبل, ويقول الشاعر سويلم السهلي من قصيدة جميلة له:شالوا وقفن الضعاين زعاجيلشفوا وهفوا واتقوا بالحزوميوالزعجول اعتقد الابل التي تمشي متفرقة اثناء الرحيل, والجندوب والله ماادري انتو ماتعرفونها؟ المشكلة مافي شيبان نسألها كلهم مطلعين ضمان صحي ورايحين المستشفى الا واحد سألته قبل لايدخل المستشفى يقول الجندوب مجموعة من الابل اثناء الهجيج تنعزل وتبرالها, هذا على ذمته,وخلاصة القول انه لا تتحرج من استخدام المفردة القديمة في القصيدة ان كانت في محلها مفهومة ومتداولة وكذلك الاستهلال وان كان تقليديا الا انه احيانا يضيف جمالا للقصيدة وذلك حسب موهبة الشاعر في تركيب البيت وسبكه فهو من يصنع جمال القصيدة.
متفرقات - شعر
وقفة
المفردات القديمة في القصيدة الحديثة
عبدالرحمن الناهي
10:31 ص