أرجع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح افتتاح كلية أحمد الجابر الجوية الجديدة إلى أن «عملية تدريب الطيارين العسكريين خارج الكويت مكلف جدا»، ما يعني توفير مبالغ طائلة للدولة «إضافة إلى انها ستتيح للطيارين تدريبا يتماشى مع الاجواء والطبيعة الكويتية».وأشار الجراح في تصريح على هامش افتتاحه صباح أمس كلية أحمد الجابر الجوية في قاعدة علي السالم الجوية إلى أن «أبواب الكلية ستكون مفتوحة لتدريب طياري وزارة الداخلية والحرس الوطني خصوصا انهما يمتلكان طائرات مروحية شبيهة بالموجودة لدى الجيش»، واصفا الطيارين العسكريين بـ«العملة النادرة، خصوصا ان لهم مواصفات خاصة ومعايير صعبة كثيرة ويخضعون لفحوص طبية مختلفة عن بقية منتسبي المؤسسة العسكرية».وأعرب عن أمله «ان يتم الوصول الى العدد المطلوب من الطيارين للانخراط في هذه الكلية».من جهته، أشار آمر القوة الجوية اللواء الركن طيار عبدالله الفودري إلى ان «اختيار موقع كلية أحمد الجابر الجوية قي قاعدة علي السالم الجوية جاء ليتناسب مع تحديد متطلبات التدريب الميداني والأكاديمي»، معتبرا أن «الهيكل التنظيمي للكلية سيساهم في نجاح هذه المهمة وقد تم الاستعداد لاستقبال العدد المخطط له كدفعة أولى بالكلية الجوية في الوقت المحدد».وأكد أن «الاستعدادات جرت من الجوانب الإدارية والفنية بدعم كبير من قبل وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش ونائبه»، كاشفا أن «من سيشرف على تنفيذ الدورة الأولى قيادة القوة الجوية والضباط من ذوي الخبرة في ذات المجال بالتعاون مع كل من الجامعة الأسترالية والمؤسسات المدنية وهيئة التعليم العسكري».وأوضح الفودري أن «تبعية الكلية ستكون تحت تنظيم آمر القوة الجوية أسوة بالقواعد الجوية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه «تم وضع 5 أفرع أساسية لتحقيق أهداف الكلية بالمسار الصحيح منها فرع علوم الطيران، وفرع علوم هندسة الطيران، وفرع العلوم المساندة، وفرع العلوم الأكاديمية وكتيبة الطلبة، وقد تم تحديد جميع الاركان المطلوبة لتفعيل الواجبات المنوطة بهم».وفي شأن استراتيجية التدريب الموضوعة، بين أنها «تتماشى مع استراتيجية كلية علي الصباح العسكرية لتشمل فترة ثلاث سنوات، حيث تبدأ الخطة بالتدريب الميداني والتأهيل العسكري والأكاديمي مع اللغة الانكليزية والحاسب الآلي في بداية الأشهر الستة الأولى، ومن ثم الانتقال الى التدريب التخصصي الفعلي لعلوم الطيران وعلوم الهندسة والعلوم المساندة مع أخذ التجربة لممارسة التدريب الميداني بالقواعد الجوية والوحدات لكسب الخبرة ومن ثم التخرج».وأكد الفودري أن «التخصصات الجوية المساندة ستعزز من استراتيجية ونهج الكلية لتكون في رفد القوات المسلحة والقوات الجوية بالكوادر المؤهلة ذات الحرفية العالية، عند تلقي سلسلة من البرامج الدراسية والتدريبية والتخصصية مثل برج المراقبة وتوجيه المقاتلات وموجه امامي واستخبارات جوية وطائرة من دون طيار والحرب الإلكترونية»، قائلا إن «الحاجة لإعداد طيارين ومهندسين أكفاء لمواكبة التطور السريع في مجال الطيران العسكري بمختلف تخصصاته، ودعم مشاريع التسليح المستقبلية للقوة الجوية، بالاضافة الى توفير الميزانيات ذات التكلفة العالية لتدريب وإعداد الطيارين خارج الكويت والمساهمة في تأهيل وتدريب الطيارين منتسبي الحرس الوطني».وأضاف أن «كلية أحمد الجابر الجوية بمثابة النواة لتدريب الطلبة المرشحين وتخرجهم ضباطا طيارين ومهندسي الاختصاصات المساندة أكفاء»، مبينا ان «القوة الجوية ستستمر بتقديم الدعم والتأهيل العملياتي للطيارين منتسبي الحرس الوطني حتى بعد انتهاء التدريب ووصول الطائرات إلى الكويت».وثمّن الفودري «الجهود الكبيرة والدعم اللامحدود الذي يقدمه كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش ونائبه في سبيل خدمة الوطن وبناء الانسان الكويتي المحترف في المؤسسسة العسكرية من خلال التدريب والتأهيل والإعداد القتالي للقوات المسلحة للذود عن تراب الوطن».وذكر أن «التاريخ يشهد على حنكة قيادتنا السياسية والعسكرية ما يحتم علينا استشراف واقعنا وأخذ المتغيرات المحيطة بعين الاعتبار والتبصر الدقيق والرؤية الواعية في صياغة استراتيجية الدفاع من اجل مستقبل يسوده السلام والاستقرار»، موضحا أن «قيادتنا العسكرية رسخت قواعد صلبة في بناء العسكري وتأهيله من حيث تدريب الطيارين والاختصاصات الأخرى المساندة».ورأى الفودري أن «المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الكلية الجوية ستجعلها تسير بخطى حثيثة لمواكبة كل ما هو جديد ومتطور في العلوم الثقافية والعسكرية والفنية»، كاشفا انه «تم قطع أشواط كبيرة في مجال التحديث والتطوير للجيش خاصة بما يتعلق بأساليب التدريب والمناهج المقررة، ومازال هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه ببذل المزيد من الجهد، ونحن مستمرون في هذا الاتجاه لدفع العملية التدريبية إلى الأمام لتواكب التقدم التقني في جميع مجالات الطيران ضمن الإمكانيات المتاحة».

نظام الدراسة

قال الفودري «إن الكلية ستتبنى نظام الدراسة السنوي، بحيث تتكون كل سنة دراسية من 3 فصول دراسية، ويتكون البرنامج من 3 سنوات دراسية ايضا، يشمل البرنامج الأكاديمي دراسة العلوم العسكرية والعلوم العامة وعلوم الطيران التخصصية، اضافة الى التدريب العملي على الطيران بالنسبة للطيارين والمواد التخصصية بالنسبة لضباط الإسناد الجوي والمهندسين».وذكر أن «الخرجين سيحصلون على درجة البكالوريوس برتبة ملازم في علوم الطيران وسيعملون كضباط طيارين أو إسناد جوي في القوات المسلحة بالإضافة إلى طيارين للطائرات من دون طيار».