لم يمر خبر وفاة الموسيقار إبراهيم الصولة سهلاً على مسامع الفعاليات الفنية والثقافية، بل أحدث دوياً قوياً اختلطت فيه الذكريات والمواقف بالدموع والحشرجات.الفنان نبيل شعيل قال في تصريح لـ«الراي»: «فقدنا أستاذاً كبيراً لعب دوراً في توثيق الأغاني الشعبية الكويتية، حيث تربطني مع الراحل علاقة منذ بداياتي». وأضاف: «كما كان للراحل دور في وضع تصنيف لي في الإذاعة، إضافة إلى وقوفه معي كثيراً وفي أكثر من موقف يشهد له، وأدعو الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان».ومن جانبه، قال الشاعر عبداللطيف البناي: «الصولة فنان أعماله خالدة وتشهد له، فهو محافظ على التراث ولحّن النشيد الوطني، وأول عمل جمعني به كان عبارة عن أغنية (مركب غرامي) وغناها الفنان عبدالكريم عبدالقادر، فالراحل طيب الأخلاق وحافظ على المفردات الكويتية، ويعتبر ملك السامريات، وفناناً لا يعوّض».أما الملحن أنور عبدالله، فقال: «الراحل أحد أعمدة الفن في الكويت»، لافتاً إلى أنه من أوائل الخريجين من المعهد العالي للفنون الموسيقية في القاهرة، وأنه كان يعامل الجميع بسواسية.بدوره، رأى المطرب محمد المسباح «أن الراحل ترك بصمة واضحة، وهو يعتبر (أبو الفنون) وله ضلع في توصيل الفن الكويتي بالإعلام والثقافة، وهذا درب الكل سيسيره، وهو أخونا الكبير، ويجعله من أهل الجنة ويوسع منازله».في السياق ذاته، عبّر الملحن عبدالله القعود عن بالغ حزنه وأسفه العميق، بوفاة الموسيقار الكويتي إبراهيم الصولة الذي اعتبر أنه كان ولا يزال رافداً من روافد الموسيقى الكويتية التي لا تنضب، مبيناً في الوقت نفسه أنه التقى الراحل في مناسبات فنية عديدة، «وكان نعم الفنان ونعم الإنسان، صاحب القلب الطيب والأخلاق الرفيعة».وأشار القعود إلى أن الساحة الكويتية تتشح بالسواد حزناً على رحيل الصولة، الذي سيبقى رمزاً من رموز الفن التي لا تتكرر، مستدركاً بالقول: «لكن هكذا هي الدنيا، وهذه مشيئة الله، فكل نفس ذائقة الموت لا محالة»، مختتماً حديثه بالقول: «لا يسعنا إلا أن نتضرع بالدعاء إلى الله بأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون».وكيل الإذاعة بوزارة الإعلام الشيخ فهد المبارك الصباح قال بدوره: «فقدنا فناناً كبيراً وملحناً قديراً من الجيل الذي أثرى الأغنية الكويتية، سواء بالألحان أو الكلمات أو الأداء»، مضيفاً: «الراحل فنان لا يعوض، إذ قام بتطوير العديد من الأغاني، من بينها السامري، كما لا ننسى الراحل بتلحينه النشيد الوطني وعندما قمنا بتحديث النشيد الوطني من خلال الدكتور عامر جعفر، كان معنا المرحوم خطوة بخطوة كونه هو الملحن، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان».من زاويته، قال وكيل التلفزيون مجيد الجزاف: «يعتبر الصولة من أساتذة الأغنية الكويتية وأحد الملحنين الأوائل من فناني الكويت الذين قدموا أعمالاً غنائية خالدة لا تزال تعيش بيننا، كما له بصمة مهمة للأغنية الكويتية على المستويين الخليجي والعربي. رحمك الله يا مركز الإبداع والفن والتاريخ، فاليوم خسرنا رمزاً فنياً».في السياق ذاته، لم يُخفِ عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتور محمد الديهان صدمته وذهوله الشديدين فور سماع الخبر، الذي هبط كالصاعقة في الساحة الفنية الكويتية، معبراً بالقول: «لقد خسرنا اليوم أحد أعمدة الكويت في مجال الموسيقى والفنون وصمام الأمان للتراث الكويتي، وكيف لا وهو الذي أثرى الساحة الغنائية بأعمال موسيقية رفيعة المستوى، وفي مقدمتها النشيد الوطني الذي سكن في وجداننا منذ الصغر ونردده كل يوم في طابور الصباح، وفي المناسبات الوطنية العزيزة».ومضى الديهان يقول: «لقد حظي الموسيقار الراحل إبراهيم الصولة بتكريم مهيب في أكثر من مناسبة، منها ليلة تكريم خاصة أقيمت قبل سنوات في المعهد الموسيقي، تقديراً لجهوده وأعماله الوطنية التي يحفظها الكبار والصغار عن ظهر قلب»، منوهاً إلى أن موسيقى الصولة أصبحت تُدرّس في المعاهد والجامعات، كما أن اسمه بات موثقاً في الكثير من الكتب والبحوث التي يجريها الأساتذة والطلاب في المعهد الموسيقي وغيره، مختتماً: «رحل الصولة لكن ستبقى ذكراه خالدة، لأنه ثروة موسيقية لا تقدر بثمن ولا تذروها رياح الزمن».الموسيقار القدير غنام الديكان، لم يتمكن أيضاً من إخفاء شعوره بالحزن والأسى لرحيل رفيق دربه الموسيقار إبراهيم الصولة، حيث استهل حديثه الهاتفي لـ«الراي» بنبرة متقطعة وكأنه يحاول أن يخفي شيئاً من الدموع والبكاء، وقال: «لقد فقدنا أحد رواد الحركة الموسيقية في البلاد، ورفيق درب الإبداع والنجاح»، مردفاً: «إبراهيم الصولة هو قامة كويتية عريقة، ترك إرثاً كبيراً، كما قدم المئات من الأعمال والمؤلفات الموسيقية، التي عاشت معنا منذ عشرات السنين»، مختتماً بالقول: «رحمك الله يا أبا جمال، فقد عشت مبدعاً، وإن رحلت عن الدنيا فستبقى سيرتك العطرة تزّين الساحة الفنية إلى الأبد».ومن جيل إلى جيل، تحدث المطرب مطرف المطرف عن رحيل الصولة قائلاً: «رحل ملحن النشيد الوطني، فما عساني أقول سوى إننا تربينا على فنه، وله صولات وجولات في مسيرته نتعلم منها، وأعزي الوسط الفني برحيله، ونحن الشباب نتعلم من القدامى وإنا لله وإنا إليه راجعون».
فنون - مشاهير
دعم الكثيرين... والجميع عنده سواسية
فنانون وملحنون وأكاديميون: رحل صمام أمان التراث الكويتي
10:23 ص