على الرغم من حياة أسمهان القصيرة حيث ماتت في سن الـ23 الا أن مشوارها كان مليئاً بالأحداث المثيرة. ويؤكد المقربون منها أنها لم تكن تحب الفن بقدر عشقها لكونها أميرة، وربما هذا ما استهواها في اللعب مع الكبار خلف كواليس السياسة. ولأنها لم تكن تتقن أصول اللعبة، دفعت حياتها ثمناً لحفنة جنيهات استرلينية. وكان من أبرز أدوارها السياسية ما قامت به أثناء الحرب العالمية الثانية لتحقيق استقلال بلادها، وتعرضت لموت محقق عشرات المرات، وقيل انها كانت ضابطة في المخابرات البريطانية، بعد أن قام قائد المخابرات بتجنيدها حيث طلب منها السفر الى الدروز بصفتها زوجة الأمير حسن الأطرش وزير دفاع سورية للتحدث في أمور تتعلق بعدم اعتداء الدروز على الجيش البريطاني أثناء دخوله البلاد، خوفاً من اجتياح جيوش المحور للبلاد.
/>برعت أسمهان في تقديم المعلومات للاستخبارات، حتى حكم عليها بالاعدام من قبل الألمان لما ألحقته بهم من أضرار، فانتقلت للعمل في فلسطين وكان يرافقها بصفة دائمة ضابط بريطاني.
/>وحينما أصبح الألمان على أبواب مصر خشيت بريطانيا وقوعها في الأسر، فقرروا التخلص منها خشية أن تفضح ما سمعته وشاهدته، فماتت أسمهان غرقاً. كانت أسمهان ماهرة في التخفي، وقد شكلت حرساً خاصاً بزي خاص من الدروز، شاركوا في حماية الانكليز، وكانت تحصل على أموال كثيرة نظير هذه الخدمات، ولكن نظراً الى بذخها الشديد رفض الانكليز الانفاق عليها، فحاولت الاتصال بالألمان لكنها أعيدت من على نقطة الحدود كما يقال انها ماتت غرقاً، بعد خلاف مع المنتج والممثل أحمد سالم خامس أزواجها وبعد شهرين من موتها أصر شقيقها فريد الأطرش على فتح ملف الحادث، ولكنه فاجأ الجميع بإعلانه في الصحف أن أسمهان لم تقتل. ومازال السؤال المحيّر يطرح نفسه: من قتل اسمهان؟ قد يكون الألمان قتلوها لاتصالها بالانكليز، وقد يكون الانكليز خشية فضح أسرارهم أو بسبب صراعها مع الملكة نازلي على حب رئيس الديوان الملكي المصري آنذاك أحمد باشا حسنين الذي كان يقابلها في فندق «مينا هاوس».
/>كان أحمد حسنين وسيماً يفتن النساء في أي حفلة أو مكان بسبب أناقته ومظهره الرجولي. استلطفته أسمهان وأعجبت به، وتودّد اليها، في الوقت نفسه كان يريد الاحتيال على الملكة نازلي والدة فاروق، وهذا الأخير كان يراقب علاقة والدته بأحمد حسنين ويعرف انه يلتقي أسمهان، كان يهدف الى فض العلاقة بين أمه وأحمد حسنين، اذ كانت نازلي تهدّد عرش فاروق السياسي من كثرة حكاياتها ومغامراتها الجنسية. وبعدما ذهبت الى فندق داوود في فلسطين، انصاع فاروق ووافق على زواجها من أحمد حسنين. وصل الخبر الى أسمهان التي كانت تقيم في فندق داوود في فلسطين وشعرت بخداع أحمد حسنين.
/>ويُقال ان أسمهان أعطت سالم خمسة آلاف جنيه مقابل زواجها منه لتدخل مصر ويبدأ تصوير فيلم «غرام وانتقام»، ويقال أيضاً انها تزوجت أحمد سالم في ظل غيرتها من زواج أحمد حسنين من الملكة العجوز. كانت أسمهان تظن أن زواجها بأحمد سالم يفتح لها الطريق الى مصر، فالقانون المصري لا يعترف بزواج المصري من أجنبية الا بعد موافقة وزارة الداخلية ووزارة العدل معاً.
/>كانت ادارة الجوازات والجنسية مصرّة على منع أسمهان من العودة الى مصر بإيحاء من غريمتها الملكة نازلي. سمحت الواسطة لأسمهان بالدخول، والمفارقة أن خبر زواج نازلي من أحمد حسنين اقتصر على دائرة القصر الملكي، وخبر زواج أحمد سالم وأسمهان نشرته جميع الصحف. ووجدت أسمهان في استقبالها حملة صحافية تقول انها خطفت أحمد سالم من تحية كاريوكا. اعتقدت أسمهان أنها انتقمت من أحمد حسنين وسرعان ما اكتشفت أن الزوج الجديد يعاملها شأن الرجال الآخرين مع النساء، ولا يخاطب الا جسدها.
/>كان أحمد حسنين الطامح الى سدة السلطة لا يزال يطمح في أن تبقى أسمهان عشيقته ولكن في الظل، واستطاع أن يقنعها بأن زواجه بنازلي هو زواج مصلحة، وان حبه الحقيقي هو لأسمهان التي كانت في حال استعداد لسماع مثل هذا الاعتراف لرد اعتبارها خصوصاً أن فضائح أحمد سالم كانت كفيلة قتل أي مشاعر بداخلها، وبدأت الاشاعات والأقوال تتردّد حول استئناف أحمد حسنين علاقته مع أسمهان، وبدأ أحمد سالم بمراقبتها.
/>ثمة رواية تقول انه في احدى المرات أراد أن يمنعها من الذهاب الى السهر فأطلق نحوها النار من مسدسه. اتصلت بالشرطة التي حضرت وحدث تبادل لاطلاق النار بين أحمد سالم والشرطة أصيب أحمد سالم ونقل الى المستشفى واعترف بأن اطلاق النار على زوجته كان بسبب أحمد حسنين. أراد الملك الانتقام من أمه التي أجبرته على الموافقة على زواجها من أحمد حسنين، وذلك من خلال اطلاق العنان لأحمد سالم في نشر كتاب عن علاقة زوجها بأسمهان.
/>