الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، شعائره محددة، بأعمال تؤدى، وألفاظ تقال، ومسافات تقطع، وامتناع عن أعمال نصت عليها آيات قرآنية، غير قابلة للجدال أو التغيير، كل ذلك في زمن محدد ومكان معين، الزمان شهر ذي الحجة، والمكان مكة المكرمة.وهناك شروط لصحة هذه العبادة لا خلاف فيها، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال يقول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197]، وأمر كذلك بعمل الخير واكتساب المنافع، يقول تبارك وتعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)) [الحج]، وإن كان للبعض رأي آخر فذلك شأنهم والله يتقبل من عباده جميعاً صالح الأعمال، ولكل امرئ ما نوى.من حجوا هذا العام يقولون إن حجهم كان سهلاً ميسراً، بفضل من الله سبحانه وتعالى على ضيوفه، وأثنوا على جهود السلطات السعودية التي جندت عشرات الآلاف من مواطنيها لخدمتهم، وسيّرت عدداً هائلاً من الآليات والحافلات لراحتهم، وقدمت خدمات طبية مميزة لصحتهم، مع أنّ عددهم قد فاق المليوني حاج، وأرجعوا هذا النجاح لغياب حجاج المسيرات والمظاهرات، ومنع تسرب الإرهابيين عن بيت الله وضيوفه، ما جعل جميع الجهود تنصب في خدمة الحجاج بدلاً من المراقبة والحماية.نجاح كانت نتيجته رفض كل الدول الإسلامية المقترح الإيراني بتدويل الحرمين الشريفين لاستحالة هذا الأمر، لأن الدول التي بها مسلمون تفوق المئة دولة، والتدويل سيشتت الجهود، ويوجد صراعاً على المناصب والقيادات، وعجزاً في الصرف لخدمة الحجاج، والإعمار، وتمسك البعض بآرائه وإن اختلف عن رأي الأغلبية بسبب التنوع البشري الهائل واختلافات مذهبية وعادات ولغات.وما نعرفه جميعاً أن لرؤساء بعثات الحج للدول الإسلامية رأياً مسموعاً لدى سلطات الحج السعودية التي تسعى لتحقيق مطالبهم وحل شكاواهم، وتقدم لهم كل ما يحتاجونه من طلبات وإمكانات، وإبعاد أي خلاف مذهبي أو سياسي في الخطبة التي يلقيها إمام المسجد الحرام، بل إن لدى عدد كبير من الدول الإسلامية متطوعين للعمل تحت القيادة السعودية وأظن أن هذا النوع من المشاركة الدولية كافٍ، لأن الدولة السعودية وعلى مدى عقود عديدة نجحت في خدمة الحجاج وجعل الحج عبادة سهلة وميسرة، عبر إنشاء الطرق والجسور والأنفاق، والوسائل المتطورة في النقل، ولا أظن أن هناك دولة إسلامية أخرى لديها قدرة مالية وبشرية لتقديم خدمة أفضل.إضاءةكعادته هنأ الشاعر مبارك بو ظهير أصدقاءه ومحبيه بأبيات شعرية رائعة، وبدوري أنقلها لك عزيزي القارئ:كل عام وانت بخير في كل الاياموكل الليالي جعلها لك تباركقدرك بقلبي في مكانه من اعواماي والذي نزل قريش وتباركهذي تحيه مسك في بدء وختْاممني (مبارك) وانت عيدك (مبارك)
مقالات
ولي رأي
حج آمن مبرور
11:18 ص