أكبادنا التي تمشي على الأرض، هم اطفالنا، والاطفال امانة يجب ان يحافظ عليها. ولهم مكانة في قلوب ابائهم وامهاتهم، وان الادب العربي يعج بالابيات الشعرية المتضمنة هذه المعاني... أحدهم فقد ابنه فأنشد يقول:ولي كبدُ مشطورة بيد الردىفتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطريقولون ان ابن عبد ربه الاندلسفقد ولده الأوسط، فقال:وأولادنا مثل الجوارحأيما فقدناه كان الفاقد البني الفقديهل العين بعد السمع تغني مكانهأم السمع بعد العين يهدي كما تهديوأما عن الاهازيج التي ترددها امهات هذه الديرة الجميلة قديماً لابنائهن وهم مستقرون في مهاد الله وامانه، صباحك الصباحي والورد والتفاحي صباح يطرد الهم وصباح يوفي الدين وصباح يقول يا يمه ختمت اليوم جزوين.ما اجمل هذه المضامين وما اروع الهدوء وما أحسن الاستقرار.ولكن هبت على الدنيا عواصف دامية وافكار متطرفة بالية لا تؤمن بالانسانية ولا تحب الاستقرار مكانا دفعها حقدها الدفين لتشرد الآمنين وتقطع قلوب الامهات والاباء وتبعدهم عن بعضهم وتفرقهم عن اطفالهم... فهؤلاء الاطفال في دنيا متلاطمة الامواج الذي يطلع على مشاهدهم ومناظرهم ولا يشعر بالألم في قلبه او لا تذرف عيناه دمعا مشوبا بالمرارة، فإنه قاسي القلب.اطفال استغلوا ابشع استغلال في اهوال وحروب ومجازر، فهذه مجزرة مدينة غازي عنتاب التركية التي هزها الارهاب اخيرا وأودى بحياة اكثر من 51 شخصا في حفل زفاف استخدم الحزام الناسف مراهق لا يتجاوز عمره الرابعة عشر. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مراهقين او حتى اطفال في عمليات انتحارية من جماعات متطرفة ضالة لم تلجأ الى فكر ولا الى ركن وثيق، فقد امسكت الشرطة العراقية منذ ايام بفتى مذعور في شوارع كركوك دون السادسة عشرة واكتشف بعد خلع قميصه بوجود قنبلة تزن كيلوغرامين تطوق جسده النحيل. الامر نفسه دأبت عليه الافكار المتطرفة في افغانستان وكذلك استخدمته حركة «بوكو حرام» في غرب افريقيا في شكل عنيف حيث ينقب عن الاطفال المشردين او الفتيات الصغيرات لارغامهم على ان يصبحوا مفجرين انتحاريين.أما عن وضع الاطفال في جنوب السودان، فبينما جنّدت الجماعات المسلحة نحو 16 ألف طفل منذ اندلاع الحرب الأهلية في ديسمبر عام 2003 فإن الاطراف المتصارعة نجحت في تجنيد مئات من الاطفال قصرا خلال العام الجاري. فقد اشار تقرير الامم المتحدة للطفولة إلى وجود اكثر من 750 ألف طفل نازح داخل جنوب السودان واكثر من 320 ألفا خارج الحدود كلاجئين ونحو 13 ألف طفل مفقود وتعرض 250 ألف طفل للنقص الحاد في التغذية.مليون و800 ألف طفل في جنوب السودان لا يذهبون الى المدارس، اي ما نسبته 51 في المئة، وهي اعلى نسبة في العالم... كم من مئات الآلاف من الاطفال اجبروا على ترك دراستهم بسبب القتال؟ناهيك عن تفشي الأمية بين اطفال العراق، وكثير من الاطفال في مصر وكذلك اطفال في اليمن وليبيا والاطفال المشردين السوريين في بقاع الدنيا وتشرد مجاميع من الاطفال في دول العالم لا يعرفون ذويهم ولا يعرفهم ذووهم.كل يمشي وهو مذهول الفكر وشارد العقل لا يدري اين يحط رحاله ألا من عقل يفكر ام قلب ينبض من أجل انقاذ المحرومين.لنفكر في بسمة الخير وإماطة الأذى عن القلوب ولتكسر القلوب القاسية المتحجرة ليتفجر منها الماء وليتفكروا في خشية الله.أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير أين لعبي ومراحي وأنا غض غرير... كلها راحت هباء، كيف راحت، لست أدري.