ماذا أقول ياخالتي !!... وهاقد مر يوم وأنت تحت التراب.. خبر رحيلك جاء كالصاعقه... فجاءة من دون سابق إنذار أو إعلان... كيف؟ ولماذا؟ وإلى أين؟ كيف.. بموتة هنية... لماذا.. لأنه اليوم الموعود...وإلى أين؟ إلى رب العباد خالق كل شيء..لم أجد ما أعزي نفسي فيك... نفسي وقلبي جريحان.. ذهبتِ وأنتِ في أوج عطائك.. كنتِ لي بمثابة أمي.. رأيتُ فيكِ كل معاني الأمومة... فهي ليست بالورقة والقلم وإنما هي الروح والخُلُق.. كنتِ خير أم لأبنائك وكنتِ ألطف خالة لزوجات أبنائك..كم يؤلمنا فراقك وكم بعدكِ يشقينا... كنتِ الخيمة التي نستظلُ بها... صوتكِ لايزال يتردد في أذني وصورتكِ مازالت أمامي أراكِ في كل مكان في بيتي وفي بيتكِ في فراشكِ وعلى كرسيكِ وفي سيارتكِ وفي ملابسكِ...صورتك لا تفارقني...عشتُ معك عمراً طويلاً شاركتني أفراحي وأحزاني... وكنتِ لي خير معين.. معلمتي أنتِ... تعلمتُ منك الكثير.. وجاء اليوم الموعود... وصار هناك لابد من الفراق... فارقتِ وتركتِ بصمة رائعة في حياة كل واحدٍ منا... بصماتكِ في كل مكان.. أراها في عيون أبنائكِ... فهنيئاً لكِ يا أم ماجد بهم وهنيئاً لك برؤية الحبيب...رباه... إن بيدك امرأة صالحة.. كانت وكانت.. وهي الآن ضعيفة بين يديك فارحمها فإنها تحبك... واجعل عن يمينها والديها واسعد قلبها بهما.. واجعل عن شمالها أحبابها تتحاكى معهم... وإذا رفعت رأسها فمتع ناظريها برؤيتك.. واسبغها برحمتك وعطفك.. واجعلها ممن قلت فيهم: «على سرر موضونة، متكئين عليها متقابلين، يطوف عليهم ولدان مخلدون، بأكواب وأباريق وكأس من معين، لا يصدعون عنها ولا ينزفون»...أخبريني يا خالتي...كيف كنت تعلمين وكأنك على علم بيومك؟! وكيف كنتِ تتحضرين لرؤية الرفيق الأعلى؟.. كنتِ تعلمين أنكِ على موعد معه... كيف لا!! وأنتِ إنسانة شفافة.. تُقرأ بسهولة ويسر... تزيّنتِ للقائه.. واستعددتِ أجمل استعداد، كم كنت أود أن تشاركيني فرحتي في أبنائي... ولكن أين الفرحة الآن وأنتِ في السماء...زورينا.... زورينا... ننتظر زيارتكِ بشوق... طيفكِ موجود... لم يرحل معكِ... كيف يرحل وأحبابه متعلقون به !! لن ندعه يرحل عنا.. صورتكِ ومكانكِ وصوتكِ موجود نحس به ونسمعه ونراه... في كل لحظه.ارقدي بسلام يا أم ماجد... وافرحي بلقاء رب العباد... وكأني أراكِ سعيدة بالوقوف والسير على رجليكِ كما تمنيتِ... وستكونين معنا في كل الأوقات، استودعتك الله يا أغلى الناس.