كونا- فيما رأى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ان العمل الآسيوي المشترك ما زال دون مستوى الامال والتطلعات، ولا يعكس أهمية محيطنا الآسيوي بحدوده المترامية وحجمه البشري وإمكانياته، دعا سموه بقية الدول للمساهمة في برنامج تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية لتحقيق أهداف البرنامج السامية.وشدد سمو الأمير في كلمته لمؤتمر القمة الثانية لمنتدى حوار التعاون الآسيوي بمملكة تايلند أمس، اهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات الجسمية والاخطار التي توجه دول القارة، ومنها الحروب المدمرة والفقر وتدني مستوى الرعاية الصحية والأمية والمشاكل البيئية والنمو السكاني. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو:«بسم الله الرحمن الرحيممعالي رئيس وزراء مملكة تايلند الصديقةأصحاب الجلالة والفخامة والسموأصحاب المعالي والسعادةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى مملكة تايلند الصديقة ملكا وحكومة وشعبا، والتي انطلقت منها فكرة حوار التعاون الآسيوي، على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال والضيافة واعداد متميز لهذا اللقاء الهام. كما يسرني أن أرحب بانضمام جمهورية تركيا وجمهورية نيبال الديموقراطية الصديقتين لعضوية حوار التعاون الآسيوي، لتسهما في دعم عملنا الجماعي من أجل مستقبل مشرق لقارتنا.تنعقد أعمال قمتنا الثانية اليوم، ومازالت قارتنا تواجه تحديات جسيمة وأخطارا محدقة، حيث عانينا جميعا من حروب مدمرة في اجزاء من قارتنا، راح ضحيتها العديد من أبنائها، وأنهكت اقتصادياتها وعرقلت قدرتها على تحقيق معدلات التنمية المطلوبة، كما أن مجتمعاتنا تعاني اليوم تحديات متزايدة كالفقر وتدني مستوى الرعاية الصحية والأمية والمشاكل البيئية والنمو السكاني المتسارع، وعلى الرغم من إدراكنا جميعا لأهمية العمل الجماعي لمواجهة تلك التحديات، إلا أن عملنا الآسيوي المشترك مازال دون مستوى آمالنا وتطلعاتنا، وبما لا يعكس أهمية محيطنا الآسيوي بحدوده المترامية وحجمه البشري.إن الخطوات المحدودة التي أنجزت منذ القمة الاولى في دولة الكويت، في مجال إنشاء هيئة للتعاون الأكاديمي، والأخرى في إنشاء هيئة رجال الأعمال والقطاع الخاص، لا تعد كافية، فما نملكه من مقومات مشتركة وإمكانيات متنوعة ومتعددة تشكل أرضية صلبة يمكن البناء عليها لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا وأمن واستقرار أوطاننا في كافة المجالات كما أننا مطالبون باحترام مواثيقنا ومعاهداتنا والعمل على حل خلافاتنا بالطرق السلمية لنقدم للعالم نموذجا راقيا في تعاملنا الدولي يحفظ سلامة أوطاننا ورقي مجتمعاتنا.كما اننا مطالبون بالدفاع عن المواثيق والأعراف الدولية التي تحكم عالمنا والتي جاء قانون العدالة في مواجهة الإرهاب (جاستا) والذي أقر أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية ليشكل خرقا لها وإخلالا بقواعدها واضرارا بمصالحنا جميعا.إن بلادي الكويت تدرك أهمية محيطها الآسيوي، وعملت على الارتقاء بالعمل الآسيوي المشترك لتحقيق تلك النظرة في احتضانها للأمانة العامة للحوار خلال السنوات الثلاث الماضية، وسعيها للتفاعل مع مجالات التعاون الستة لحوار التعاون الآسيوي، وانضمامها الى مجالي الاتصال والتنمية المستدامة، إيمانا منها بأهمية وحيوية العمل في إطار هذين المجالين، كما أن إعلاننا في قمة الكويت عن مبادرة لحشد موارد مالية بمقدار ملياري دولار، لبرنامج يهدف لتمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية، ساهمت دولة الكويت بجزء من موازنته آنذاك، يأتي في إطار الحرص وندعو هنا بقية الدول للمساهمة في هذا البرنامج ليتمكن من تحقيق الأهداف السامية له.كما أن الورقة المقدمة من مملكة تايلند الصديقة إلى مؤتمرنا والتي تضمنت أفكارا ورؤية متميزة، تجسد نظرة حوار التعاون الآسيوي حتى عام 2030، وهي رؤية تعكس عزمنا على التعاون وتضع خططا للمضي قدما في هذا التعاون وترسم آفاقا أرحب له، نتطلع لتحقيقها جميعا، ونؤكد من جانبنا على أهميتها في تجسيد أهداف ومقاصد تعاوننا.وفي الختام أتقدم بالشكر لكم جميعا وللأمانة العامة على ما بذلوه من جهود في الإعداد لهذا المؤتمر متمنيا لأعمالنا كل التوفيق والسداد».والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».وكان رئيس وزراء تايلند برايوت تشان او تشا، حض دول القارة الاسيوية على تعزيز التعاون المشترك بينها في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية، في ضوء النمو المتسارع في مجتمعاتها.وشدد في كلمة افتتح بها اعمال مؤتمر القمة بمشاركة سمو الأمير وقادة 33 دولة، على ضرورة التنسيق بين دول القارة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية، للاتفاق على رؤى موحدة تساعد في تعزيز التكامل المشترك بينها.ودعا الدول الاعضاء لتشكيل مجموعات عمل اقتصادية بالقارة الاسيوية، لبناء اقتصاد قوي ومتنوع وسريع التطور، و كذلك لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه دول القارة معا.واعرب عن استعداد بلاده لان تكون جسرا للتواصل بين دول وشعوب القارة، لتحقيق التكامل المنشود، داعيا في الوقت ذاته الى الاستفادة من التقدم التكنولوجي في العالم، لتحقيق هذا التكامل او «التناغم الآسيوي».واكد ان تايلند تمتلك موقعا متميزا يساعدها على ان تكون ذلك الجسر او المحرك الرئيسي في التنمية المستدامة.وتقدم رئيس وزراء تايلند في كلمته بشكر دولة الكويت على احتضانها سكرتارية دائمة لمؤتمر قمة حوار التعاون الاسيوي، مشيدا كذلك باستضافتها لمؤتمر القمة الاول وعملها الدؤوب على تشجيع الحوار الآسيوي.استقبل خليفة بن سلمان وحضر مأدبة غداء على شرف الوفود
محليات
سموه أكد أن الحروب أنهكت اقتصاديات القارة وعرقلت قدرتها على تحقيق معدلات التنمية المطلوبة
الأمير لقادة آسيا: عملنا المشترك دون مستوى تطلعات وإمكانيات دولنا وشعوبنا
03:12 ص