بعد انقضاء العام النقابي 2015 /2016 وتطلع الجموع الطلابية لعرسها الديموقراطي الذي سينطلق اليوم في جامعة الكويت، يقف العديد من الطلبة متسائلين عن إنجازات الحركة الطلابية بمختلف تنظيماتها سواءً على مستوى الاتحاد أو على مستوى الروابط والجمعيات الطلابية، في اتهام مبطن للحركة الطلابية بأنها «جعجعة بلا طحين».ويمثل ذلك التساؤل وقفة يراد منها تقييم واقع الحركة الطلابية، ليحدد الطالب وجهته خلال الانتخابات في هذا العام.«الراي» جالت واستقصت آراء عينة عشوائية من طلبة الجامعة عن وجود عزوف عن المشاركة في الانتخابات خلال هذا العام، أرجعه البعض إلى عدم جدوى وجود الحركة الطلابية التي وصفوها بـ«الشكلية».وأكد أكثر من طالب أن هناك العديد من التحديات التي واجهها الطلبة خلال العام النقابي المنصرم ولم تجد حلولاً من قبل الاتحاد كمشكلة الشعب المغلقة واحتكار الأساتذة للمواد الدراسية، وفي ما يلي ما قاله الطلبة:رأى الطالب أحمد السليمي أن «القوائم والاتحادات الطلابية تهتم في بداية العام الدراسي بالعمل في خدمة الطالب، لكنها بعد فترة تنزوي ولا نجد أي مظاهر لهذا الاهتمام وكأن الحركة الطلابية لا يوجد فيها قوائم أو اتحاد»، مبيناً أن «الطالب طوال العام الدراسي لا يشعر بدور الاتحاد، وإنما وجوده مجرد اسم لا أكثر ولا أقل».وبيّن السليمي أن «العديد من الطلبة عانوا الكثير من المشاكل المزمنة التي باتوا يتعرضون لها كل عام، مثل قضية الشعب المغلقة، حتى وصل الأمر إلى المتاجرة بالشعب الدراسية بين الطلبة، حيث يقوم البعض بحجز مواد دراسية معينة ليعطيها في ما بعد لأحد الطلبة مقابل مبلغ مادي يبدأ من الـ50 دينارا فما فوق»، لافتاً إلى أن «مشكلة الشعب الدراسية لم تجد أي حل من الحركة الطلابية».واقترح أن «يتم تغيير نظام الانتخابات عبر إلغاء القوائم واختيار نظام التصويت الفردي الذي يجعل من يريد أن يرشح نفسه متحملاً لمسؤوليته، ويبتعد في الوقت نفسه عن التحيز والفئوية والمحسوبية»،لافتاً إلى أنه لن يشارك في عملية الاقتراع خلال هذا العام «لعدم وجود فائدة في القوى الطلابية التي يصوت لها».من جهته، أشار محمد الحميدي إلى أن «واقع الحركة الطلابية ممتاز جداً»، لافتاً إلى أن «الاتحاد قدم العديد من الإنجازات التي استفادت منها الجموع الطلابية، ولم يرد طلب أي أحد احتاج للمساعدة».وذكر أن «الحركة النقابية من شأنها أن تؤسس جيلاً واعياً لخدمة الكويت في المستقبل في كافة المجالات»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بالحركة الطلابية من قبل وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ومجلس الأمة كونها تمثل طاقات شبابية قادرة على أن تقود البلاد في مسيرة التنمية والتطوير».أما فهد الشطي فبيّن أن «أكثر من يستفيد من الانتخابات الطلابية هو المقربون من القوائم الطلابية، حيث تحرص القوائم على مساعدتهم من خلال المحسوبية»، مشيرا إلى أن «هناك العديد من الطلبة سجلوا مواد دراسية في شعب ممتلئة من خلال الواسطة».ولفت الشطي إلى أن «الاتحاد لم يقدم سوى ما يقارب 5 في المئة من المطلوب منه، وقد كان دائماً يواجه بقرارات الجامعة التي من المفترض أن يقف أمامها الاتحاد بكل قوة».من جهته، تمنى محمد العثمان «أن يحدث الطلبة تغييراً في واقع الحركة الطلابية وأن يمنحوا القوائم الأخرى الفرصة في قيادة الاتحاد لنرى ما يمكن أن تقدمه»، مبينا أن «الواقع الجامعي بحاجة إلى التغيير خصوصاً أن وضع الحركة الطلابية ومستواها لم يتغير منذ سنوات عديدة في ظل وجود مشاكل وصعوبات يواجهها الطالب لم تجد حتى الآن أي حل لها كمشكلة الشعب الدراسية وتأخر افتتاح جامعة صباح السالم في الشدادية».وأشارت الطالبة دلال الشطي إلى أن «واقع الحركة الطلابية في الجامعة مؤسف جداً وفي تراجع مستمر»، لافتة إلى أن «الممارسة النقابية اليوم تحولت إلى صراع وعداء بين الزملاء ما قد يجعلني أبتعد عن التصويت في الانتخابات».وأوضحت الشطي أن «الحركة الطلابية تحتاج إلى أن تتحلى بالوعي وأن يهتم الطلبة النقابيون بالحفاظ على روح الزمالة والإخوة بينهم وأن يتنافسوا بوعي، وأن يحترموا عقل الطالب الذي يريدون صوته، فالطالب لا يمكن أن يصوت لقائمة تهتم به في فترة معينة وتتخلى عنه طوال العام الدراسي».من جانبه، قال الطالب علي فاضل «لن أضيع وقتي في هذه المعمعة الانتخابية السنوية لأنها لم تقدم لي أي فائدة تذكر، ولم تحدث أي تغيير حقيقي في واقع الحياة الجامعية»، مبيناً أن «الاتحاد السابق لم يقدم للطلبة إلا القليل وكان مقصراً بشكل كبير في العديد من الجوانب أهمها تنظيم الكليات وجعلها بصورة ملائمة تليق بالحرم الجامعي»، معترفاً بأنه لن يقوم بالتصويت خلال هذه الانتخابات وأنه سيعتزل الواقع النقابي «لعدم فائدته على الطالب».بدوره، قال عبدالعزيز الإبراهيم «إن الاتحاد منذ 35 عاماً لم يقدم شيئاً حقيقياً للطلبة»، مؤكداً الحاجة إلى «اتحاد قوي يفرض نفسه على الجامعة للحفاظ على مكتسبات الطلبة».وبيّن أن «الاتحاد الحالي يتم التحكم به من خارج أسوار الجامعة وبالتالي لا تصب تحركاته دائماً في صالح الجموع الطلابية».