إذا كان للإبداع عنوانٌ، فإن فرقة الإنشاد الفيليبينية «مادريغال» هي العنوانُ!فلا شيء يضاهي روعة الموسيقى وعذوبة أنغامها، سوى تلك التي تخرج من الحناجر لتنساب فوراً على القلوب.عشرون مؤديا قدموا الأناشيد العاطفية والفولكلورية بجميع ألوانها، لينثروا البهجة والفرح على كل الشعوب، متخذين من أصواتهم الأوبرالية نغمات متعددة الألحان، من دون الحاجة إلى العزف على الآلات الموسيقية، وصانعين بأقدامهم إيقاعات بطيئة حيناً، ومتسارعة في كثير من الأحيان، من خلال الرفس بقوة على الأرض، كخيول جامحة عصت إطاعة أمر صاحبها.هذا ملخص شامل ومختصر لما قدمته فرقة «مادريغال» الفيليبينية، خلال الأمسية الإنشادية التي أحيتها مساء أول من أمس على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وضمن فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016».شهد الحفل، حضوراً جماهيرياً غفيراً، يتقدمهم سفير الفيليبين لدى البلاد ريناتو بيدرو أوفيلا، إلى جانب باقة من الديبلوماسيين، وكوكبة من أبناء الجاليات الآسيوية.في البداية، وقبل انطلاق الحفل، ثمّن السفير أوفيلا أهمية التبادل الثقافي بين بلاده ودولة الكويت. وأشار في تصريح خاص لـ «الراي»، إلى أن فرقة مادريغال تعد إحدى أبرز المنارات الثقافية والفنية في بلاده، كما تحظى بشعبية واسعة جداً في بلدان متعددة حول العالم، منوهاً إلى حصولها على العديد من الجوائز والألقاب في محافل دولية كثيرة، ومن منظمات إنسانية مرموقة كمنظمة اليونيسكو وغيرها الكثير.وقال: «منذ تأسيس الفرقة في جامعة الفيليبين في منتصف السبعينات من القرن الماضي، لا يزال أعضاؤها متشبثين بالمحافظة على أصالتها وفنونها العريقة، بل إنه لم يأفل نجم الفرقة قط بالرغم من رحيل بعض أعضائها وانتساب أعضاء جدد في صفوفها، وهم جميعاً من طلاب الجامعة»، مؤكداً أن فن الإنشاد يعتبر من الفنون السائدة في الفيليبين، ويحبذه الصغار والكبار، عطفاً على الرقصات الشعبية التقليدية التي تتفنن الفرقة في أدائها.داخل مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ما إن سمعت الجماهير وقع خطوات أعضاء الفرقة على خشبة المسرح، حتى دوت الصيحات وتعالت الهتافات، لتنطلق بعد ذلك وصلة الإنشاد، التي تفشى سحرها الأخاذ منذ الوهلة الأولى في أركان المسرح.في مستهل وصلتها، قدمت فرقة «مادريغال» أنشودة بعنوان «الزواج منك»، أتبعتها بأنشودة «الألوان الحقيقية»، ثم أنشودة بعنوان «الانقطاع».وفيما كانت الفرقة تواصل فقراتها الإنشادية بإتقان شديد على خشبة المسرح، كان التفاعل الجماهيري يزداد لهيبه شيئاً فشيئاً في المدرجات، حتى بلغ ذروته في أنشودة «غداً أحبك» والتي أثارت عاصفة من التصفيق.كما عزفت أنشودة «كل من ليّ» على شغاف القلوب، قبل أن تنطلق صافرات الإعجاب على إيقاع الأنشودة الخفيفة «جوز الهند»، لتختتم الفرقة وصلتها بأنشودة لا تقل روعة عما قدمته وكانت بعنوان «دورة الحياة».