حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من تكفير للسيئات فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم. ويقول العلامة النووي رحمه الله تعالى في شرحه للحديث الشريف: «معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر... وإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجات» انتهى.ففي صيام المسلم لهذا اليوم العظيم تكفير لسيئاته لمدة سنتين والمراد بها صغائر الذنوب لا كبائرها التي تحتاج إلى توبة، وفي صيامه زيادة في الأجر وتكثير للحسنات ورفعة في الدرجات، وأما الحاج فقد نُهي عن صيامه لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، رواه أبو داود، والحكمة من النهي أنه يوم تعب ومشقة فكان نهيه عن الصيام من باب دفع جهد البدن والسفر والعبادة ولكي يتفرغ الحاج للذكر والدعاء، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «فأحب صومها -عرفة-إلا أن يكون حاجاً فأحب له ترك صوم يوم عرفة، لأنه حاج مضح-أي قاعد في الضح وهو ضوء الشمس- مسافر، ولترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه في الحج، وليقوى بذلك على الدعاء، وأفضل الدعاء يوم عرفة» انتهى.فمن أفطر كان أقوى لتحمل العبادة، وأما من صام يوم عرفة أثناء حجه ضعف عن أداء ما عليه من ذكر في هذا اليوم العظيم، فانظر إلى عظمة الإسلام الذي منع الحاج من الصيام في يوم الذكر؛ ليخفف عنه وليجعل لكل عبد ما هو أنفع وأنسب له وإن كان ذكراً ودعاءً ليتجه إلى ربه بلسانه وقلبه وذهنه ويقوم بعبادته بالصورة المطلوبة التي ينال بها رضا الله تعالى.* دكتوراه في الفقه المقارن@aaalsenanaalsenan@hotmail.com
متفرقات - إسلاميات
حروف نيرة
صيام يوم عرفة
08:25 م