كيف نصحح أخطاءنا التاريخية؟

عزيزي القارئ، هل تتفق معي أننا نتبنى ما تعلّمناه، فالإنسان في كل مكان هو وليد ما يتلقاه من ثقافة ومعلومة. من هنا كان من المهم للضعفاء أن يعرفوا ما يصل للأقوياء من معلومة عنهم، ففي النهاية الذي سيتحكم هو القوي.هذا هو الخطأ الذي وقع فيه المسلمون والعرب، تركوا المستشرقين يشكلون الوعي الغربي عنا، وبالطبع فإن ردات أفعال الغرب ونظراتهم لنا كانت نتاجاً لما زرعه فيهم المستشرقون، وهي نظرات سلبية ندفَعُ نحن ثمنها في عالم يتحكم فيه القوي بمصير الضعيف.ولكي نعلم كيف ينظُر لنا العالم القوي لنفتح نافذة نرى بها من هم وسطاؤنا لهم:1 - د. س. مرغليوث: مستشرق إنكليزي عرف بتعصبه ضد الإسلام، وهو من محرّري «دائرةِ المعارف الإسلامية»، وقد كان عضواً في المجمع اللغوي المصري، وعضواً في المجمع العلمي في دمشق... وتتلمذ المفكر المصري طه حسين على يده، وتتلمذ على يد طه حسين، المئات من رواد الثقافة العربية في منتصف القرن العشرين!2 - فيليب حتّي: لبناني أميركي الجنسية، كان رئيساً لقسم الدراسات الشرقية في جامعة برنستون، وأيضاً كان مستشاراً في وزارة الخارجية الأميركية. ألّف «تاريخ العرب»، وهو كتاب غير محايد ويمكن معرفة نوع الاستشارات التي يقدمها للخارجية من خلال أفكاره التي تظهر في كتبه.3 - برنارد لويس: يهودي انكليزي حصل في ثمانينات القرن العشرين على الجنسية الأميركية. يعتبر أحد أهمّ المنظّرين الروحيين لمدرسة المحافظين الجدد في أميركا. ويعتبرُ كذلك أحد أهم الباحثين الأميركيين، ولا يزال يعيش حتى الآن وعمره يزيد على التسعين، ويتقن سبع لغات، وله دور رئيسي في رسمِ السياساتِ الخارجية للحكومة الأميركية والحزب الجمهوري.4 - هنري لامنس اليسوعي: فرنسي عرف عنه تعصبه ضد الإسلام، والغريب أنه محرر في «دائرة المعارف الإسلامية» التي أصدرتها شركة «بريل» الهولندية.5 - هـ. أ. ر. جب: انكليزي من مواليد الاسكندرية، وهو خليفة لمرغليوث في جامعة أكسفورد. ويعد أحد المستشرقين الذين يتصفون بالطبع الانكليزي القديم، باطنهم الرحمة وظاهرهم من قبله العذاب. وهو أيضا أحد محرّري «دائرة المعارف الإسلامية».هذه أمثلة صغيرة جداً من لائحة طويلة جداً من المستشرقين الذين أوصلوا معلوماتهم عنا إلى أصحاب القرار في الدول الغربية القوية، فهل نتعجب من عدم فهم الغرب لنا؟علينا أن نبدأ بإيصال المعلومة الحقيقية عنا للقوى الجديدة الصاعدة، كالصين واليابان وكوريا الجنوبية، حتى نصحح أخطاءنا التاريخية.kalsalehdr@hotmail.com