في احتجاج أخذ أكثر من اتجاه، اعتصم صباح أمس نحو 100 موظف وموظفة من إدارة التأهيل المهني في جنوب الصباحية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأولياء أمور المعاقين في بهو الإدارة احتجاجاً على نقل تبعية إدارتي التأهيل المهني، ورعاية المعاقين من وزارة الشؤون إلى هيئة شؤون ذوي الاعاقة، ونقلهم إلى دور الرعاية الاجتماعية بالصليبخات.وفيما رمت وزارة الشؤون الكرة في ملعب الموظفين، تاركة لهم الخيار بالانتقال إلى هيئة المعاقين أو البقاء على قوة الوزارة في المجمع نفسه، برر المحتجون اعتصامهم بأنه يأتي تضامناً مع المعاقين ومصلحتهم، نظراً لبعد المسافة عن المعاق وذويه وتكبده عناء السفر، وهو ما أيده أولياء أمور من ذوي المعاقين وعدد من المعاقين انفسهم الذين حضروا لإبداء اعتراضهم على عملية النقل وطرح مشكلتهم التي لم يعر لها اي مسؤول اهتماماً او مناقشتهم في مدى رغبتهم في النقل، كما حدث مع موظفي الشؤون بتخييرهم في النقل.وتعقيبا على الاعتصام، قال مدير إدارة المعاقين مسلم السبيعي ان «اعتصام الموظفين غير مبرر وليس له اي سبب كون قرار النقل لم يصدر بعد، كما انه تم طرح استمارة على جميع الموظفين لإبداء آرائهم في البقاء بوزارة الشؤون وبمقر عملهم نفسه، أو الانتقال إلى هيئة شؤون ذوي الاعاقة في مبنى دور الرعاية الاجتماعية بالصليبخات»، مضيفاً ان «جميع حقوق الموظفين المالية من كوادر وبدلات محفوظة بالقانون خصوصاً ان المبنى في حال اخلائه كما هو مخطط له سيصبح مبنى لرعاية المسنين اي ان طبيعة العمل واحدة من حيث المناوبات الليلية والامتيازات المالية».واكد السبيعي ان « مجلس الوزراء اصدر قرارا بضم العديد من الادارات التابعة لوزارة الشؤون إلى هيئة ذوي الاعاقة ذات الصلة، وبناء على القرار، تم تشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور مطر المطيري، وعضوية مدير هيئة شؤون ذوي الاعاقة الدكتور طارق الشطي، والمسؤولين المعنيين وقرروا فض الاشتباك بين الادارات، وضم مجموعة من الادارات إلى هيئة المعاقين من دون اي تعسف ووجود جانب من المرونة». وتابع «صباح اليوم (أمس) حرصت على الاجتماع بالموظفين في صالة الاجتماعات لتوضيح الامر ووضع الامور في نصابها، والتأكيد على وجود استمارة لجميع الموظفين بالادارة عند جميع رؤساء الاقسام للاختيار في البقاء او الانتقال لتبعية هيئة ذوي الاعاقة، مع التوضيح لهم بان حقوقهم والامتيازات المالية محفوظة ولن يتم المساس بها في حال تم انتقالهم إلى الهيئة او بقاؤهم حتى الموظفون اصحاب العمل بنظام النوبات فلن يتم المساس بمدخولهم أو بدلاتهم كون الجهاتين بهما نظام العمل بالمناوبة، ولكن للاسف الشديد العديد منهم رفض حضور الاجتماع وفضل البقاء في بهو الادارة امام الاضواء»، مؤكداً «قول واحد... لا مساس بامتيازات الموظفين المالية».ورداً على سؤال «الراي» عن مدى مراعاة وزارة الشؤون لحقوق المعاقين وذويهم واحتياجاتهم في حال الانتقال من مبنى الصباحية إلى دور الرعاية بالصليبخات، علماً بانهم من سكان محافظتي مبارك الكبير والاحمدي، بين السبيعي ان «الوزارة حينما فكرت في النقل اخذت بالاعتبار النزلاء وظروفهم واحتياجاتهم»، مضيفاً ان «نزلاء المبنى غالبيتهم ايواء وجزء منهم رعاية نهارية».وحينما كررت «الراي» السؤال عن احتياجات المعاقين قال السبيعي، «نحن الآن ننفذ قرار مجلس الوزراء!»، مضيفاً: «الآن نحن في طور الخطوات الترتيبية ورفع التقارير عن وجهات النظر الخاصة بالموظفين والنزلاء ولم يُحدد موعد للنقل كما تردد». وعن الارتباط النفسي بين النزلاء والمشرفين قال السبيعي «الحياة لا تقف عند احد او حد معين والارتباط امر وارد ولكن المصلحة العامة تحتم علينا النقل فلا مفر».من جهتها، اعترضت هدى العجمي من قطاع الرعاية النهارية، بالاصالة عن نفسها ونيابة عن زميلاتها اللاتي فوضنها بالحديث عنهن، على قرار نقل المعاقين من مبنى جنوب الصباحية الى مبنى دور الرعاية في منطقة الصليبخات، مشيرة الى ان «عملية النقل ستكبد المعاقين وقتاً طويلاً في الذهاب والعودة إلى دور الرعاية بالصليبخات خصوصاً ان غالبيتهم من سكان مدينة صباح الاحمد وام الهيمان».وقالت العجمي ان «الاحتجاج ليس بسبب الموظفين فقط بل حتى من قبل النزلاء خصوصاً المعاقين منهم والذين يتواجدون بشكل شبه يومي في الرعاية النهارية».إلى ذلك، قال صالح مخلد من إدارة رعاية المعاقين رجال، ان «الوقفة الاحتجاجية من أجل المعاق وذويه وليس من اجل الموظفين حيث ان الموظف خيرته الوزارة في النقل او البقاء ولن يلحقه اي ضرر»، مؤكداً ان «الوزارة ترغب في وضع اهالي المعاقين امام الامر الواقع، كما تم تهديدهم بفصل اولادهم في حال عدم الانتقال من دون اي اعتراض... نحن الآن متضامنون مع اهالي المعاقين».وشدد ان «انتقال المعاقين سيلحق ضررا كبيرا بالمعاق سواء كان ايواء او رعاية نهارية وذويه».وفي السياق نفسه، ذكر فيصل العازمي الباحث النفسي بالادارة ان «هناك امرا مهما لابد من اخذه بعين الاعتبار يتمثل في العلاقة بين الباحث النفسي والنزيل حيث ان تلك العلاقة تحتاج لوقت وجهد كبيرين وتسهل عملية التعامل بينهما لتحقيق صالح النزيل، وفي حال نقل النزيل من دون الباحثين فسيتسبب ذلك في ازمة للنزلاء تحتاج لوقت كبير لتداركها وستؤثر سلباً على الحالة النفسية للنزيل».من جهته، طالب ولي اثنين من النزلاء يدعى عياد سليمان العازمي وزيرة الشؤون ببقاء ابنائه بدار الصباحية حيث انه من سكان الظهر ولا يوجد معيل لهم غيره، قائلاً في حال نقل ابنائي للصليبخات فسأستعين بالله وأبقيهم في البيت والأمر لله.