من منا لا يبحث عن تحقيق النجاح؟ ومن منا لا ينتظر أن تأتيه الفرصة لتحقيق هذا النجاح؟ ومن منا إن سنحت له الفرصة، لم يسع بشتى الطرق لاستغلالها لتحقيق ما يصبو إليه؟ يتشبث بها ويجتهد فيها ويتعامل معها لعل وعسى أن يصل لمبتغاه. أحياناً كثيرة، تمر الفرص أمامنا وقد لا نعلم أنها هنا! نحاول أن ندركها لكن من دون جدوى، فنتحسر لضياعها ونتأسف عليها بندم شديد. ولكنني متيقن من أن الفرص كثيرة وإن فاتتنا فرصة، فسنجد حتما غيرها! والدليل على ذلك، أننا اليوم أمام فرصة عظيمة وهبها الخالق جل علاه لنا، والفرصة - تحديدا - هي يوم عرفة.فيوم عرفة، يوم إكمال دين الإسلام، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا». قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. وفي عرفة ركن الحج العظيم، فقد ذكر عن النبي أنه قال: «الحج عرفة».ويوم عرفة، هو أحد أيام العشر الأول من ذي الحجة، وقد قال النبي الكريم عنها: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر» - يعني عشر ذي الحجة - قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» رواه الترمذي. ويوم عرفة من الأيام المعلومات التي أثنى الله عز وجل عليها في سورة المائدة: «ليشهدوا منافع لهم وليذكروا اسم الله في أيام معلومات».ويوم عرفة من أيام أعياد المسلمين، فقد قال نبينا الكريم: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام» راوه داوود وصححه الألباني. وصيام يوم عرفة له أجر عظيم، فقد قال رسول الله عند سؤاله عن فضل صيام يوم عرفة أنه: «يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» رواه مسلم في الصحيح. والدعاء في يوم عرفة له فضل رفيع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» صححه الألباني في كتاب السلسلة الصحيحة.ويوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن الرسول قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟». وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي كان يقول: «إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي آتوني شعثاً غبراً».والحديث عن يوم عرفة وفضائله لا ينتهي، فنحن اليوم أمام فرصة حقيقية لا نعلم إن كنا سندركها العام القادم أم أن الله سيأخذ أجلنا! فياليتنا أنا وأنت عزيزي القارئ نعمل بها، لعل وعسى أن نجد عند الله القبول، فلا ألذ ولا أعظم من هذا النجاح إن تحقق!Email: boadeeb@yahoo.com
مقالات
اجتهادات
فرصة...!
04:39 ص