هل أعياد اليوم... غير أعياد الأمس؟!وهل تتغير الأيام نفسها؟ أم تتبدل طرائق الناس في استقبال الأعياد، والتفاعل مع مظاهرها؟!«الراي» سألت كوكبة من الفنانين والإعلاميين عن رؤيتهم للعيد على مر السنوات، وكيف كان في نظرهم وإلى أي مدى يرون وجوهاً للشبه بين أعياد هذا العصر، والأعياد في «زمان الطفولة».المشاهير الذين استطلعت «الراي» آراءهم اتفقوا جميعاً على أن «الحداثة قضت على البساطة... وغيّرت ملامح العيد في العصر الجديد»، مردفين «أن الجيل الحالي لم يعد يقبل بالعيادي الرمزية من الأوراق المالية الصغيرة الحجم والقيمة، وبات يُفضّل ورقة نوط بوعشرين، ولا يرضى عنها بديلاً»!البعض كان حاسماً في رؤيته مشيراً إلى أن زمن «العيادي» الجميل ذهب إلى غير رجعة، وأصبح شيئاً من الماضي، فالطفل الصغير اليوم لا يقبل بأقل من نوط «بوعشرة» أو «نوط بوعشرين»، في حين كان الطفل في الماضي يرضى بالقليل.ولفت جمْع من الفنانين إلى أن الكثير من العادات والتقاليد الإيجابية والمميزة تبخّرت، ولم يعد لها أثر في وقتنا المعيش، على غرار تبادل الزيارات العائلية، التي من شأنها أن تعزز الترابط الاجتماعي وصلة الأرحام، وصار الكثيرون يكتفون عوضاً عن ذلك فقط بإرسال «المسجات» الهاتفية!«الراي» استمعت للفنانين والإعلاميين في ثنايا هذا الاستطلاع، ورصدت آراءهم، وها هي التفاصيل نسردها في هذه السطور:البداية كانت مع مذيعة تلفزيون الكويت أنوار الراشد التي كشفت عن أنها تفضل الاحتفال بالعيد على طريقتها الخاصة، مشيرة إلى اختلاف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الوقت الحالي عنها في الزمن الجميل، وموضحةً أن «المد الحضري» قضى على كثير من العادات والتقاليد القديمة، في ظل التطور الذي تشهده البلاد بشكل عام.وقالت الراشد: «في الماضي كنا نستغل العيد بأكمله على مدار سبعة أيام، أما اليوم فللأسف أصبح يقتصر احتفالنا بالعيد أنا وعائلتي على يومين لتبادل التهنئة، ففي اليوم الأول تكون الزوارة في (البيت العود)، بينما تكون في اليوم الثاني زوارتنا في بيت الوالد والوالدة، بحيث يكون اليومان غالباً متشابهين ومميزين، فالغداء في هذا العيد له رونقه الخاص من وجبة دسمة مثل (القوزي) من الأضحية وغيرها مما لذ وطاب من أطعمة، ثم نختتم الوجبة الدسمة بالحلويات الكويتية بأنواعها مع القهوة العربية بينما يجمعنا حوار مع الأهل حول ذكريات جميلة وتطورات أفراد العائلة، وأطفالنا الحصة الأكبر بفرحة العيد وهي العيدية».وحول العيادي الرمزية التي كانت تُعطى في السابق مقارنة بالحاضر، عبّرت الراشد عن أن الزمن الجميل ولّى بالطبع من غير رجعة، فالدينار اليوم أصبح لا يحقق الكثير بسبب المتطلبات اليومية المكلفة، مشيرة إلى أن ميزانيتها في العيد تتراوح بين 300 و400 دينار. وعن أبرز موقف محرج لها في العيد، قالت الراشد: «موقف محرج لا أنساه عندما أعطيت عيدية عشرة دنانير لأحد أطفال العائلة، وفوجئتُ به يرفضها مع العلم أن عمره 6 سنوات فقط، وانحرجت بسبب بكائه ولم يسكت إلا بعد أن أحكم قبضته على العشرة الثانية».ولا تؤيد الراشد تبادل التهاني بالمسجات، وتفضل الاتصال على الأقرباء وزيارتهم، أما الأصدقاء والزملاء فتتبادل معهم الاتصال أو المسجات للتهنئة، مؤكدةً أنها حريصة على معايدة جميع زملائها الإعلاميين.في السياق ذاته، أكد الفنان والمذيع محمد الطاحون أن احتفاله في العيد يبتدئ بشعائر الصلاة والأضحية، مردفاً: «ثم أجلس مع أسرتي وتحديداً الوالد والوالدة»، مشيراً إلى أن ميزانية العيادي التي يوزعها تبلغ 100 دينار. أما عن المواقف المحرجة فقال الطاحون: «عندما أعمد إلى توزيع العيادي يجب على الكبير أن يأخذ أكثر، وهذا العرف تقريباً، ولكن المصيبة عندما يطيح عليك الصغير ويراك توزع، فيطالعك بنظرة وكأنه يقول لك (شمعنه)، فبالأخير مجبور أن أعطيه».ورفض محمد تبادل التهاني بالمسجات، مؤكداً: «نحن الآن نعيش في زمن السرعة، وانجرفنا إلى هذه العادة السيئة، فهو يحرص على معايدة الفنان طارق العلي والمخرج غافل فاضل.في هذا الإطار قالت المطربة بسمة إنها تحتفل مع ابنتها «فطوم» والأهل والأصدقاء، ولكن أغلب طلعاتها في العيد تكون إما في المسرحيات أو السينما.وعن العيادي التي كان يتم توزيعها في السابق مقارنة بها الآن، قالت بسمة: «للأسف كانت لدينا قناعة بكل شيء، وليس في العيادي فقط، حتى ملابس العيد كنا نقنع ونرضى بما يأتي إلينا، أما اليوم فأصبح لا يعجب أحداً، لا في الملابس ولا الأماكن الترفيهية ولا حتى العيادي، ولكن تكلفة المعيشة أصبحت متصاعدة الغلاء، وربما هذا هو ما يصنع الفارق بين السابق والحاضر».وعما إذا كانت تقوم بتوزيع «العيادي»، كشفت بسمة عن أنها لا تعطي العيادي، وإنما فقط تتسلم وتستقبل العيادي. أما المواقف المحرجة التي مرت بها في العيد فقالت: «يقع الحرج عندما يأتيك الأطفال لإعطائهم العيادي، وأنت أصلاً متخذ قراراً بألا تعطيهم، فهذا قمة الإحراج». وبشأن تبادل التهاني في العيد «بالمسجات» فقط، واصلت بسمة: «في الأغلب (نعم) أرسل إليهم (مسجات) تهنئة، ولكن الناس القريبين مني يجب عليّ تقديم التهنئة بزيارة خاصة لهم»، مؤكدة: «لا يوجد لديّ فنان معين أعايده، فبطبعي أحرص على معايدة الجميع».من زاويتها قالت المذيعة في تلفزيون الكويت علياء جوهر «إن العيد في الكويت فرصة للالتقاء بالأهل والمحبة وتبادل التهاني وفرصة للتسامح بين المتخاصمين ونظراً لطبيعتي التي تتصف بالاجتماعية أمارس طقوسي في العيد بالزيارات ومتعتي تبلغ ذروتها بتوزيع العيادي على الأطفال وتلقي العيادي طبعاً قبل».وحول العيادي في السابق واختلافاتها عن الوقت الحالي، أوضحت الجوهر: «بالتأكيد، فلكل زمان حالته، فغلاء الأسعار وطبيعة المعيشة لها حكمها، فالأطفال الآن أكثر وعيا وجرأة، والزمن البسيط ولى، فيجب أن أجهز فئات (العشرات) حتى لا أتلقى النظرة العابسة من عيالنا، أما ميزانية العيادي للتوزيع فتتراوح بين 100 و200 دينار».أما أبرز موقف محرج حدث لها في العيد، فذكرت علياء الجوهر: «لا تحضرني مواقف معينة، ولكنني أذكر عندما كنت صغيرة كنت مشاغبة جداً، فكنت أسلم وأقول أبي عيديتي، وأمي كانت تعطيني النظرة اللي معناها: يا ويلج بالبيت».وحول ما كانت تؤيد تبادل التهاني من خلال «المسجات»، أوضحت الجوهر: «أنا ما بين مؤيد ومعارض، فالتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في إبقاء التواصل من بعد، والاكتفاء بتبادل المسجات وغيرها من التطبيقات، ولكنني أحرص على معايدة الأقرباء والعائلة والأصدقاء المقربين برؤيتهم في العيد»، مشيرة إلى أن أول إعلامي تحرص على معايدته هو مدير الإنتاج في تلفزيون الكويت محمد المسري، «لأنه بلا شك هو أستاذي، وأُكنّ له كل الاحترام والود».من زاويتها، ذهبت المطربة نورا إلى «أن العيد في السابق كان يقتصر على السلام والتهنئة، أما بالنسبة إليّ فسيكون عيدي على خشبة المسرح، وإذا شاهدتُ الجمهور (مستانس) ونحن نعرض لهم مسرحية (المدينة الثلجية 2)، فسيكون هذا قمة سعادتي».نورا تحدثت عن توزيع العيادي في السابق واختلافاته في الوقت الحالي، فأوضحت «أن الطفل الصغير إذا شاهد الدينار يقول لك: عطني (الزرقة) يقصد ورقة الـ 20 ديناراً، وبالنسبة إليّ إذا كانت عيديتي ديناراً راح أستانس».وأكدت نورا أنها لم تضع ميزانية خاصة لتوزيع العيادي، بحكم انشغالها بفنها وتقديم عروضها المسرحية، مبينةً أن عيديتها هي أجرها. أما أبرز موقف محرج لديها فأشارت إلى أنه في بعض الأحيان ومن فرط الزحمة تُسلّم على الشخص مرتين. وعما إذا كانت تؤيد تبادل التهنئة عبر الرسائل الهاتفية، قالت نورا: «إذا لم أكن مشغولة، ولدي الوقت الكافي أروح بنفسي وأبارك كي أحس بفرحة العيد، أما إذا كانت لدي عروض فأكتفي بالرسائل، وعادة ما أغفل التهنئة على الجميع، وأنتظر حتى ينتهي العيد وأهنيهم»، مؤكدة أن أول شخصية من الساحة الغنائية تبدأ بمعايدتها هي المطربة الأنين، فهي تعتز بها لأنها أول مطربة تلاقت معها.في هذا السياق فضلت الفنانة حنان أن تكون موجودة في العيد مع أهلها، مؤكدة أن زمن العيادي اختلف عن السابق، حيث إن الأطفال صاروا يطلبون أكثر من السابق، ولا يعجبهم المبلغ البسيط، فزمن «التفاهم» مع الأطفال وصل إلى طريق مسدود!وحول ميزانية العيادي التي تصرفها، أوضحت حنان أنها شخصياً لا توزع العيادي، مشيرةً إلى أنها هي من تطلب العيادي من أهلها.وعن أبرز المواقف المحرجة لها في العيد، قالت حنان: «إن الأطفال يريدون مني أن أوزع عليهم العيادي، وأنا مع الأسف أعتذر لهم عن عدم موافقتي على توزيع العيادي». أما بشأن المعايدة بواسطة الرسائل الهاتفية، فتؤكد «أن الرسائل لا تغْني عن التجمع مع الأهل ومعايدتهم وجهاً لوجه وتبادل الحوارات والذكريات معهم». وختمت حنان بأن أول فنانة تحرص على معايدتها هي الفنانة أمل عباس.من منظوره، أكد الكاتب الشاب محمد النشمي أنه دأب على انتهاز عطلة العيد في السفر برفقة الأهل إلى تركيا أو غيرها من البلدان التي يحبها، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجازات القصيرة تُعد فرصة ذهبية للاسترخاء والاستجمام في مروج بلاد السلاطين، بعيداً عن صخب الحياة وضوضاء المدن وخربشات القلم، خصوصاً بعد عام من العزلة عن الناس، والانشغال في رسم الخطوط الدرامية للشخصيات الخيالية، في النصوص التي يعكف على كتابتها طوال العام.ولفت النشمي إلى أنه غالباً ما يتعرض للإحراج بسبب نومه العميق في صبيحة العيد، والاستيقاظ في آخر النهار، وهو ما يعرضه للعتب الشديد من جانب المقربين لعدم «معايدتهم» في وقت مبكر، مستدركاً: «لكننّي سرعان ما أتدارك الأمر، وأقدم التهاني للجميع سواء عبر الزيارات أو الاتصال أو من خلال الرسائل النصية، ولا سيما الفنانتين القديرتين حياة الفهد وهدى حسين، اللتين تربطني بهما علاقة قوية للغاية».وتطرق النشمي في سياق حديثه إلى عيادي العيد، مبيناً أنه اعتاد توزيع العيادي للصغار منذ أن كان طالباً في الثانوية، ومردفاً: «كنتُ أدخر جزءاً من أموالي التي أكسبها من خلال عملي في التأليف الدرامي، لكي أهديها للصغار في مثل هذه المناسبات السعيدة»، ومتابعاً: «ما أجمل أن ترسم البسمة على شفاه الأطفال، وتغرس الفرحة في قلوبهم».على الصعيد ذاته، عبّرت الفنانة غرور عن فرحتها العارمة بحلول عيد الأضحى المبارك، كاشفة عن أنها تفضل الاحتفال بالعيد مع أسرتها والمحيطين بها، ومهنئة القيادة السياسية والشعب الكويتي بهذه المناسبة العزيزة، إلى جانب زملائها في الوسط الفني، ولا سيما الفنانة القديرة سعاد عبدالله، وقالت: «كل عام والكويت قيادة وحكومة وشعباً بألف خير، وعيدكم مبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات».وواصلت غرور أنها تعودت تهنئة المقربين من خلال الزيارات الشخصية، رافضةً مبدأ الرسائل الهاتفية، ومكملةً: «أنا ضد التهئنة بواسطة (المسجات) أو غيرها من تطبيقات الهواتف الذكية، لأن تبادل الزيارات يعزز من صلة الأرحام، ويضاعف الترابط الاجتماعي بين الناس».وأفصحت غرور عن ميزانية العيادي التي ترصدها قبل العيد، تمهيداً لتوزيعها على الأطفال، مبينة «أنها تتراوح بين 100 و200 دينار، إذ يختلف الأمر من عيد إلى آخر»، ومشيرة إلى «أن الجيل الحالي لا يقبل بمبلغ أقل من 10 دنانير كعيدية له، ولا عزاء للأجيال السابقة التي كانت تفرح كثيراً بالعيادي الزهيدة».في المناسبة نفسها، لم تخف الفنانة رهف سعادتها الغامرة بعيد الأضحى، متمنيةً أن يعمّ الأمن والسلام الأمتين العربية والإسلامية، مضيفةً: «لكل عيد رونقه الخاص به، ففي عيد الفطر يحتفل الناس بعد صيام شهر رمضان المبارك، في حين يتميز عيد الأضحى بوجه آخر من أوجه الفرح، حيث نحر الأضاحي وطواف الحجيج في بيت الله الحرام، وغيرها من الأمور التي تؤنس النفوس وتشرح الصدور»، وعادت بذاكرتها إلى الوراء قائلةً: «في طفولتي كنت أحصل على الكثير من (العيادي) وخصوصاً من فئة العشرين ديناراً، لدرجة أنني كنت أجمع ثروة مالية تبلغ في بعض الأعياد 150 ديناراً، وهذا مبلغ يعتبر كبيراً بمقاييس تلك الفترة، فأنا كنتُ مدللة وقتذاك من جانب أهلي وأخوالي».ولم تُخفِ الفنانة رهف تقصيرها أحياناً في زيارة الأقرباء والأصدقاء، وعزَت ذلك إلى انشغالها غالباً في بعض الأعمال المسرحية التي تقدمها خلال عطلة العيد، مستدركة: «لكننَي أحاول جاهدة أن أتبادل التهاني مع الجميع من خلال الرسائل الهاتفية».
فنون - مشاهير
أجمعوا على أن الحداثة قضت على «البساطة»... وغيّرت ملامح العيد
فنانون وإعلاميون لـ «الراي»: الجيل الحالي يُفضِّل... «نوط بوعشرين»!
12:00 م