حلّ الرامي فهيد الديحاني ضيفاً على «مجموعة الراي الإعلامية» حيث تحلّق حوله الزملاء لشكره على الانجاز الذي تحقق على يده ولملامسة تلك الميدالية الذهبية التي انتزعها في رماية «الحفرة المزدوجة» خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.وقبل حلوله ضيفاً على برنامج «مسائي» في تلفزيون «الراي»، كان للديحاني حوار دسم مع الزملاء في ديوانية المؤسسة حيث أكد بأنه لم يتخذ القرار النهائي بخصوص خوضه غمار أولمبياد طوكيو 2020 وأنه سيحرص على تشجيع الرماة الكويتيين على القيام بتلك الخطوة.كما تحدث عن البندقية التي استخدمها في الاولمبياد وكشف بأنها تقدمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وهي بتكلفة 49 ألف دينار.كان الديحاني يتحدث بثقة وحرقة في الوقت نفسه، إذ كان الضغط عليه هائلاً في البرازيل خصوصاً من قبل بعض الدول، وتحديداً إيطاليا، التي كانت تنشد أن تبعده عن المنافسة.صحيح أن الديحاني اصطاد الذهب في الاولمبياد، بيد أنه اصطاد أيضاً قلوب كل من استقبله في «الراي».أكد البطل الأولمبي الرامي فهيد الديحاني أن فوزه بالميدالية الذهبية في مسابقة «دبل تراب» ضمن أولمبياد ريو 2016 «أدّب» المشككين في الداخل، وشكل تحديّاً بالنسبة الى «كارهي الكويت» في الخارج.جاء ذلك خلال استضافة «الرايم الذهبي» في برنامج «مسائي» على قناة «الراي» مساء أول من أمس والذي يقدمه كل من الزميلين عبدالله مال الله وروان.وحرص الديحاني في البداية على أن يبارك للشعب الكويتي الإنجاز الكبير الذي تحقق والمتمثل في الحصول على الذهبية، موضحاً أن لهذا الفوز مذاقاً خاص بالنسبة له، لأنه جاء بعد «كسر عظم» لأن كل الظروف كانت ضد الكويت.وقال: «رغم أن المشاركة جاءت تحت العلم الاولمبي الا ان البطولة كانت الأجمل بالنسبة لي على الإطلاق. الضغوط التي مورست على الكويت سواء من الداخل وايضا من الخارج عبر الاتحاد الدولي للرماية كانت خانقة. تمت ممارسة انواع الضغوط كافة وغاب العدل والنزاهة عن التحكيم».وأضاف: «كنت غاضبا في البداية وانقطعت عن التدريبات لمدة ستة أشهر، وهي فترة طويلة قادرة على اخراج اي شخص من الإحساس الرياضي. تذكرت كلام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى عندما استقبلني بعد الفوز ببرونزية أولمبياد لندن 2012، وقال لي: اريد منك المشاركة في اولمبياد البرازيل والحصول على الذهب. وكانت إرادة الله متوافقة مع رغبة حضرة صاحب السمو، وهذا الموقف هو ما جعلني افكر في المشاركة وعدم تفويت الفرصة في الحصول على الميدالية التي لطالما رغبت بها».بطولة الهندوبعد أن عقد العزم على خوض غمار أولمبياد ريو دي جانيرو، طلب منه المدرب دانيال المشاركة في بطولة العالم في الهند التي تشكل منافساتها التصفيات المؤهلة الى الأولمبياد، وقال: «كان مقرراً أن تقام في الكويت في نوفمبر 2015 لكن جاء الإيقاف، وتم نقلها الى الهند في يناير الماضي. لم أكن جاهزا للمشاركة ولم يكن متبقياً على انطلاق البطولة سوى ستة أيام فقط. اعطاني المدرب 200 يورو للمشاركة، الا انني شاركت على حسابي رغم ضيق الوقت».وتحدث عن ميدان الرماية في بطولة العالم قائلاً: «ذهبت للمشاركة وكنت اتابع الرماة وهو ينهارون خلال الجولة الثالثة. لاحظت بخبرتي أن الطبق الذي يخرج من الماكينة رقم 7 يسار فيه تأخير عن بقية الأطباق الأخرى. هذا التأخير أربك الجميع الا انني انتبهت للأمر ونجحت في الوصول الى النهائي».وكشف ان احد المدربين قال له إن هناك اشاعة تتحدث عن عدم قدرة الكويت على المشاركة في بطولة العالم بعد أن تم تعليق عضويتها، وقال: «تقدمت باستقالتي من منصبي عضواً في اللجنة الاولمبية الكويتية ورئاسة لجنة الرياضيين احتجاجاً على الوضع الصعب الذي تمر به الرياضة. وقامت الهيئة العامة للرياضة بتكليف محامي الدولة لرفع قضية ضد اللجنة الأولمبية. الآن سقط الجزء الخاص بالصفة وبقيت القضية الشخصية، ويتوجب على محامي الدولة أن يتقدم لرفع اسمي من القضية، حيث تم طلب تعويض مبدئي قدره 5001 دينار تمهيدا للمطالبة بتعويض 440 مليون دينار لاحقاً».حرب على الكويتوشدد الديحاني على أن حرباً شعواء شُنّت على الكويت بعد أن ترشح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في الانتخابات الأخيرة على رئاسة الاتحاد الدولي للرماية ضد المكسيكي اوليغاريو فازكيز رانا، وأضاف: «بلعبة معينة فاز اوليغاريو، ليتم بعدها إعلان الحرب على الكويت. تردد كلام عن أن نادي الرماية الكويتي غير شرعي بناءً على كتاب من اللجنة الاولمبية الكويتية. تم استغلال هذه الورقة ضد الكويت، وشارك الأبطال المحليون في البطولة العالمية تحت علم الاتحاد الدولي، فيما جاءت المشاركة في الأولمبياد الحالي تحت علم اللجنة الأولمبية الدولية».الفوز الأجملوأكد «الرامي الذهبي» بأن «الفوز الذي تحققه في ريو كان الأجمل على الإطلاق نظراً الى الضغوط الكبيرة التي كنا نتعرض لها من الداخل، والذي وصل بالبعض الى اتهامنا بخاينة الوطن. أما الضغوط الخارجية فجاءت من المدرب الإيطالي بيرا الذي يمثل مع اصدقائه ثقلا كبيرا في عالم الرماية. لم يكن يريدون مشاركة الكويت لأنهم كانوا يخشوننا. وفوق كل ذلك قام الحكم بإعطائي صفراً في بداية المنافسات رغم اصابتي 4 أطباق. ولا أنسى الرامي الايطالي باريلا الذي كان يقذف الخرطوش باتجاهنا قصداً، بالإضافة الى التشويش المتعمد ضدي خلال أيام الدورة».وتابع: «وصلت الى النهائي في الاولمبياد. ومنحتني اللجنة المشرفة الرقم 2 ومن ثم تحول الى 3 في اللوحة، وهو أصعب مكان لكسر التعادل. الى هذه الدرجة الهابطة، تخلوا عن العدالة والأخلاق والمبادئ. قلت بعدها في نفسي: سيضعونني في رقم 1، وبالفعل بعد مرور ساعة ونصف الساعة جاءني الرقم 1. كنت أعلم انهم سيستخدمون القذارة. كنت اكتفي بسماع صوت الطلقات من السماعة. نظرت الى اللوحة بعد أن ضمنت بلوغ النهائي والحصول على ميدالية سواء ذهبية أو على الأقل فضية، ولله الحمد وفقني الله في الفوز بالذهبية في النهائي».حركة عفويةوكشف: «بعد الفوز ضربت بيدي على صدري في رسالة الى الجميع بأنني فزت بالذهبية غصباً عن الاتحاد الدولي وغصباً عن المشككين في الداخل، وقلت للجميع: الكويت موجودة رغم كل الضغوط».واضاف: «كانوا يريدون طمس هوية الكويت وعلم البلد، لكن كان الجميع في الميدان يردد على الدوام اسم الكويت»، وتابع: «لو شاركنا في ظروف طبيعية تحت علم الكويت، ما كنا لنصل الى ما وصلنا اليه. ما حصل هو رسالة عكسية عليهم بالسلب، وعكسية علينا بالإيجاب بفضل الله».وأكد الديحاني على ان «القائمين على الاتحاد الدولي يكرهون الكويت، ويحقدون عليّ لأني حصلت على ثلاث ميدالية اولمبية ولأنني رجل مسلم».استقبال ذهبيوتوقع الديحاني الاستقبال الكبير الذي حظي به في مطار الكويت الدولي نظراً الى تفاعل العالم العربي مع هذا الإنجاز، واستغرب من قدرة المجمعات التجارية على طباعة صوره وعرضها بسرعة قياسية. وقال: «حظيت باستقبال رسمي وشعبي كبيرين في صالة التشريفات، ما كان له أكبر الأثر عليّ».وكشف بأن سمو الأمير يتذكر جيداً الحوار الذي دار معه في 2012 عندما طلب منه الحصول على الميدالية الذهبية في البرازيل، وقال له عندما تقدم من سموه «كفيت ووفيت»، وطالبنا بمواصلة العطاء.وأكد أن برقية سمو الأمير بعد الفوز بالميدالية تعتبر أكبر رد وقد ألجمت المشككين في الداخل، وتساءل: «قدمت لبلدي انجازات وميداليات، أما المشككون فماذا قدموا للبلاد؟».49000واشار الديحاني الى أن البندقية التي حصل عليها من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في 2012 هي نفسها الذي اقتنص بها الذهب في «ريو».وكشف بأن سعر البندقية يصل الى 49 الف دينار وهي تصلح للمشاركة في مسابقتي «تراب» و»دبل تراب» ومنقوش عليها آية قرآنية بالذهب.وأوضح البطل الأولمبي بأن الدولة وقفت معه ودعمته حتى 25 يوليو الماضي، وهو موعد افتتاح القرية الاولمبية عن طريق اقامة المعسكرات الخارجية بالاضافة الى توفير الخرطوش والأطباق والمواصلات.وقال: «قرر القائمون على الرياضة عدم المشاركة في الأولمبياد، الا انهم تركوا لنا المجال للمشاركة بأنفسنا، وبالتالي الدولة لم تقصر معنا، وما أنا فيه الآن هو بفضل دولة الكويت».وكشف أنه حجز تذكرة السفر إلى البرازيل بمبلغ ألفي دينار من حسابه الخاص، مؤكداً أن الميدالية الأولمبية الذهبية هي ميدالية التحدي، وإن كان هناك شيء اسمه التحدي فإن الميدالية التي حصل عليها في «ريو» هي التحدي نفسه.وأضاف: «حصلت طوال مشواري الرياضي على 120 ميدالية واهمها على الإطلاق هو الميدالية الاولمبية التي تقف عندها كل الميداليات».وأشار إلى أنه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشارك في أولمبياد طوكيو 2020، وانه سيدرس الأمر جيدا، وختم: «سأعمل على إنشاء أكاديمية للرماية لخدمة هذه الرياضة، فأنا حاصل على أعلى شهادات التدريب في الرماية».
رياضة - رياضة محلية
الديحاني لـ «الراي»: لم أقرر إذا ما كنت سأخوض غمار أولمبياد 2020
11:52 م