نكأت المطربة السورية لينا شماميان جرح بلدها النازف دماً، وأبكت جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا.شماميان التي اختارت أن تفتتح حفلها الغنائي الذي أحيته مساء أمس الأول، في مستهل أنشطة موسيقية ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتعاون مع «لوياك» والمركز الفرنسي، ورافقه رقص استعراضي لبعض الأغاني قدمته فرقة «لابا» للفنون الأدائية، بأغنية «we will go home» قدمتها بالأرمنية والعربية والانكليزية، لامست قلوب الجمهور من اللحظة الأولى حيث دمعت عيناها وهي تهدي الأغنية إلى روح ابنة عمتها «تمار»، التي كانت تعيش في الكويت لكنها لقيت حتفها في سورية في الأحداث الأخيرة.بعدها قدمت شماميان صاحبة الصوت الأوبرالي القوي والرومانسي الحنون في نفس الوقت أغنية «على موج البحر»، ومن ثم أدت أغنية «ولّعت» بها الأجواء ذكرت شماميان أنها من أغاني الأعراس في شمال سورية وفيها اختلاط باللهجتين الجزراوية والكردية، فتفاعل معها الجمهور تصفيقاً وغناء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل زادت شماميان الحماس عند تقديمها أغانٍ أخرى من التراث السوري وأخرى أرمنية، إلى جانب أغنية قالت أنها كتبتها في العام 2007 لبلدها الشام، موضحة انها لم تكن تتخيل أنها سوف تتعرض لما تتعرض له الآن، وفي ذات الوقت شكرت الكويت شعبا وحكومة على حسن استضافتهم للشعب السوري.وقدمت شماميان خلال الحفل الذي امتد لأكثر من ساعتين ونصف، مجموعة متنوعة من الأغاني التي رافقها رقص استعراضي قدمته فرقة «لابا» أرضت جمهورها الذي اكتظ به المسرح، ومنها «يا دلو»، «شام»، «يا مال الشام»، «بالي معاك»، «ليلة»، «آخر العنقود»، «هالأسمر» وغيرها الكثير.يذكر أن شماميان بدأت الغناء منذ كانت في الخامسة من عمرها، وفي سن التاسعة تعلمت السولفيج والاكسيلوفون إلى جانب الغناء، وفي العام 2002 تخرجت من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، لكنها لم تنس هوايتها حيث تلقت دراستها الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، مختارة الغناء الكلاسيكي كاختصاص أساسي لها، إلى جانب البيانو والعلوم الموسيقية النظرية كالهارموني والتأليف والتوزيع وغيرها. وفي الوقت الحالي تعمل شماميان على مشروعين أحدهما شرقي والآخر غربي، مع كل من المؤلف غوكسيل باكتاغير وعازف البيانو الفرنسي أندريه مانوكيان بلغات متعددة متعددة كالأرمنية والسريانية والفرنسية والانكليزية، بالاضافة إلى ذلك فإنها تجهز لطرح ألبوم جديد لها سيطلق بتاريخ 22 من أكتوبر الجاري.