• ذهب أحد النحويين إلى سوق الدواب ليشتري حمارا فقال للبائع: «أريد حمارا لا بالصغير المُحتقر ولا بالكبير المُشتهر، إن أقللتُ علفه صبر وإن أكثرتُ علفه شكر، لا يدخل تحت البواري ولا يُزاحم في السواري، إذا خلا في الطريق تدفق وإذا كثر الزحام ترفّق»، فقال له البائع: «ياهذا، لا أمل لك في هكذا طلب إلا أن يُسخط حكيم القرية حمارا فأبيعه اليك».• سأل أحد النُحاة بائع سمك بالبصرة في زمان سيبويه: «بكم هذه السمكة؟»، فقال السمّاك: «بدرهمان»، فقال النحوي: «بل الصحيح أن تقول بدرهمين، وليس بدرهمان»، فقال السمّاك: وهل أنت أعلم من سيبويه؟ لقد كان هنا قبل قليل وأردت أن أبيعها إياه بثلاثة دراهم فرفض وانصرف قائلا «بل ثمنها درهمان».• ذهبت امرأة إلى بيت أحد النحويين لتسأل عن أبيه الطبيب كي يعالجها. فلما فتح لها النحوي الباب خشيت أن تخطئ الإعراب أمامه فقالت: «هل أباك أبيك أبوك ها هنا؟»، فأجابها النحويُّ: «لا لي لو، ليس هنا».• قابل نحَويّ قريبة له لم يرها منذ أشهر فسألها: «كيف حال والدك؟» فأجابت: «مات من مرضه قبل أيام»، فسألها: «وما كانت علته؟»، فأجابت: «ورمت قدميه»، فقال: «بل قولي قدماه»، فقالت: «ثم ارتفع الورم الى ركبتاه»، فقال: «بل قول ركبتيه»، فتابعت: «ثم جحظت عينيه»، فقال: «بل قولي عيناه»، فصاحت غاضبة:«اغرب عن وجهي يا رجل، فوالله إن نحوك هذا أشد كربا عليّ من موت أبي!».