لبنان يواجه ظروفه الصعبة... بالمهرجانات!حقيقة تتجلى في طيف المهرجانات التي تتعاقب على بيروت وغيرها من المدن اللبنانية التي اعتادت السهر والإبداع والجمال، حتى لو كان الواقع ضاغطاً والظروف غير مواتية!وإذا كان الكثير من المهرجانات اللبنانية تخوض عكس التيار والواقع معاً، فإن اللبنانيين قد أدمنوا إقامتها إيماناً منهم بأن الحركة لابد أن تثمر قوة معنوية تعينهم على تجاوز ما يشهده البلد في هذه المرحلة من صعوبات، وكأنهم يتخذون من المهرجانات الإبداعية بما تحمله من الفرح والحرية، وسيلة لمقاومة الإحباط، والانتقال إلى أفق لبناني آخر لا يخبو فيه الضوء.أحدث الفعاليات في قافلة الفرح هذه، هي مهرجان بيروت الدولي للسينما الذي يعرض بين 5 و13 أكتوبر الجاري 76 فيلماً اختيرت بعناية من بين 400 شريط تقدم بها صناعها إلى إدارة المهرجان بهدف عرضها ضمن فعالياته.سينطلق افتتاح المهرجان بفيلم «The Girl on The Train» (الفتاة التي في القطار)، وهو من إخراج تايت تايلور، ويتقاسم بطولته كل من هالي بينيت، إيميلي بلانت، وريبيكا فيرغيسون، بينما تقرر أن يكون فيلم الختام هو «The First Monday in May» (الإثنين الأول من شهر مايو) الذي أخرجه أندرو روسي، أما تجسيد البطولة فقد تولاه كل من أندرو بولتون، جون غاليانو، وجان بول غوتييه، وتدور أحداث الفيلم الذي يستغرق 90 دقيقة في عالم الأزياء، بتفاعلاته وأضوائه وتناقضاته.يرأس تحكيم المهرجان الممثل والمخرج كارلوس شاهين، ومعه ندى دوماني (مديرة الاتصال والإعلام في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام) والزميل بيار أبي صعب، بينما تشارك وزارة السياحة اللبنانية بستة أفلام ترصد لبنان ما قبل العام 1976.«الراي» اقتربت من أجواء العمل على مدار الساعة التي تسبق انطلاق المهرجان، والتقت مدير مهرجان بيروت السينمائي كوليت نوفل التي تحدثت عن مراحل إعداد الفعاليات، وما يمثله هذا المهرجان الذي تتأهب دورته السادسة عشرة للانطلاق، فقالت: «نحن مستمرون بعزيمة صادقة. كثيرون راهنوا على استسلامنا للظروف الصعبة التي نمر بها، لكننا تابعنا وأثبتنا أن الإرادة تصنع المعجزات».نوفل أردفت أن الأفلام التي ستعرض في المهرجان يبلغ عددها 76 فيلماً، وستُعرَض على مدى ثمانية أيام، معتبرةً أن هذا معدل جيد، خصوصاً أن هذه الأفلام مختارة بدقة من بين 400 فيلم وصلت إلى إدارة المهرجان.وعما إذا كانت معايير الاختيار تتمحور حول التقنية أم الموضوعية، أوضحت نوفل: «نعتمد كلا الميزانين، ويعنينا أن تتطرق الأفلام إلى قضايا معاصرة معيشة، بحيث لا نكون بعيدين عن يوميات الناس ومشاغلهم»، متابعةً «أن أفلام هذا العام ترصد قضايا العرب والعالم في آن معاً، وتتنقل بين الهجرة والنزوح والإرهاب والحروب الأهلية وتجارة الأعضاء، إلى جانب الاستعباد الجنسي والعنف الزوجي وقضايا المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً، وغيرها من القضايا المعاصرة».وعما إذا كان هناك دور للرقابة، وهل مرّت كل الأشرطة عليها، أجابت نوفل بقولها: «طبعاً. ولكن لم يُقتطع حتى الآن أي مشهد، أو يظهر اعتراض على أي موضوع»، موجهةً الشكر إلى مسؤولي الرقابة على سعة صدورهم، وتفهم معنى حرية الرأي.وعلَّقت كوليت نوفل على كون لبنان هو البلد الذي يحتضن النسبة الأعلى لعدد الصالات قياساً على عدد السكان، بأن هذا الأمر له تأثيره الإيجابي في المهرجان وفعالياته، مواصلةً: «هذا الثراء المتميز أعطانا سنداً معنوياً كبيراً، فناسنا مهتمون بالسينما جداً، وهذا مهم للحالة التي نعيشها مع الفن السابع. وأنا أشكر إدارتي (غراند سينما) و(فوكس) على تعاونهما، خصوصاً أن الافتتاح سيكون في صالة تعمل بنظام «IMAX» الأحدث عالمياً، ولا شك أن هذا كله يمنحنا ثقة مضاعفة بأن ما نفعله يصب في خانة مجاراة أحدث التقنيات في العالم».وبشأن تأمين الأفلام الجديدة، وهل تيسر بآلية مريحة، أشادت نوفل بأن «عامل الثقة بالمهرجان، وعلاقته الطيبة بشركات التوزيع سهّلا الكثير على هذا الصعيد».«الراي» سألت عن الآفاق المستقبلية للمهرجان، والجهود المبذولة لتطويره، فأكدت نوفل: «أن المهرجان في حالة استنفار دائمة. ونحن نواكب ونخطط ونتواصل ونبتكر»، مختتمةً بالقول: «إن التطور سريع جداً في كل شيء، وينبغي لنا البقاء على تماس بكل ما يحدث على صعيد السينما في العالم بحيث لا يفوتنا شيء. وهناك ثقة بنا من صانعي الأفلام، وهذا يحمِّلنا مسؤولية مضاعفة للحفاظ على مستوى لائق من التعاطي والتواصل».
فنون - سينما
المهرجان يفتتح دورته الـ 16 في 5 الجاري باحتفالية منوَّعة قوامها 76 فيلماً
«بيروت الدولي للسينما»... ينطلق بـ «الفتاة التي في القطار»
10:45 م