قالت الكويت أمس الأربعاء إن الترسانة النووية الاسرائيلية تشكل عائقا اساسيا لإقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية، مطالبة بإخضاعها للرقابة الدولية. جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا رئيس وفد الكويت المشارك في اعمال الدورة الـ 60 للمؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية صادق معرفي. وقال السفير معرفي إن الكويت «تلاحظ وبمزيد من الاسف ان اسرائيل مستمرة في موقفها الرافض للتوقيع على اتفاقية عدم الانتشار النووي او إخضاع منشآتها لنظام ضمانات الوكالة رغم امتلاكها لمفاعلات ابحاث متقدمة استخدم بعضها كما هو معروف لإنتاج المواد النووية لترسانة الاسلحة النووية التي تملكها والتي تهدد امن المنطقة الأمر الذي يشكل عائقا اساسيا للجهود الرامية لإقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط». وأضاف أن ذلك يحدث «بالرغم من التزام جميع دول المنطقة بمعاهدة عدم الانتشار وتطبيق اتفاقية الضمانات الشاملة وبالسعي نحو تنفيذ جميع الإجراءات والنظم المتعلقة بتلك الاتفاقية». وأشار إلى أن «ذلك الموقف يؤثر سلبا على امن واستقرار المنطقة ومن ثم الأمن والاستقرار الدوليين». وذكر «شهدنا كما شهد العالم استمرار تاجيل المؤتمر الذي بات يعرف بالمؤجل والخاص بإقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط». وأكد معرفي أن الكويت تشارك في المشاورات والاجتماعات المشتركة بين خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي وخبراء الوكالة من اجل تنفيذ برنامج مشترك بين دول المجلس للاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وفي اطار دعم الكويت للمشاريع والمبادرات العلمية لخدمة اغراض التنمية للدول النامية ذكر معرفي أن سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد اعلن عن اطلاق جائزة سنوية بقيمة مليون دولار تمنح لأفضل الابحاث والمبادرات الخاصة بتنمية دول افريقيا في مجالات الصحة والغذاء والتعليم. وأوضح أنه سيتم الإعلان عن الفائزين لعامي 2015 و 2016 وتكريمهم في القمة الافريقية العربية في غينيا الاستوائية بتاريخ 22 نوفمبر 2016. وفيما يتعلق بالتعاون التقني بين الوكالة والكويت قال معرفي إنه يتم تنفيذ سبعة مشاريع وطنية متخصصة في مجالات تطبيقات العلوم والتكنولوجيا النووية للدورة (2016 - 2017) موزعة على قطاعات ومؤسسات الدولة وذلك بالتنسيق ادارة التعاون التقني ضمن البرنامج المشترك. وأضاف أن الكويت تشارك كذلك في عدد من مشاريع التعاون التقني الاقليمي والتي تتعلق بالطب النووي والتاهب لحالات الطوارئ النووية والاستجابة والسلامة من الاشعاع والتي من خلالها تم توفير التدريب المحلي من خلال زيارة خبراء الوكالة للكويت، مشيرا كذلك الى أن هناك خمسة مشاريع للتعاون التقني تم تصميمها لبرنامج يستجيب للاولويات الوطنية كما هو محدد في اطار البرنامج القطري للأعوام (2018 - 2019) في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وذكر أنه وبالتعاون بين مركز جابر الأحمد للطب النووي والتصوير الجزيئي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية تم التوقيع على هامش اعمال الوكالة على اتفاقية التعاون الخاصة بمجال الطب النووي بين الجانبين لبناء قدرات المركز وتعزيز التعاون المستمر بينهما بما في ذلك تدريب الأطباء والفنيين العاملين في الطب النووي من الدول الاعضاء «آسيا والمحيط الهادي (الباسفيك) في مركز جابر الاحمد للطب النووي». وفيما يتعلق بمسالة الأمان النووي دعا معرفي الوكالة والدول الاعضاء الى العمل على تطوير معاهدة الأمان النووي وتعزيز دور الوكالة لضمان أمان وأمن منشات الطاقة النووية بما يعزز الثقة بدورها المتنامي بين صانعي القرار والمواطنين في الدول الاعضاء. وأشار في هذا الصدد الى أن الكويت أوفت بالتزاماتها في اتفاقية الأمان النووي حيث تم تقديم تقريرها الوطني للاجتماع الاستعراضي السابع للأطراف المتعاقدة للاتفاقية المقرر عقده خلال الفترة من 27 مارس الى 7 ابريل 2017. وفيما يتعلق بالبند الخاص بتنفيذ اتفاق الضمانات بين الوكالة وإيران قال إن الكويت وفي الوقت الذي تؤكد فيه على حق جميع الدول في إنتاج وتطوير واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في اطار ما نصت عليه معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية فإنها تدعو إيران لزيادة تعاونها وبشفافية تامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرد على استفساراتها لتبديد المخاوف والشكوك حول طبيعة برنامجها النووي ومعالجة كافة المسائل العالقة. وفي هذا الخصوص أكد أن الكويت تتطلع الى مصادقة إيران على البروتوكول الإضافي وتنفيذه ليتسنى للوكالة بأن تكون في وضع يمكنها من تقديم تأكيدات ذات مصداقية بشان عدم وجود مواد وانشطة نووية غير معلنة في إيران. وأعرب معرفي عن أمل الكويت في أن يوفر الاتفاق التاريخي بين مجموعة (5 + 1) وإيران حافزا لانضمامها الى معاهدة الأمان النووي للاستفادة المثلى من الخبرات التي توفرها الوكالة في مجال أمان محطات الطاقة النووية الإيرانية المقامة على سواحل الخليج العربي مما يوفر الاطمئنان بمستوى أمان هذه المنشآت السلمية لدول المنطقة. كما تطرق السفير الكويتي في كلمته الى الانشطة النووية في كوريا الشمالية حيث أعرب عن اسفه لعدم قدرة الوكالة على التحقق من الانشطة النووية في كوريا الشمالية في ظل غياب مفتشي الوكالة. ودعا كوريا الشمالية وبشكل عاجل الى التعاون مع الوكالة لتنفيذ اتفاق الضمانات الخاص بها والمعقودة بموجب معاهدة الانتشار النووي بشكل كامل وفعال وتسوية جميع المسائل العالقة بما في ذلك مسالة السماح لمفتشي الوكالة بالتحقق من انشطتها النووية بصفتها الجهة الوحيدة المسؤولة عن اجراءات التحقق من الانشطة النووية. وحول تعميم تطبيق نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال معرفي إن الكويت تعلق اهمية كبرى على مسالة تعميم هذا النظام في منطقة الشرق الاوسط وعلى جميع الانشطة النووية باعتبار الوكالة هي الجهة المختصة والقادرة على تقديم الضمانات بالتزام الدول باتفاقيات الضمانات في المنطقة.
محليات
الكويت تطالب بإخضاع الترسانة النووية الإسرائيلية للرقابة الدولية
12:13 م